السلايدر الرئيسيشرق أوسط
تقييم الاستخبارات الإسرائيلية لعام 2019: ازدياد فرص التصعيد في قطاع غزة
فادي ابو سعدى
- كوخابي يقرر تعزيز جاهزية الجيش في غزة والفصائل تهدد: “الانفجار يقترب بسبب الحصار“
رام الله- من فادي ابو سعدى ـ حذر التقييم السنوي للاستخبارات المقدم إلى هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، أن فرص التصعيد في الساحة الفلسطينية آخذة في التزايد، مع التركيز على قطاع غزة. ولا يستبعد الجيش الإسرائيلي إمكانية قيام حماس بتصعيد أنشطتها خلال العام الجاري، وربما تبادر إلى هجوم ضد إسرائيل من أجل صدم النظام.
من جهته أعلن رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال أفيف كوخافي، عن خطة لتحسين الاستعداد العملياتي للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، على حساب القطاعات الأخرى. وتمت الموافقة على الخطة من قبل القيادة السياسية. وكان كوخافي قد قرر منذ تسلمه لمنصبه، قبل شهر، تخصيص ميزانية إضافية لمشروع تحصينات الشمال ومشتقات عملية الدرع الشمالي، وأمر بإنشاء بطارية ثامنة من منظومة القبة الحديدية.
كما قرر كوخابي تحويل ميزانيات لامتلاك أسلحة واستخبارات وتكنولوجيا متقدمة تناسب خطة “الحرب بين الحربين”. وهي خطة أطلقها سلفه إيزنكوت، رداً على محاولات إيران توطيد وجودها في سوريا وفي ضوء مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله.
حماس جندت نشطاء في الضفة لتنفيذ عمليات
وفي السياق أعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي بأن حركة حماس في غزة قامت بتجنيد فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية، من الضفة الغربية والقدس الشرقية، لتنفيذ عمليات في إسرائيل، ونقلت رسائلها عبر قناة الأقصى، المرتبطة بالمنظمة والتي تبث من غزة. وقد حاول أعضاء المنظمة العثور على نشطاء محتملين يحملون بطاقة هوية زرقاء حتى يتمكنوا من دخول الأراضي الإسرائيلية.
وقال قتيبة النواجعة، 21 عاماً، من بلدة يطا في محافظة الخليل، وأحد المعتقلين في هذه القضية، أثناء استجوابه إنه قبل حوالي عام بدأ يتحدث عبر الفيسبوك، مع ناشط في حماس، في غزة، اسمه محمد عربيد. وفي تشرين الثاني 2018، قام عربيد بالربط بين النواجعة وناشط آخر، قدم نفسه على أنه عضو في الجناح العسكري لحماس، والذي اقترح على النواجعة تنفيذ هجمات لصالح التنظيم.
ولكي يثبت للنواجعة أنه يتحدث مع أحد أعضاء الجناح العسكري، طلب منه أن يختار آية من القرآن الكريم ومشاهدة برنامج سيبث على قناة الأقصى في اليوم التالي، وسيتحدث فيه المذيع عن الآية التي اختارها النواجعة. وقيل له أيضا أن المذيع سيضع كأس شراب على الطاولة أثناء قراءة الآية.
وبعد اقتناع النواجعة بأنهم أعضاء في حماس، قررت المنظمة تفعيله وطلبت منه تنفيذ هجوم انتحاري على متن حافلة في اللد. وكان من المفترض أن ينفذ النواجعة الهجوم بواسطة حزام ناسف، كان من المفترض أن يصل بعد بضعة أيام من اعتقاله.
وبعد نجاح الشاباك بكشف طريقة اتصال حماس بالناشطين المحتملين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، تم اعتقال عدة نشطاء آخرين تم تجنيدهم من خلال استخدام قناة الأقصى. أحد هؤلاء هو بهاء شجاعية، 21 عاماً، من قرية دير جرير في الضفة الغربية، ورئيس خلية سرية لطلاب حماس في جامعة أبو ديس. وقد أدين شجاعية بالنشاط الإرهابي بعد تجنيده من قبل حماس وأمضى عامين في السجن الإسرائيلي.
