العالم
البابا يختتم زيارته لبنما مع مئات آلاف الشباب
ـ بنما ـ يزور البابا فرنسيس الذي اعترف مجددا بذنوب الكنيسة في فضائح التحرش الجنسي على أيدي رجال دين، أشخاصا مصابين بمرض الإيدز الأحد بعد أن أحيا القداس الختامي لزيارته الرعوية لبنما في إطار الأيام العالمية للشبيبة.
وقال المنظمون إن البابا يبدأ في الساعة 8:00 (13:00 ت غ) اليوم الأخير في بنما بقداس أمام مئات آلاف الحجاج ويقدرون ب600 ألف.
ومساء السبت تجمعوا حوله في باحة قرب مطار بنما الدولي.
وسيزور الحبر الأعظم دارا يستقبل 18 شخصا مصابا بمرض الإيدز. بحسب منظمة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز قدر عدد المصابين بهذا الفيروس في العالم في 2016 ب36,7 مليونا بينهم 21 ألفا في بنما.
وبعد الظهر يلتقي البابا لأكثر من ساعة متطوعين ساهموا في تنظيم الأيام العالمية للشبيبة قبل العودة إلى روما. ويتوقع أن يغادر البابا بنما في الساعة 18:00 (23:00 ت غ).
والسبت اعترف البابا بأن الكنيسة الكاثوليكية “الممزقة بخطيئتها”، لم تحسن “الإصغاء”، وذلك في رسالةٍ موجهةٍ إلى كهنةٍ وإكليريكيين في ظلّ فضائح الاعتداءات الجنسية التي تحرج المؤسسة الكنسية.
وتأتي هذه الرسالة قبل أسابيع من لقاء عالمي منتظر للأساقفة حول “حماية القاصرين” في الكنيسة مقرر في أواخر شباط/فبراير في الفاتيكان.
وفي مؤتمر صحافي الجمعة، أكد المتحدث الموقت باسم الفاتيكان أليساندرو جيزوتي أن هذا “ليس بداية المعركة، بل إنها درب الجلجلة. هذا أسوأ ما يمكننا تخيله”.
وزيارة أول بابا من أميركا اللاتينية لبنما بمناسبة الأيام العالمية للشبيبة، تتم بعد عام من سفره إلى تشيلي في كانون الثاني/يناير 2018، حيث قدّم دعماً في غير محله لأسقف يشتبه بأنه تستر على تعديات كاهن على أطفال. وتحوّلت زيارة تشيلي إلى إخفاق وشكّلت لحظة مفصلية في ولاية البابا فرنسيس.
وتطرّق المرشد الروحي ل1,3 مليار كاثوليكي في العالم، في عظته السبت إلى أزمة التراجع المستمر للدعوات الكهنوتية.
“تراجع الإيمان”
واذ اثار مسألة “تراجع الإيمان”، رأى البابا أن المشكلة تعود إلى “عدم القدرة على التعامل مع حدّة وتعقيد التغييرات التي نمرّ بها كمجتمع”.
وتابع الحبر الأعظم البالغ من العمر 82 عاماً أن “تلك التغييرات تجعلنا نشكك في أشكال تعبيرنا والتزامنا، وأيضاً في عاداتنا ومواقفنا بمواجهة الحقيقة، بل تجعلنا حتى نتساءل عن إمكانية الحياة الدينية في عالم اليوم”.
ويبدو أن أزمة تراجع أعداد الدعوات الكهنوتية في الكنيسة لن تتوقف. ووفق إحصاءات الفاتيكان، بلغ عدد الكهنة 414 ألفا و969 في نهاية 2016 كاهناً، مقابل 415 ألفا و656 في 2015، و415 ألفا و792 في 2014.
وحتى الآن، لم يصغِ البابا فرنسيس إلى دعوات وضع حد لنذر العفة عند الكهنة، والسماح بفتح الباب لرسامة النساء.
وحذر السبت من محاولة العيش في عالم الإنترنت الإفتراضي. وصرح للشباب “لا يكفي أن نكون متصلين بالإنترنت طوال النهار لنشعر بأننا محبوبين. أن نشعر بأننا ننتمي إلى مجموعة أهم من +البقاء على شبكة الإنترنت+”.
وتحدث البابا مطولا عن الصعوبات التي يواجهها الشباب لإعطاء معنى لحياتهم عندما “لا يجدون أنفسهم دون وظيفة أو تعليم أو أسرة”. وقال “في نهاية المطاف يشعرون بفراغ كبير يحاولون سده بأمور تافهة. لأننا لا نعرف بعد لمن نعيش أو من نحب”.
وأكد “وحدها المحبة تجعلنا أكثر إنسانية وكل الأمور الأخرى جيدة لكن لا معنى لها”.
والبابا معروف بمتابعته التكنولوجيا الجديدة.
وللبابا أكثر من 44 مليون مشترك يتابعونه على تويتر في تسع لغات (الإنكليزية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والعربية والفرنسية والبولندية واللاتينية والألمانية).
وقبل إطلاق الأيام العالمية للشبيبة دعا البابا الشباب إلى تحميل تطبيق “كليك تو براي” (إضغط للصلاة) الرسمي للسماح للكاثوليك بتقاسم الصلوات على الإنترنت. (أ ف ب)