السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

الجزائر: الانتخابات الرئاسية تشق صفوف تيار “الإسلام السياسي”

نهال دويب

ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ استقطب الاستحقاق الرئاسي المقرر تنظيمه 18 ابريل/نيسان القادم، حتى الآن شخصيتان منحدرتان من تيار الإسلام السياسي، وهي المرة الأولى منذ 24 عاما التي تُقدم فيها الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، مرشحين في انتخابات الرئاسة في البلاد، وكانت آخر مشاركة لهم في العام 1995، حيث رشحت حركة مجتمع السلم (أكبر الأحزاب الإسلامية)  محفوظ نحناح، وحصل على نسبة تفوق 26 في المائة من الأصوات.

وبرزت ملامح التفكك داخل هذا التيار، مباشرة بعد استدعاء الهيئة الناخبة، وأعلنت “مجتمع السلم” عن ترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري في ظروف غامضة، بسبب تململ داخلي شهدته الحركة عشية التئام هيئة مجلس الشورى، وعارض قطاع من كوادرها المشاركة في الانتخابات, بينما أعلنت حركة البناء الوطني عن ترشيح رئيسها وزير السياحة الأسبق عبد القادر بن قرينة، في وقت لم تحدد بعد جبهة العدالة والتنمية بقيادة عبد الله جاب الله موقفها من الانتخابات الرئاسية القادمة.

وسيفاقم هذا الوضع من متاعب التيار الإسلامي ويغذي الاحتقان داخله والتي ظهرت منذ الانتخابات البرلمانية والمحلية التي نظمت في مايو / أيار و نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، وظهرت الصراعات بين قادة هذا التيار للعلن مباشرة بعد اللقاء الذي جمع زعيم “إخوان الجزائر” عبد الرزاق مقري و شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لبحث سيناريو تمديد الولاية الرئاسية الرابعة.

وكانت حركة مجتمع السلم تشكل عضوا بارزا في التحالف الرئاسي المكون من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم والتجمع الوطني الديمقراطي (ثاني قوة سياسية في البلاد)وشاركت في عدد من الحكومات المتعاقبة، لتقرر بعدها التخندق في صفوف المعارضة ضمن “تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي”.

وانتقد النائب البرلماني من جبهة العدالة والتنمية حسن لعريبي بشدة، في بيان له “المناوارات” التي قامت بها “حمس” واتهم رئيسها عبد الرزاق مقري بـ “تحطيم الطبقة السياسية وتيار الإسلام السياسي بعدما لعب على أوتار المعارضة في تكتل الحريات والانتقال الديمقراطي ثم المشاركة في الانتخابات وبعدها إجراء مفاوضات مع السلطة “.

وحول إمكانية التنسيق بين الأحزاب الإسلامية وتوحيد مرشح التيار الإسلامي في الانتخابات الرئاسية القادمة، يقول القيادي في حركة البناء الوطني، سليمان شنين، في تصريح لـ”” إن “الاتصالات بين الأحزاب لم تنقطع منذ وقت والكل يدرك أن الرئاسيات مجرد محطة وليست هدف ونحن نتعامل مع كل الأحزاب وليست ذات المرجعية الإسلامية فقط وهذا منذ ان أعلنا على مبادرة الجزائر للجميع”.

ويرى المتحدث، “أن الانتخابات فرصة لنشر الوعي والاتصال بالجماهير وتعددية الترشح خطوة مهمة في بناء الديمقراطية رغم الخسائر المتوقعة، ومكسب التنافسية لا يقل شانا من مكسب الاستقرار”.

وحول حظوظهم في الاستحقاق الرئاسي القادم، يقول سليمان شنين إن “الاستسلام يتنافى مع مفهوم النضال وهذا هو السبب الذي من اجله اعتمدت الأحزاب  والمطالبة بالحقوق الدستورية ايضا وارساء دولة القانون تحتاج الى عمل دؤوب مستمر كما اننا نحن من دعاة مقاومة اليأس وتجديد العملية السياسية وتنظيفها من التشويه والداعم لهذا الخيار هو الشعب الذي علينا التواصل معه بشكل مستمر وتحميله مسؤولية التغيير التي لا يمكن ان تتم بدونه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق