السلايدر الرئيسيتحقيقات
ميليشيات إيران تواصل عمليات التغيير الديموغرافي في مناطق المسيحيين والأقليات الأخرى في العراق
سعيد عبدالله
ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله ـ رغم مرور أكثر من ثلاث أعوام على تحريرها من داعش الا أن غالبية النازحين المسيحيين من سكان مدينتي تلكيف والحمدانية ضمن منطقة سهل نينوى شرق الموصل لا يستطيعون العودة اليها بسبب سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران على هذه المناطق وتحويلها الى مناطق عسكرية.
مساحات واسعة من الأراضي والمناطق السكنية أصبحت في سهل نينوى المعروف بموطن الأديان والمكونات العرقية المختلفة باتت معسكرات ومخازن عتاد ومقرات لضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذين ينتشرون في معظم مدن العراق للإشراف على تنفيذ المشروع الإرهابي لنظام الملالي في العراق والمنطقة.
باسم جورج، مواطن مسيحي نازح من قضاء الحمدانية يعيش منذ أكثر من أربع سنوات في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، لم يتمكن حتى الآن من العودة الى الحمدانية خوفا من الميليشيات التي تفرض الإتاوات على سكان المدينة وتمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية بحرية، وأضاف جورج لـ””: “عاد عدد من أقاربي الى الحمدانية لكنهم ندموا ونزحوا مرة أخرى لأن الميليشيات تضايقهم من خلال نقاط التفتيش التي تتمركز في مداخل المدينة إضافة الى أن قادة هذه الميليشيات تستولي بإستمرار على الأراضي الزراعية والمنازل وتعمل على تهجير المسيحيين مجددا من مناطقهم التاريخية”، متسائلا “كيف أعود وأن أعلم أنهم سيهجرونني ويستولون على أموالي بعد فترة قصيرة من العودة؟”.
لم تتوقف الميليشيات الإيراني عند مضايقة المسيحيين نهب ممتلكاتهم بل تجاوزت ذلك بتنفيذ عمليات تغيير ديموغرافي من خلال نقل عناصر الميليشيات لعوائلهم الى هذه المناطق بعد الاستيلاء على العقارات فيها، ماريا ستيف مسيحية من قضاء تلكيف أكدت لـ””: “لا نستطيع العودة لأن تلكيف أصبحت معسكرا للميليشيات وفي الوقت ذاته مازالت هذه الفصائل تسيطر على منازلنا وتمنعنا من العودة اليها وصادرتها تماما مثلما فعل تنظيم داعش عندما صادر ممتلكات المسيحيين وعقاراتهم، هؤلاء أيضا يصادرون وينهبون المنازل ويمنعونا أهلها من العودة”، مطالبة القوات الأمريكية بالتدخل وانشاء منطقة آمنة للمسيحيين في سهل نينوى لحمايتهم من إيران والميليشيات وداعش والجماعات الإرهابية الأخرى التي تنشط في الموصل.
وتسيطر ميليشيا اللواء 30 التابع لميليشيا بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله والنجباء وأنصار الحجة وكتائب بابيلون وميليشيات أخرى على محافظة نينوى وقد افتتحت العشرات من المقرات والقواعد العسكرية التي تحتضن جميعها العديد من الضباط الإيرانيين، وتمارس هذه الميليشيات الى جانب عمليات القتل العشوائي والاعتقالات عمليات ابتزاز وفرض الاتاوات والاستيلاء على أراضي المواطنين الذين لم يتمكنوا من العودة الى المحافظة وخصوصا المسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى والإتجار بها الى جانب عمليات تهريب النفط والآثار الى إيران وسوريا.
من جهته كشف منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، أن ميليشيات الحشد الشعبي تنفذ عمليات تغيير ديموغرافي في مناطق الإيزيديين والمسيحيين في محافظة نينوى.
وأوضح زيباري في بيان له تابعته “”: “85٪ من سكان محافظة نينوى ليسوا على استعداد للعودة الى مناطقهم، لاعتقادهم بأن حياتهم لن تكون محمية ولديهم مخاوف من عدم توفر الخدمات الأساسية وفرص العمل فضلاً عن الوضع الأمني”، لافتا الى أن بلدتي تلكيف والحمدانية أصبحتا مناطق عسكرية تحوي محاكم وسجون.
وأشار زيباري الى وجود أعداد كبيرة من الميليشيات في مناطق سهل نينوى، مشيرا في الوقت ذاته الى أن عناصر هذه الميليشيات ليسوا من سكان المنطقة، داعيا الى تسليم الملف الأمني في سهل نينوى الى القوات الرسمية كالشرطة الاتحادية والبيشمركة والجيش العراقي لممارسة دور جدي في إعادة بناء الوضع الأمني في هذه المنطقة.
وتابع زيباري “هناك عمليات استيلاء على أراضي الأيزيديين والمسيحيين وعمليات تغيير ديموغرافي في المنطقة مثلا في تلكيف توزع قطع الأراضي على أناس آخرين”، مؤكدا على أن تلكيف والحمدانية تحولتا إلى مدن عسكرية تحتضن محاكم وسجون إرهابية تابعة لهذه الميليشيات.
وبحسب مصادر سياسية عراقية أوعزت إيران الى ميليشيات في العراق لتنفيذ مشروع التغيير الديموغرافي في مناطق المسيحيين والأيزيديين والكاكائيين والأقليات الأخرى إضافة الى محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك من خلال تهجير أهالي هذه المدن من مناطقها الأصلية عبر ترهيبهم واعتقال أبنائهم بعد تلفيق تهم الإرهاب لهم وقتل عدد آخر منهم ومن ثم مطالبتهم بترك المنطقة، ومن ثم تنقل هذه الميليشيات عائلات مسلحيها العراقيين أو الإيرانيين الى هذه المناطق التي تعتبرها إيران استراتيجية لها لسيطرتها على الطرق البرية التي توصل الحرس الثوري الى سوريا عبر العراق ومنها الى لبنان.