السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الجزائر: بوتفليقة يعلن ترشحه رسمياً للرئاسة وسط تصدر هاشتاغ “اتركوه يرتاح” البلاد
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ وضع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حداً للجدل المتعلق بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في 18 أبريل/نيسان القادم، فبينما كانت رقاب الجزائريين مشدودة ترقبا لإعلانه عن موقفه خلال الفترة الممتدة بين 18 و 24 فبراير/شباط الجاري مثلما توقعته قيادات سياسية في البلاد، كشف بوتفليقة عن ترشحه في رسالة بعث بها إلى الجزائريين أعلن فيها عن “تنظيم ندوة وطنية شاملة” يكون هدفها إعداد أرضية سياسية وإقتصادية بل واقترح إثراء عميق للدستور.
وجاء إعلان الرئيس الجزائري عن ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد يوم واحد من إعلان حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر، ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقررة في 18 أبريل/نيسان القادم.
ووعد الرئيس الجزائري في الرسالة التي بعث بها إلى الأمة الجزائرية بإنشاء ندوة وطنية شاملة تهدف لإعداد أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية وأشار إلى إمكانية “إثراء الدستور” الذي تم تعديله سنة 2016.
ونزل الخبر كـ ” الصاعقة ” على أحزاب المعارضة التي لم تكن تتوقع ترشحه لولاية خامسة بالنظر إلى وضعه الصحي, فقطاع عريض منها أجمع على عدم ترشحه وهو ما أكده اليوم رئيس الحكومة الجزائرية السابق المترشح المحتمل لرئاسيات 2019 المعارض على بن فليس، الذي شكك بعلم الرئيس بوتفليقة بمسألة ترشحه لولاية خامسة, وشدد على أن الأشخاص الذين يدفعون نحو هذا التصرف هم قوى غير دستورية تبحث عن عهدتها الأولى للسيطرة على مقاليد الحكم”.
بينما توقعت زعيمة حزب العمال اليساري لويزة حنون عدم ترشحه لعهدة رئاسية جديدة رغم تمسك معسكر الموالاة ببقائه في الحكم.
وعلى الجانب الشعبي تصدر هاشتاغ “خلوه يرتاح” والذي يقصد به “ان يُترك الرئيس الجزائري ليرتاح بالنظر إلى وضعه الصحي” مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، باعتباره أكثر المواضيع تداولا على الصعيد المحلي.
وجاء ذلك تزامناً مع إعلان منسق هيئة تسيير الحزب الحاكم في الجزائر معاذ بوشارب ترشيح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.
وجاء على لسان منسق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب، في خطاب القاه أمام الآلاف من قيادات ومناضلي الحزب خلال مهرجان تعبوي، احتضنته القاعة البيضاوية بأعالي الجزائر العاصمة، شهد حضور شخصيات سياسية وحكومية سابقة كالوزير الأول السابق عبد المالك سلال.
وقال بوشارب: “أعلن أن جبهة التحرير الوطني رشحت عبدالعزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية القادمة تقديرا لحكمة خياراته وتثمينا للإنجازات الكبيرة تحت قيادته”.
واتهم أحد المعلقين “جهات من مصلحتها أن يبقى بوتفليقة رئيسا للبلاد لولاية خامسة خدمة لمصالحهم السياسية والاقتصادية”، وعبرت أكبر الأحزاب الإخوانية (حركة مجتمع السلم) التي رشحت رئيسها عبد الرزاق مقري، عن انزعاجها من حراك أحزاب الموالاة للتجديد لصالح بوتفليقة للمرة الخامسة، بالقول “إن بوتفليقة غير قادر على الاستمرار في الحكم بسبب طبيعة مرضه”.
وجاء في بيان لـ”حمس” في ختام دورة مجلس الشورى الوطني “ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة ليس في مصلحته، ولكنه في مصلحة المنتفعين والمستفيدين من الوضع، وهؤلاء يتحملون المسؤولية كاملة أمام ما ينجر عن مناوراتهم السياسية من مخاطر تهدد الجزائر، وستبقى تصرفاتهم شاهدة عليهم في تاريخهم إن أقدموا على ذلك فعلا، وسخروا مؤسسات الدولة لتمرير مشروعهم”.
وفي ذات السياق فمن المرتقب أن يشرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على تدشين مشاريع ضخمة خلال أيام أبرزها مشروع “جامع الجزائر” الذي يعتبر ثالث أكبر مسجد في العالم, وهو ما أكده اليوم الاثنين المسؤول الأول عن الوصاية الدينية الحكومية، محمد عيسي والذي كشف أن مؤذن الحرم المكي الشيخ على أحمد ملا، سيكون أول من يرفع الآذان في المسجد الأعظم ومن المرتقب أن يدشنه الرئيس الجزائري في أقرب وقت ممكن.
يشار ان من عادة بوتفليقة أن يعلن عن موقفه في أخر لحظة من المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح، التي تنتهي في 3 مارس/ أذار القادم.
وفي ذات الشأن تحول الإقبال المكثف على الترشح لرئاسة الجزائر إلى مصدر إزعاج للمسؤولين في الدولة، وأبدى أحمد أويحي رئيس الحكومة الجزائرية انزعاجه من الراغبين في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وقال إن الأمر يتطلب “مراجعة شاملة للقانون الانتخابات”.
ووصف المسؤول ذاته في مؤتمر صحفي، السبت الماضي، “الإقبال الكبير” على التنافس على منصب رئيس الجمهورية بـ”الصورة المؤسفة والمؤلمة”، وأوضح أن السبب يرجع إلى النمط القانوني والإداري المعمول به حاليا.
وقال أويحي، الذي كان يتحدث بصفته الحزبية “أمينا عاما للتجمع الوطني الديمقراطي” إلى أن “هذه الظاهرة لم تشهدها الجزائر من قبل، وتتطلب تصحيحا في المستقبل من خلال وضع شروط وضوابط جديدة”.