فادي عيد
التحركات على الساحة السورية بالاونة الاخيرة كانت غاية الاهمية والخطورة ولا يجب ان تغفل عنه أعيننا، نعم، ولكن لا يفوتنا ايضا متابعة ما يجرى بدقة من تطورات هامة على الساحة الليبية.
فتحرك القوات المسلحة العربية نحو الجنوب (الجنوب الشرقي والغربي) لتحريره أمر سيغير الكثير من شكل الميدان، ومن قواعد اللعبة على طاولة المفاوضات، ويبدو أن الامر كان مفاجئا لروما، حتى أن قام رئيس الورزاء الايطالي جوزيبي كونتي بزيارة دون اعداد مسبق لكلا من النيجر وتشاد (دول الجنوب الليبي).
وحقيقة الامر هى زيارة سيكون الغرض الحقيقي منها محاولة تفعيل قرار اطلاق “المهمة العسكرية الإيطالية في النيجر” والتي وافق عليها البرلمان الإيطالي العام الماضي دون اطلاع حكومة النيجر، والتى ظلت معلقة بسبب رفض الاخيرة لأي أنتشار عسكري ايطالي وقتها.
وهو أمر بالنسبة لروما غاية الاهمية والضرورة كي تحقق توازن امام فرنسا ونفوذها المتنامي فى منطقة الساحل والصحراء الغنية باليورانيوم والماس والذهب.
كما شملت زيارة رئيس الوزراء الإيطالي اليوم تفقد مركز عبور اللاجئين الذي تديره مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين
فمعركة تحرير الجنوب الليبي التى تخوضها القوات المسلحة العربية الليبية تعني مواجهة ما يأتى من تنظيمات ارهابية من دارفور السودانية، ومن جماعات مسلحة تعد بدلتا النيجر، ومن عصابات المعارضة التشادية، وهو ما يعنى مواجهة من يمول هولاء بقطر، ومن يسلحهم فى تركيا، ومن يمنحهم الغطاء السياسي فى ايطاليا.
خلاصة القول المشير خليفة بلقاسم حفتر امام تحدي جديد وخطوة هامة حاسمة، فتحرير الجنوب بشقيه الجنوب الشرقي او الغربي، سيضيف الكثير لشرعية القوات المسلحة العربية الليبية، كونها الوحيدة التى خاضت معارك لتحرير الوطن من المرتزقة والمليشيات الارهابية دون غيرها من جيوش وهمية حاولت اكثر من مرة ان تصنعها وتصدرها للساحة الدولية كلا من ايطاليا وتركيا وقطر.
باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط
[email protected]