السلايدر الرئيسيتحقيقات
غضب في المغرب بسبب “قوارب الموت” ومطالب للحكومة بتحمل مسؤولياتها
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط – عادت ظاهرة الهجرة السرية إلى أوروبا بشكل كبير إلى السواحل المغربية، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا عروض لمجموعات فايسبوكية تروج للتهجير السري إلى إسبانيا انطلاقا من شواطىء مدن الشمال مثل طنجة والقصر الكبير على متن ما يسمى “قوارب الموت”.
و أفادت وسائل إعلام إسبانية، أنه خلال السبت، و الأحد الماضيين، بلغت حصيلة المهاجرين، الذين وصلوا إلى إسبانيا، إلى 400 مهاجر، وسجلت شرطة مدينة قادس، وصول 70 شخصا، كانوا على متن قاربين منفصلين. وقالت، إن “ أحد القاربين الذين وصلا، إلى قادس، كان يضم خمسة قاصرين، فيما أنقذت قوات حفر السواحل الإسبانية 59 شخصا، من بينهم 16 إمرأة، ورضيع”.
من جهته، صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، بأنه تم إحباط أكثر من 54 ألف محاولة للهجرة غير القانونية في 2018.و كشف أن تفكيك 74 شبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب والاتجار في البشر، فضلا عن حجز أكثر من 1900 آلية تستخدم في تهريب البشر، ضمنها زوارق مطاطية ودراجات مائية ومحركات خاصة بالإبحار.
وبلغة الأرقام فإن 28.5 في المائة من المهاجرين وصلوا إلى الضفة الأوروبية باستعمال القوارب والزوارق المطاطية أو اقتحام السياجات الحدودية لمدينتي سببتة ومليلية الخاضعتين للسيادة الإسبانية في الشمال المغربي، فيما فشل 71 في المائة من هؤلاء المهاجرين، ولقي 0.5 في المائة منهم حتفهم. ما يشير إلى أن هناك عودة متنامية لهجرة المغاربة نحو أوروبا.
وتتمثل الحوادث المأساوية المترتبة عن ذلك، في انتشار لمقاطع فيديو تجسد لحظة عثور على شخص لقي مصرعه غرقا، بعد انقلاب قارب كان ينقله رفقة مجموعة من الشباب إلى الضفة الأخرى من المتوسطي. ليجسد فيديو أخر العثور على جثة مهاجرة في شاطئ مدينة الناظور، وهي الجثة التي وجدت في حالة تحلل متقدمة، يرجح بأن تكون الهالكة قد غرقت أثناء محاولتها الهجرة على متن قارب.
هذه المشاهد، أثارت موجة من ردود الفعل في المغرب مؤخرا. ويرى نشطاء مغاربة، أن هذا الوضع يستدعي دق ناقوس الخطر، والالتفات إلى الأسباب التي تدفع بهؤلاء الشباب إلى الارتماء في أحضان البحر.
وعلقت الناشطة خديجة المنور قائلة: “معاناة بلا حدود، وكوراث إنسانية مستمرة، يزداد ضحاياها يوما بعد يوم، هذه هي نهاية رحلة الباحثين عن مستقبل أفضل على الشاطئ الآخر، لكنهم غرقوا مع أحلامهم، وابتلعتهم مياه البحر في الفصل الأخير من الحكايات الأليمة”.
وكتب محمد الوافي، “لو لم يكن هؤلاء المهاجرون يعيشون أوضاعا مأساوية لما فكروا يوما في الهجرة ولمغادرة وطنهم وركوب المخاطر”.
من جهتها كتبت مليكة الرازي، “فيك يا وطني يعانقون المجهول تاركين وراءهم حكومة تتلذذ في أكل أبناءها ”.
فيما حمل الكثير من النشطاء الحكومة المغربية، مسؤولية المأساة التي يعيشوها الكثير من الشباب نتيجة عدم تحقيقها لفرص عيش كريم.
وفي هذا الصدد، رصد التقرير السنوي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، صورة سوداوية عن الوضع الحقوقي والسياسي والاجتماعي في البلاد، مسجلا بذلك مجموعة من التراجعات والانتكاسات الحقوقية التي تعرفها البلاد، والتي أدت إلى تذمر وإحباط الشباب المغربي.
وطالب المركز من خلاله تقريره، الحكومة المغربية بتحديد رؤيتها الإستراتيجية، إزاء معضلة التعليم والصحة والسكن والشغل، وبتحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء ظاهرة الإفلات من العقاب، لما يترتب عن ذلك من فقدان للثقة في الدولة وفي مؤسساتها، مع الكف عن الاعتقال على خلفية آراء سياسية، على الحق في التعبير.