السلايدر الرئيسيشرق أوسط
هل يُحدث لقاء الإمام والبابا انقلاباً في نفوس مسلمي ومسيحيي العالم؟!
شوقي عصام
ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ لقاء تاريخي، يتم عليه التعويل في كتابة السطر الأول من نبذ العنف واعتماد قيمة التنوع الإنساني، بين المسلمين والمسيحيين في العالم، من العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بين شيخ الأزهر الإمام الأكبر، د.أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرنسيس، في ظل تعالي موجة التطرف المتبادلة في أوساط مسلمة ومسيحية حول العالم.
ما بين ما عاناه العرب من حروب صليبية باسم المسيحية، وبين ما لقاه الأوروبيون لا سيما في شرق ووسط وجنوب القارة العجوز، على يد العثمانيين بمذابح لصقت بالإسلام، يأتي هذا اللقاء التاريخي، ليكون نقطة بداية لتلافي ما خلفه المتشددون بين الجانبين، على مدى قرون، جاءت بعداء تاريخي يتم تعميقه من حين إلى آخر.
رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط سابقاً، الأنبا دكتور يوحنا قلتة، قال إن هذا اللقاء نقطة بداية التاريخ الحقيقي بين المسيحيين والمسلمين، من وصمات جاءت منذ ما يقارب الألف عام، في عام 1095، عندما أعلن بابا روما، أوربان الثاني، الحروب الصليبية التي ظلت 200 سنة، في عداء وكراهية، ولدينا تراث أدبي يحمل سباً وشتائم متبادلة بين الطرفين في حروب متصلة.
وأوضح “قلتة”،في تصريحات لـ””، أن هذا اللقاء وضع نقطة النهائية، وأعلن البابا والإمام والشيخ زايد بأن عصر الأخوة الإنسانية بدأ بين الأديان الإبراهيمية، وأنه بدون سلام بين هذه الأديان لا يمكن تحقيق السلام العالمي، ونعتقد أنه بداية عصر الأخوة الإنسانية انطلق، لأن التنوع من سنة الخالق، فهذا اللقاء التاريخي بين البابا وفضيلة الإمام، وضع السطر الأول في نبذ العنف والتطرف، ونتمنى أن يستمر الزخم بهذا الشكل.
وأكد “قلتة”، أن هذا اللقاء سيحدث انقلاباً في وجدان الشعوب من المسلمين والمسيحيين، موضحاً أنه في هذا العالم، لا يمثل المسلمون والمسيحيون الأكثرية، ما بين 9 مليارات لا يمثلون سوى 4 مليارات ونصف المليار إنسان فقط، أغلبية العالم لا تؤمن بالديانات الإبراهيمية، فاللقاء يوقظ ضمير العالم بأن هناك ديانتين مهمتين، وعلينا أن نعي بفكرة الإيمان بالتنوع والعمل، بدلاً من الإيمان بالعنف يكون بالعمل، الإيمان أخلاق وإنسان، هذا هو المطلوب، هذا اللقاء أيقظ ضمير أصحاب ضمير
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، الشيخ عبد الغني هندي، قال إن هذا اللقاء الإنساني يؤكد أن الأديان أتت ليكون هناك تعايش ومحبة وسلام بين الناس، وأن الأديان جعلت أصل الإنسان واحداً وهو سيدنا آدم، وأن الدين نزل من عند الله، وأن الأنبياء من سلالة واحدة.
وأشار “هندي”، في تصريحات لـ””،إلى أن ما حدث بين البابا وشيخ الأزهر، دليل على أن الأديان قامت على التعايش مع الآخر، واستنكار الظلم والظلام والتطرف، حيث إن الله بارك في هداية الناس، وتمسك البشر بالقيم أمر إلهي، وندعو أن يكون هذا اللقاء خالصاً لله، حتى يكون أثره على الناس مباشرة، لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما يخرج من العقل يصل إلى العقل.