أوروبا

بريطانيا تسعى إلى طمأنة المستثمرين الأجانب القلقين من بريكست بدون اتفاق

ـ لندن ـ تسعى بريطانيا الاثنين إلى طمأنة المستثمرين الأجانب القلقين من مغادرتها الاتحاد الأوروبي بعد إعلان صانع السيارات الياباني نيسان إلغاء استثمار بارز في المملكة المتحدة قبل شهرين من موعد الخروج.

ومن المقرر أن تعقد رئيسة الوزراء تيريزا ماي مؤتمراً عبر الهاتف مع حوالى 55 رئيساً ورئيساً تنفيذياً لشركات أوروبية متعددة الجنسية عاملة في بريطانيا.

وقال متحدّث باسم ماي إن رئيسة الوزراء “ستشدد على أهمية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في ظل اتفاق”.

وتابع أن قرار نيسان العدول عن انتاج النموذج الجديد من سيارة “إكس ترايل” في مصنعها في ساندرلاند في إنكلترا “مؤسف جداً”، مضيفاً أن الشركة أكدت رغم ذلك أنها ستحافظ على الوظائف الراهنة في المصنع.

وكان من المقرر أيضاً أن يدلي وزير الأعمال غريغ كلارك بتصريح أمام البرلمان حول نيسان، في ظلّ الجدل القائم بين مؤيدي ومعارضي بريكست حول ما إذا كان الخروج المعلق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد حفّز الشركة على اتخاذ القرار.

وتتجه بريطانيا نحو طلاق مع الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/مارس بعد رفض النواب بأغلبية ساحقة اتفاق الخروج الذي توصلت إليه ماي مع الاتحاد الأوروبي في كانون الأول/ديسمبر.

وقال كلارك لصحيفة “فايننشل تايمز” إن نيسان أبلغته بان قرارها هو بمثابة “تحذير” مسبق من الضرر الذي قد يلحقه خروج بدون اتفاق بقطاع السيارات البريطاني.

“لا وقت للتوصل لاتفاق”

وتسعى ماي إلى إعادة التفاوض على الاتفاق، وخصوصاً على بند “شبكة الأمان” الذي يهدف إلى منع قيام حدود فعلية بين إيرلندا الشمالية والجمهورية الإيرلندية، في محاولةٍ منها للحصول هذه المرة على تأييد البرلمان.

لكن القادة الأوروبيين يصرون على رفض إعادة التفاوض. وكررت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين هذا الموقف، قائلةً إن اتفاق بريكست جرى التفاوض عليه بعناء ومعاودة المفاوضات “ليست على جدول الأعمال”.

وتابعت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الياباني شينزو آبي “نريد أن نفعل ما أمكن لتفادي خروج بدون اتفاق، لأن ذلك سيزيد من الغموض”.

وأضافت أن مسألة “شبكة الأمان” يمكن مناقشتها باتفاق سياسي يرافق اتفاق بريكست، موضحةً أن “علينا أن نظهر ابتكاراً، وأن نصغي بعضنا الى بعض”.

ورأت أن الوقت لا يزال متاحاً “للتوصل إلى اتفاق حول المسائل التي تعوقنا إذا ما أظهر الجميع حسن نية”.

ودعت ماي من جهتها أعضاء في حزبها المحافظ إلى إيجاد حلول بديلة من “شبكة الامان”، سواء كانوا من مؤيدي بريكست أو مناهضيه.

ومن المقرر أن يلتقي نواب الحزب في وقتٍ لاحق الاثنين، وكذلك الثلاثاء والأربعاء.

وكتبت ماي في صحيفة “صنداي تلغراف” أنها تنوي العودة إلى بروكسل حيث ستقاتل لتغيير الاتفاق “من أجل بريطانيا وإيرلندا الشمالية”.

واضافت في مقالها “أؤمن بأننا إذا توحّدنا وتحدّثنا بصوت واحد سنجد السبيل للمضي قدماً”.

في هذه الأثناء، حذّر وزير الخارجية السابق وأحد رموز بريكست بوريس جونسون من أن الشائعات حول إجراء انتخابات جديدة قد يكون “اسلوب تخويف” تلجأ اليه الحكومة لدفع النواب المحافظين الى قبول اتفاق بريكست.

وفي مقال في “دايلي تلغراف”، اعتبر جونسون أنه “إذا طلب من نواب حزب المحافظين الدخول في معركة انتخابية في الأشهر القليلة المقبلة، فسيحدث ذلك ثغرة في صلب ما نطالب به”.

وأضاف “ليس لدي فكرة عما سنقوله عن الاتحاد الأوروبي، فبعد عامين ونصف عام من الأخذ والرد، يبدو أن الجانب الأبرز في موقف المملكة المتحدة هو أن الأسئلة الكبيرة لم تتم الإجابة عنها بعد”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق