أقلام مختارة

ذكريات المنتدى الاقتصادي في دافوس

جهاد الخازن

جهاد الخازن

أكتب والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنهى أعماله، وأتذكر حضوري المنتدى السنوي على امتداد ربع قرن متواصل من الزمان، وعلاقة مباشرة مع مؤسسه البروفسور كلاوس شواب.

كنت آخذ الطائرة من لندن الى زوريخ، ومن هناك ننتقل بسيارات كبيرة الى دافوس حيث تكون الإقامة أربعة أو خمسة أيام لضيوف من العالم أجمع.

أكتفي هنا بالحديث عما يهم القارئ العربي وما اهتممت به شخصياً، فقد كنا في تسعينات القرن الماضي نأمل بقيام دولة فلسطينية في ربع أرض فلسطين التاريخية الى جانب اسرائيل، واعتقدنا يوماً أن الدولة قريبة.

ما حدث أن اليمين الاسرائيلي قتل اسحق رابين وجاء الى الحكم سنة ١٩٩٦ الإرهابي بنيامين نتانياهو، فبقي في الحكم حتى سنة ١٩٩٩ ثم خسر الانتخابات. هو عاد الآن رئيساً لوزراء اسرائيل وإذا فاز ليكود والأحزاب اليمنية في الكنيست بغالبية من الأصوات سيعود نتانياهو الى الحكم ليصبح رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي قضى أطول مدة في الحكم.

كان هناك مسؤولون عرب كثيرون في دافوس سنة بعد سنة، وكان لي منهم أصدقاء كثيرون من الخليج، من الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وأيضاً من المملكة العربية السعودية. الخلاف مع قطر قطع علاقتي معها ولكن أرجو أن تعود الى الحظيرة العربية فقد عرفت الشيخ حمد ثم ابنه الشيخ تميم.

الرئيس حسني مبارك زار دافوس سنة بعد سنة وانا أذكر أنه جلس في عشاء الشرق الأوسط الى مائدة كثر الذين طلبوا مني أن أجد لهم مقاعد حولها. أذكر أن نتانياهو جلس مع أمثاله من الإرهابيين حول طاولة في زاوية من مقر العشاء ولا أذكر أنني رأيت أحداً يحدثه، إلا إذا كان من يهود الولايات المتحدة. أرى هذه الأيام نتانياهو في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة وأتمنى أن أصفعه إلا أنني أدرك أنني لو فعلت لمنعت من دخول الأمم المتحدة مرة ثانية.

كان هناك أيضاً أبو عمار، وقد جلست معه من بيروت الى نيويورك الى دافوس وغيرها، وهو كان يريد دولة فلسطينية إلا أنه كان أيضاً سريع الغضب خصوصاً مع أنصار اسرائيل. هو توفي سنة ٢٠٠٤، وأنا والسيدة سهى عرفات زوجته مقتنعان بأن ارييل شارون سمّمه، فقد كان الطعام الذي يدخل المقاطعة تفحصه السلطات الإسرائيلية، ولا بد أن سماً دُسّ في طعامه المفضل فعولج في فرنسا ومات بعد ذلك.

أرجو أن نرى دولة فلسطينية مع الرئيس محمود عباس ولكن أجد أن نتانياهو لا يريد هذه الدولة، بل يسرع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

الأرض لنا من البحر الى النهر، وذكرياتي في دافوس تشمل الملكة رانيا، فقد رأيتها مرة بعد مرة وكانت نموذج المرأة العربية الراقية التي تعرف مصالح بلدها. هي قالت لي مرة إنها والملك عبدالله الثاني سرّا بزيارة سورية وعندما نقلت هذا الكلام الى الرئيس بشار الأسد قال إنه وزوجته السيدة أسماء سرّا بزيارة العاهل الأردني وزوجته وسيردان الزيارة. ما حدث بعد ذلك حرب أهلية.

الملك عبدالله الثاني كان من أنجح ضيوف المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس فهو يعرف ما تريد بلاده ويعرف كيف يكلم رؤساء الدول الأخرى وأعتقد أنه كان من أفضل الضيوف في المنتدى. أرجو للأردن وله نجاحاً دائماً ضمن المجموعة العربية وفي العالم كله.

[email protected]

الحياة اللندنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق