– أكثر من 8 أشهر على انطلاق العملية الشاملة سيناء والتى أطلقتها القوات المسلحة المصرية في التاسع من فبراير العام الجاري، كل الأرقام التى أعلنت عنها العملية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها تسير فى اتجاه القضاء التام على الجماعات الإرهابية وتطهير سيناء بالكامل من الإرهابيين، فالبيان الـ27 الأخير للعملية والذي اعلنت عنه القيادة العامة للقوات العامة للقوات المسلحة، يشير إلى تقليص عدد كبير من الإرهابيين الخطرين على أرض “الفيروز ” سواء عن طريق القضاء عليهم أو القبض على العناصر التكفيرية شديدة الخطورة.
ليس هذا فحسب، فقد دمر رجال الجيش عددا كبير من أدواتهم التي يستخدمونها فى عملياتهم الإرهابية والتى تستهدف رجال الجيش والشرطة والاهالى فى سيناء، سواء كانت أوكارا يختبئون فيها لتنفيذ مخططاتهم، أو سيارات دفع رباعي لحمل أسلحتهم أو عبوات ناسفة أو درجات نارية لتنفيذ علمياتهم، أو مخازن الأسلحة والذخائر او المعدات وبيارات تخزين الوقود، بل والأهم من كل هذا هو قطع جميع وسائل الإمداد والتموين عنهم بشكل كامل عن طريق تدمير عدد كبير جدا من أنفاقهم التى يستخدمونها.
نتائج العملية الشاملة سيناء وتأثيرها على الإرهابيين فى تنفيذ مخططاتهم الدنيئة لا يمكن لأحد أن ينكرها، فبياناتها التى تطلعنا بها القيادة العامة للقوات المسلحة على مدي الشهور الماضية وآخرهم البيان الـ27 يؤكد هذا، فمع كل بيان جديد نجد تقليصاً كبيراً فى عدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم، وهذا يؤكد انخفاض تواجدهم بشكل كبير على أرض سيناء.
فمنذ أن انطلاقها في فبراير استطاع رجال العملية الشاملة سيناء من القضاء على 420 فرداً من العناصر التكفيرية ، واستهداف 827 هدفاً للعناصر للعناصر الإرهابية وأكتشاف وتدمير 5639 ملاجئ وأوكار ومخازن، فضلاً عن اكتشاف وتفجير 1450 عبوة ناسفة ، كما استطاع القوات خلال فترة العملية الشاملة سيناء من القبض على 9825 فرداً من العناصر الإرهابية، وضبط وتدمير والتحفظ على 2448 سيارات ودراجة نارية بدوم لوحات معدنية، بالإضافة إلى اكتشاف وتدمير394 مزارع لنبات البانجو والخشخاش المخدر، وضبط أكثر من 88 طن من المواد المخدرة، وضبط أكثر من 15 مليون قرص مخدر،. وضبط طائرة بدون طيار
البيان الأخير يؤكد أن الدعم الذي يناله الإرهاب في سيناء هو من دول أجنبية، ويحصلون على دعم كبير وعلى أعلى مستوى ومن أكثر من دولة. فالأسلحة التي تم ضبطها مع الجماعات المتطرفة ليست أسلحة عادية كما يعتقد البعض، كذلك الكتب التى ضبطتها القوات القوات المسلحة مع الإرهابيين فى البيان الأخير لا تعني أنهم يحتاجونها لمراجعات فكرية فقط وإنما لكشف الأوكار الأيديولوجية المتواجدة في سيناء والتي تقوم بتغذية هذه الأفكار.
تدمير البنية التحتية للإرهاب سواء في شمال ووسط سيناء أو في مختلف أماكن تواجدهم الأخرى ربما أوشك على الإنتهاء بشكل كامل من قبل القوات المسلحة، والدليل انحصار عملياتهم الإرهابية والإجرامية وتضيق الخناق عليهم بشكل كبير خير دليل على نجاح العملية الشاملة سيناء فى تنفيذ أهدافها التى قامت من أجلها.
فلو نظرنا إلى العمليات الإرهابية لهولاء الإرهابيين فى السنوات الماضية قبل إعلان العملية الشاملة سيناء لشعرنا بالفرق حالياً، فلم يكن يمر شهر إلا وكانت هناك عملية إرهابية قذرة وشهداء يسقطون، لكن الآن الوضع اختلف تماماً وباتت عملياتهم نادرة واعتمادهم الأكبر على العبوات الناسفة، والتي تم مواجهتها أيضا بأسلوب علمي وعسكري محترف، وكل هذا لم يأت من فراغ ولكن بتكاتف جهود كبيرة وبتنسيق على أعلى مستوي ما بين القوات الجوية والبحرية وحرس الحدود وعناصر الاستطلاع والشرطة المدنية وأيضاً رجالنا فى سيناء الشرفاء.
وكما يؤكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، فإن القضاء على الإهارب فى سيناء كان كان بتكليف من الرئيس السيسي القائد الأعلى القوات المسلحة لرئيس أركان حرب القوات المسلحة قبل نهاية عام ٢٠١٧ وتطهيرها تمامًا بالتعاون مع وزارة الداخلية خلال ثلاثة أشهر.
يوضح اللواء نصر سالم تحديد المدة لثلاثة أشهر للقضاء على الإرهاب من قبل الرئيس يرجع إلى حجم العناصر الإرهابية وقدراتها وما يمكن أن يصلها من الخارج مقارنة بقدرات قواتنا من جيش وشرطة، ارتباطًا بحالة الطقس وطبيعة مسرح العمليات الأرض وتعاون السكان المحليين، بالاستفادة من جميع القدرات الدولية المتعاونة على المحيطين العالمى والإقليمي، وعادة ما يحدد توقيت انتهاء العملية بصفة مبدئية، ويكون قابلاً للتعديل بصفة مستمرة حتى يتم تحقيق الأهداف المخططة.
عن تخطيط العلمية الشاملة سيناء كما كلف الرئيس يشير سالم إلى ان تخطيطها استغرقت الفترة التحضيرية التى سبقت العمليات مدة شهرين كاملين تم خلالهما تأمين جميع الأهداف الحيوية فى جميع بقاع جمهورية مصر العربية ووضع القوات اللازمة لذلك فى جميع المحافظات – حيث إن العملية ممتدة لتشمل مساحة مصر بالكامل، وتشترك فيها جميع أفرع القوات المسلحة بحرية، جوية، برية، بالتعاون مع جميع أجهزة الدولة.
ويوضح رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، ان القضاء على الإرهاب كان له أربعة سيناريوهات أولها هو بقاء الحال على ما هو عليه.. كر وفر واستهداف مدنيين، وثانيها وهو السيناريو الأكثر احتمالاً هو تحصن الإرهابيين فى المناطق السكنية والزراعات واتخاذ المدنيين دروعًا بشرية مع مهاجمة الأهداف المنعزلة، ووصول دعم خارجى لهذه العناصر لإطالة أمد المواجهة وتحقيق أى مكاسب سياسية لصالح جماعة الإخوان.
والثالث كما يشير سالم هو السيناريو المتفائل، وفيه تنتفض جميع قبائل سيناء ضد الإرهابيين وعودة المتورطين منهم إلى صفوف الوطن، وتوقف الدعم الخارجي، وتعاون دولى مع مصر فى مواجهة الإرهاب، والرابع وهو الأسوأ احتمالاً، فهو اختفاء جميع العناصر الإرهابية تمامًا فى الأماكن المجهزة تحت الأرض وفى المخابئ المعدة لذلك بين السكان المحليين لحين انتهاء فترة الأشهر الثلاثة المحددة وإعلان الدولة تماما تطهير سيناء وانتهاء العمليات الإرهابية، فيخرجون من مخابئهم وينقضون على أهداف ضعيفة تحدث صدى إعلاميًا لإحراج القيادة وهز الثقة بها.
لكن كما يؤكد سالم فإن السيناريو الأسوأ هو الذى واجهته القوات مع بدء العملية، وكانت متحسبة له ومستعدة لمواجهته.. فأحكمت حصار منطقة العمليات التى يتواجد فيها الإرهاب، من الجو والبر والبحر، وقسمت مسرح العمليات إلى قطاعات، وخصصت لكل قطاع القدر المناسب من القوات وبدأت عملية تمشيط دقيقة بكل الطرق والوسائل الفنية وغيرها.. وهو ما ألقى العبء الأكبر على عناصر الاستطلاع والمخابرات لاكتشاف وتحديد جميع المعلومات اللازمة عن العناصر الإرهابية بكل دقة وفى التوقيت المناسب.
اللواء نصر سالم أشار إلى أن منذ بدء العملية حققت القوات نجاحات كبيرة ومحسوسة فى القضاء على العناصر الإرهابية التى لم تكن وحدها فى ميدان المواجهة بل كان هناك ثلاثة عناصر أخرى استخدمها الإرهاب لإحداث أكبر قدر من الخسائر فى الشعب قبل الجيش والشرطة وهي: العناصر المشتبه بها والملاحقون جنائياً، وهم أكثر عددًا من الإرهابيين وعلى استعداد للتعاون معهم والتستر عليهم.. وهذه العناصر يتم القبض عليها وتقديمهم لجهات التحقيق فمن تبرأ ساحته منهم يخلى سبيله فورًا ومن تثبت إدانته يقدم للمحاكمة العادلة.
أما المتفجرات والألغام والعبوات الناسفة والشراك الخداعية وقد استخدمها الإرهابيون بتوسع كبير، ولم يكن ممكنًا تركها أو بعض منها، لتعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر بعد انتهاء العملية وأثناء ممارستهم لحياتهم العادية من زراعة ورعى وتحرك فى الأماكن المختلفة.. فتنفجر فيهم هذه العبوات وتقضى على حياتهم أو تحدث بهم أضرارًا وعاهات مستديمة، فكان لزامًا على القوات المسلحة تطهير الأرض بالكامل منها، وهو ما يحتاج إلى وقت أطول لضمان تحقيق النتائج بدون أو بأقل خسائر فى القوات القائمة بالتطهير.
كذلك المخدرات التى يحارب بها الإرهاب شعب مصر فى محاولة خبيثة وبائسة للإضرار به بأى شكل من الأشكال وفى نفس الوقت تعتبر مصدر دخل لتمويل الإرهابيين وعملياتهم الإرهابية، أما الإرهابيون أنفسهم، وهم من يتم استهدافهم مباشرة من جانب قواتنا بكل الدقة والحرص على عدم تعريض حياة الأبرياء للخطر وهذا هو السبب فى أن أعداد القتلى منهم قليلة، بالنسبة لباقى أعداد المشتبه فيهم والمجرمين الجنائيين.
………………………………………………………………..
- 8 أشهر على إنطلاق العملية الشاملة سيناء منذ انطلاقها فى 9 فبراير 2018
- القضاء على 420 فردًا من العناصر التكفيرية.
- بإستهداف عدد 827 أهداف للعناصر الإرهابية.
- اكتشاف وتدمير 5639 ملاجئ وأوكار ومخازن.
- إكتشاف وتفجير 1450 عبوة ناسفة.
- القبض على 9825 فردًا من العناصر الإرهابية
- ضبط وتدمير والتحفظ على 2448 سيارات أنواع ودراجة نارية بدون لوحات معدنية
- اكتشاف وتدمير394 مزارع لنبات البانجو والخشخاش المخدر
- وضبط أكثر من 88 طن من المواد المخدرة
- ضبط أكثر من 15 مليون قرص مخدر.
- ضبط طائرة بدون طيار
- تنظيم عدد 108 كميناً ودورية أمنية بشكل دروي