العالم
المعارضة الفنزويلية تتظاهر مطالبة الجيش بالإنقلاب على مادورو
ـ كراكاس ـ تظاهرت المعارضة الفنزويلية بقيادة خوان غوايدو الاربعاء في محاولة لدفع الجيش الى الانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو الذي سبق ان دعا القوات المسلحة التي يعول عليها الى توحيد صفوفها.
وكتب على لافتات رفعها آلاف من المتظاهرين في نقاط مختلفة في البلاد “ايتها القوات المسلحة استعيدي كرامتك” و”اريد ان يرحل مادورو” و”غوايدو رئيس” و”كفى ديكتاتورية”.
وهتف المتظاهرون “مساعدة اجتماعية، ازمة صحية” فيما تتخبط البلاد النفطية في ازمة اقتصادية خانقة.
وقال جايم ريغالادو الذي حمل العلم الفنزويلي في ساحة التاميرا في كراكاس “على العسكريين ان يسمحوا بدخول المساعدة الانسانية ويقفوا الى جانب الشعب”.
وقبيل هذه التعبئة، تلقى غوايدو جرعة دعم اضافية عبر اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
وقال البيت الابيض ان الرجلين “توافقا على البقاء على تواصل دائم بهدف دعم استعادة فنزويلا للاستقرار”.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حض الاربعاء الجيش الى التوحد في مواجهة دعوات الولايات المتحدة وغوايدو الى العصيان.
وقال امام 2500 جندي في اكبر مجمع عسكري في العاصمة “ادعو القوات المسلحة ، الى تجديد مهم، الى ثورة عسكرية كبيرة في المعنويات”.
ويطالب غوايدو بتشكيل حكومة انتقالية ثم بانتخابات عامة حرة، مدعوما من الولايات المتحدة وقسم كبير من اوروبا واميركا اللاتينية.
وفي مواجهة الضغوط الدولية المتنامية، قال الرئيس الاشتراكي في مقابلة مع وكالة “ريا نوفوستي” الروسية الرسمية للأنباء، “سيكون جيداً إجراء انتخابات تشريعية في مرحلة مبكرة، سيكون ذلك شكلاً جيداً من النقاش السياسي، حلاً جيداً من خلال التصويت الشعبي”.
إلا أنه ذكّر بأنّ “الانتخابات الرئاسية أجريت منذ أقلّ من عام، منذ عشرة أشهر. إن أراد الإمبرياليون انتخابات (رئاسية) جديدة، فلينتظروا العام 2025”.
مزيد من العقوبات
وفي مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية الأربعاء، طلب غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد، من الاتحاد الأوروبي فرض “مزيد من العقوبات” ضد النظام القائم.
وقال غوايدو “نحن في دكتاتورية ويجب ممارسة ضغوط”، مضيفاً “نحتاج إلى مزيد من العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي، إلى قرار شبيه بقرار الولايات المتحدة”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي السبت الفائت أنه “سيتخذ إجراءات” إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات “في الأيام المقبلة”، بما في ذلك “الاعتراف بقيادة البلاد”.
وأمهلت ست دول أوروبية (إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا) مادورو حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات عامة، وإلا فانها ستعترف بغوايدو رئيساً.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الاربعاء ان اجراء انتخابات تشريعية مبكرة لا يشكل استجابة للطلب الاوروبي، وقال “سنجتمع غدا في بوخارست، جميع وزراء خارجية (الاتحاد الاوروبي) لتحديد الموقف الواجب اتخاذه من عدم استجابة الرئيس مادورو”.
اربعون قتيلا
وتزداد مخاطر الاضطرابات المدنية في هذا البلد الذي يعدّ 32 مليون نسمة ويُعتبر من الأعنف في العالم. وتشهد فنزويلا الغارقة في أزمة اقتصادية خانقة، انقساما حادا بين التشافيين والمعارضين.
وأسفرت تسعة أيام من التظاهرات عن حوالى أربعين قتيلاً وأكثر من 850 موقوفاً، بحسب الأمم المتحدة.
وتزداد الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها الولايات المتحدة يوماً بعد يوم. فهي كانت أول من اعترف بغوايدو رئيساً وفرضت الاثنين عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية التي تؤمن 96% من عائدات البلاد.
وحذرت واشنطن مراراً من أن “كل الخيارات” ستكون مطروحة بشأن فنزويلا. إلا أن مجموعة ليما التي تضم 14 دولة من أميركا اللاتينية بالإضافة إلى كندا والداعمة لغوايدو، رفضت أيّ تدخل عسكري.
وأعلنت الولايات المتحدة استعدادها لإرسال مواد غذائية وأدوية بقيمة 20 مليون دولار إلى فنزويلا التي تعاني نقصاً فيها.
واجرى دونالد ترامب الاربعاء اتصالا هاتفيا بغوايدو وفق ما اعلن البيت الابيض، و”توافق الرجلان على البقاء على تواصل دائم بهدف دعم استعادة فنزويلا للاستقرار”.
ويتّهم مادورو واشنطن بتدبير انقلاب لكنه أعلن أنه “مستعدّ للتحدث شخصيا مع (الرئيس الأميركي) ترامب، بشكل علني، في الولايات المتحدة، في فنزويلا، حيث يريد ومهما كان البرنامج”. غير أنه أكد أن حواراً كهذا سيكون “معقداً حالياً”.
في غضون ذلك، اعلنت النقابة الوطنية للعاملين في الصحافة ان صحافيين تشيليين لا يزالان موقوفين بعدما اعتقلا مساء الثلاثاء قرب القصر الرئاسي في كراكاس برفقة زميلين لهما فنزويليين تم الافراج عنهما.
وطالب رئيس تشيلي سيباستيان بينييرا الاربعاء ب”الافراج الفوري” عن الصحافيين.
كذلك، اوقفت السلطات الفنزويلية صحافيين فرنسيين من برنامج “كوتيديان” الثلاثاء قرب القصر الرئاسي في كراكاس، بحسب مصادر دبلوماسية.
وتم توقيفهما فيما كانا يغطيان تجمعا مؤيدا للرئيس مادورو، وفق نقابة العاملين في الصحافة. (أ ف ب)