وبعد ستة أشهر من إطلاق سراحه، في أيار 2018، تم اعتقاله مرة أخرى من قبل الشاباك. ووفقا لإفادته فقد قام ناشط من حماس في غزة بالاتصال معه عبر الفيسبوك، وعرض عليه تمرير رسائل إليه عبر قناة الأقصى. كما روى المعتقل احمد أبو عيشة بأنه تم تجنيده بهذه الطريقة.
وطالبت حماس من أحد النشطاء تنفيذ عملية طعن في مستوطنة بالقرب من نابلس، مستوحاة من عملية قتل عائلة فوغل في إيتمار في عام 2011. كما طلبت المنظمة من بعض المشتبه بهم الذين تم تجنيدهم، تصوير مواقع وأماكن حساسة في القدس والضفة الغربية.
ووفقا للشاباك فقد قام ببث الرسائل إلى المجندين، عبر قناة الأقصى، المذيع إسلام بدر، وهو ناشط في حماس يبلغ من العمر 30 عاماً، ومن مخيم جباليا، والمذيع راجي همص، وهو ناشط يبلغ من العمر 32 عاماً من قطاع غزة. وحسب الشاباك فإن استخدام المذيعين والمراسلين على القنوات التلفزيونية ليس جديدًا ويعرفه جهاز الشاباك ووكالات الاستخبارات، لكن الأجهزة الأمنية تجد صعوبة في الحصول على المعلومات التي تنقلها حماس دون معلومات مسبقة.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الشاباك، إن “محاولة حماس تفعيل هذا النشاط، على الرغم من الإخفاقات المتكررة، تشهد على الإستراتيجية التي اختارها قادة المنظمة – في محاولة لزعزعة الاستقرار في يهودا والسامرة بكل ثمن”. وأضاف أن “جهاز العمليات السري الذي يقوم بتفعيله قادة حماس في غزة، يشكل عاملًا رئيسيًا مزعزعًا للاستقرار، ويخلق تهديدًا كبيرًا وفوريًا على الاستقرار في المنطقة.
الفصائل الفلسطينية تهدد
ونشرت إسرائيل أنه وفي ختام اجتماع طارئ عقدته الفصائل الفلسطينية المسلحة، في المقر المشترك في غزة، صدر البيان التالي: “إن إسرائيل هي المسؤولة عن التصعيد في غزة، ولن نسمح باستمرار تعدي القوات الإسرائيلية على المشاركين السلميين في مسيرات العودة. كل المؤشرات الراهنة تشير إلى إنذارات تحمل الضوء الأحمر لانفجار قادم بسبب اشتداد الحصار، وأن المقاومة لن تقبل أن يموت الشعب جوعا وقهرا”.
“وأضاف البيان: “استمرار تنصل تل أبيب من التفاهمات يستوجب زيادة الضغط من الوسطاء العرب والدوليين لإلزامها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
كما جاء في البيان “أن سياسات السلطة الفلسطينية المتعلقة بقطاع غزة والمتمثلة بتشديد العقوبات، الاقتصادية والمعيشية وقطع رواتب بعض أسر الضحايا والأسرى في السجون الإسرائيلية، تتماهى مع أجندة إسرائيل في ذبح قطاع غزة، وهو ما حول غزة لبرميل بارود سينفجر في أي لحظة. الفصائل تستهجن الصمت العربي والإسلامي والدولي إزاء الجرائم اللاإنسانية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ومقدسات الأمة”.
وطالبت الفصائل “المؤسسات الدولية والإسلامية بالوقوف أمام مسؤولياتها تجاه الجرائم الإسرائيلية. لن نتخلى عن إخوتنا في السجون الإسرائيلية وسنتذكر أبدًا دماء الشهداء التي لن تذهب هدرًا”.