العالم
القبض على رئيسة تحرير لموقع إخباري إلكتروني فلبيني بتهمة التشهير
ـ مانيلا ـ ألقت السلطات القبض على رئيسة تحرير موقع إخباري إلكتروني فلبيني ينتقد الرئيس رودريجو دوتيرتي اليوم الأربعاء بتهمة التشهير عبر الانترنت، وذلك بسبب تقرير نشر قبل شهور من سن قانون التشهير.
وسيتم احتجاز ماريا ريسا، الرئيسة التنفيذية ورئيسة التحرير التنفيذية لموقع “رابلر”، حتى صباح الغد في مقر مكتب التحقيقات الوطني.
ولم تتمكن ريسا (55 عاما) من دفع كفالة بعدما نفذ مسؤولو مكتب التحقيقات الوطني امر القبض في مكتبها في نهاية ساعات العمل. كما رفض قاض بمحكمة مسائية السماح لها بدفع كفالة بعد ساعات العمل.
وقام محامو ريسا، وهي واحدة من الشخصيات التي منحتها مجلة “تايم” لقب شخصية العام في عام 2018، بمرافقتها إلى مكتب التحقيقات الوطني.
وقالت ريسا للصحفيين لدى وصولها إلى مكتب التحقيقات الوطني: “إذا قضيتُ الليلة في السجن، فذلك مقبول، لا بأس. أعتقد أن الناس يجب أن يعرفوا أنه تم تجاوز للحدود. لكننا صحفيون، نقوم بمهامنا “.
وتساءلت عن توقيت تنفيذ مذكرة التوقيف، مشيرة إلى أن “هذه الألعاب البهلوانية القانونية توضح المدى الذي ستذهب إليه الحكومة لإسكات الصحفيين، بما في ذلك التفاهة المتمثلة في إرغامي على قضاء الليلة في السجن”.
وأضافت: “سأفعل ما هو صواب. سوف أستمر”.
ونشأت القضية عن شكوى قدمها رجل أعمال قال إن مقالا نشره موقع رابلر في أيار/مايو 2012 كان قد ربط بينه وبين الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات، وهو ما ينفيه رجل الأعمال.
ونشر التقرير على الموقع الإخباري قبل أربعة شهور من سن قانون التشهير عبر الانترنت.
وقال وزير العدل ميناردو جيفارا: “هذه ببساطة عملية إجرائية”، مضيفا أن ريسا بإمكانها دفع الكفالة في أي وقت.
وأدانت منظمات حقوقية وجماعات معنية بحرية الصحافة عملية الاعتقال ودعت الحكومة الفلبينية إلى إسقاط التهم الموجهة إلى ريسا، التي أشاروا إلى أنها تنطوي على “دوافع سياسية صارخة”.
وقال بوتش أولانو رئيس قسم الفلبين في منظمة العفو الدولية في بيان “تدين منظمة العفو الدولية بالفلبين هذا الاعتقال المبني على تهمة تشهير ملفقة”.
وأضاف: “هذه دوافع سياسية صارخة ومتسقة مع تهديدات السلطات والاستهداف المتكرر لريسا وفريقها. يجب على السلطات إنهاء هذا المضايقات ،وإسقاط التهم وإلغاء هذا القانون القمعي”.
يذكر أنه في كانون أول/ديسمبر، دفعت ريسا كفالة للإفراج عنها لتجنب القبض عليها واحتجازها فيما يتعلق بتهم تهرب ضريبي.
وأجرى رابلر تقارير مكثفة عن إدارة الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي وحملته ضد المخدرات ، والتي خلفت قرابة خمسة آلاف قتيل منذ عام 2016.
ونشر الموقع تفاصيل عن حالات بدت فيها عمليات القتل غير مبررة ، وقصص مختلفة عن عائلات القتلى. (د ب أ)