خالد القشطيني
النمطية والمعبرة عن عصرنا الحاضر لأشرت إلى النكات المتعلقة بقطع الغيار وعمليات زرع الأعضاء. لكل عصر نكاته وتقليعاته. وفي هذا العصر أصبحت حكايات الأعضاء البديلة وتقليعاتها من المواد الأساسية للكوميديين والظرفاء، نسمعها منهم في المسرح ومن الراديو والتلفزيون، بل وأخرجوا فيلماً سينمائياً كاملاً باسم «برسي» عن هذا الموضوع.
نعم. لقد تعددت هذه النكات. وكان آخرها ما سمعته عن رجل أجروا له عملية جراحية أزالوا فيها مثانته المعتلة وزرعوا بديلاً عنها مثانة أخذوها من كلب. وبعد أسابيع من إجراء العملية التقى الرجل بطبيبه فسأله عن حالته فأجاب: «كل شيء تمام. ولكن فقط عندي مشكلة صغيرة واحدة، كلما أذهب لإراقة المائية، أجد نفسي رغم إرادتي أرفع إحدى رجلي عن الأرض»!
وهذا شيء سهل بالنسبة لرجل آخر انكسرت ساقه فوضعوا له في فخذه عضادة حديدية بدلاً من العظم المكسور. والتأمت العضادة وقامت بعملها بأحسن وجه، بيد أن الرجل لاحظ أنه كلما مر بالقرب من محولة كهربائية، انفرجت رجله في اتجاه المحولة فيسقط على الأرض. وتكررت الظاهرة إلى أن تذكر بأن من عادة الفولاذ أنه ينجذب نحو أي مجال مغناطيسي، فقرر الأطباء استبدال العضادة الفولاذية بأخرى من البلاستيك. جاءوا به إلى المستشفى نحو الردهة ولكنه لم يتقدم غير خطوات قليلة نحو الردهة حتى جذبته المحولة الكهربائية الجبارة للمستشفى فارتطم بالحائط وسقط وكسرت رجله الأخرى.
وهذا والحمد لله ما لم يحدث للسيد عبد اللطيف حازم في لندن عندما زاره صديق حميم له، أخذه بين ذراعيه بحركة احتضان ودية من النوع الذي نعرفه في بلادنا. ولكن السيد عبد اللطيف كان قد ترك منطقتنا منذ سنين، وانقطع عن ممارسة هذا النوع من الحب الأخوي، فضمرت أضلاعه وأعضاؤه، وفقدت قدرتها على المقاومة.. وبعصرة واحدة من الضيف العزيز سمع عبد اللطيف قرقعة بين جنبيه وشعر بألم فظيع وضيق في التنفس وسرعة في النبض وارتفاع في درجة الحرارة واضطراب في الضغط، فهرع إلى المستشفى حيث تبين من الكشف الشعاعي أن ضيفه الكريم وصديقه الحميم قد كسر له ضلعين من ضلوعه. خرج من المستشفى وهو يتمتم «ومن الحب ما كسر».
ولحسن حظه، أن الأطباء لم يجدوا حاجة لاستبدال هذين الضلعين المعطبين بضلعين آخرين من صدر ضيفه العزيز تطبيقاً لقاعدة العين بالعين والسن بالسن. وفي ذلك عظة لكل عربي يأتي من الشرق البعيد ويحاول أن يحتضن صديقاً عربياً مغترباً في إحدى الديار الأوروبية.
نعم. لقد تعددت هذه النكات. وكان آخرها ما سمعته عن رجل أجروا له عملية جراحية أزالوا فيها مثانته المعتلة وزرعوا بديلاً عنها مثانة أخذوها من كلب. وبعد أسابيع من إجراء العملية التقى الرجل بطبيبه فسأله عن حالته فأجاب: «كل شيء تمام. ولكن فقط عندي مشكلة صغيرة واحدة، كلما أذهب لإراقة المائية، أجد نفسي رغم إرادتي أرفع إحدى رجلي عن الأرض»!
وهذا شيء سهل بالنسبة لرجل آخر انكسرت ساقه فوضعوا له في فخذه عضادة حديدية بدلاً من العظم المكسور. والتأمت العضادة وقامت بعملها بأحسن وجه، بيد أن الرجل لاحظ أنه كلما مر بالقرب من محولة كهربائية، انفرجت رجله في اتجاه المحولة فيسقط على الأرض. وتكررت الظاهرة إلى أن تذكر بأن من عادة الفولاذ أنه ينجذب نحو أي مجال مغناطيسي، فقرر الأطباء استبدال العضادة الفولاذية بأخرى من البلاستيك. جاءوا به إلى المستشفى نحو الردهة ولكنه لم يتقدم غير خطوات قليلة نحو الردهة حتى جذبته المحولة الكهربائية الجبارة للمستشفى فارتطم بالحائط وسقط وكسرت رجله الأخرى.
وهذا والحمد لله ما لم يحدث للسيد عبد اللطيف حازم في لندن عندما زاره صديق حميم له، أخذه بين ذراعيه بحركة احتضان ودية من النوع الذي نعرفه في بلادنا. ولكن السيد عبد اللطيف كان قد ترك منطقتنا منذ سنين، وانقطع عن ممارسة هذا النوع من الحب الأخوي، فضمرت أضلاعه وأعضاؤه، وفقدت قدرتها على المقاومة.. وبعصرة واحدة من الضيف العزيز سمع عبد اللطيف قرقعة بين جنبيه وشعر بألم فظيع وضيق في التنفس وسرعة في النبض وارتفاع في درجة الحرارة واضطراب في الضغط، فهرع إلى المستشفى حيث تبين من الكشف الشعاعي أن ضيفه الكريم وصديقه الحميم قد كسر له ضلعين من ضلوعه. خرج من المستشفى وهو يتمتم «ومن الحب ما كسر».
ولحسن حظه، أن الأطباء لم يجدوا حاجة لاستبدال هذين الضلعين المعطبين بضلعين آخرين من صدر ضيفه العزيز تطبيقاً لقاعدة العين بالعين والسن بالسن. وفي ذلك عظة لكل عربي يأتي من الشرق البعيد ويحاول أن يحتضن صديقاً عربياً مغترباً في إحدى الديار الأوروبية.
الشرق الأوسط