السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

الثقافة والطاقة و محاربة الجريمة… الاتفاقيات التي وقعت بين العاهلين المغربي والإسباني

فاطمة الزهراء كريم الله 

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ أشرف كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس، والعاهل الإسباني الملك ضون فيليبي السادس، على توقيع 11 اتفاقية للتعاون الثنائي في العديد من المجالات. و هي الاتفاقيات التي يرى مراقبون، من شأنها أن تعطي دفعة جديدة للتعاون ذي المنفعة المتبادلة بين الرباط ومدريد، عمق وجودة العلاقات الثنائية، وكذا الإرادة المشتركة للعاهلين، في توطيد الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي تجمع البلدين الجارين الصديقين.

وتعتبر زيارة الرسمية للملك فيليب السادس إلى المغرب، والتي ستستغرق يومين، هي الثانية من نوعها منذ اعتلائه العرش في يونيو/ حزيران 2014. بعدما تأجلت زياراته للمملكة مرتين حيث كانت منتظرة في سبتمبر/ أيلول 2017 ثم في يناير/ كانون الثاني 2018.

وتتمثل الاتفاقية الأولى، بمذكرة تفاهم من أجل إقامة شراكة استراتيجية متعددة الجوانب بين المملكة المغربية ومملكة إسبانيا، فيما تم توقيع اتفاقية ثانية، بمثابة بروتوكول حول هبة لا رجعة فيها خاصة بالمسرح الكبير (ثيربانتيس) بمدينة طنجة.

ويتعلق الاتفاق الثالث، بشأن التعاون في مجال مكافحة الجريمة. أما الاتفاقية الرابعة، فهي بمثابة مذكرة تفاهم من أجل إقامة شراكة استراتيجية في مجال الطاقة. وتهم الاتفاقية الخامسة مذكرة تفاهم من أجل إقامة ربط كهربائي ثالث بين المغرب وإسبانيا.

أما الاتفاقية السادسة فتتعلق بمذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية للمتاحف للمملكة المغربية ووزارة الثقافة والرياضة لمملكة إسبانيا، للتعاون في مجال المتاحف، ووقعها المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، وخوسي غويراو كابريرا وزير الثقافة والرياضة الإسباني.

وتخص الاتفاقية السابعة مذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والمتحف الوطني مركز الفنون الملكة صوفيا (إسبانيا)، من أجل تنظيم معرض بمدريد. وترتبط الاتفاقية الثامنة بمذكرة تفاهم بين مديرية الوثائق الملكية للمملكة المغربية وإدارة التراث الوطني لمملكة إسبانيا، من أجل تنظيم معرض بخصوص الأعمال الفنية الملكية بالبلدين بالقصر الملكي بمدريد.

وتهم الاتفاقية التاسعة مذكرة للتعاون المتقدم بين السلطة المرفئية لطنجة المتوسط والسلطة المرفئية للجزيرة الخضراء من أجل تسهيل تدفق التجارة والمسافرين عبر مضيق جبل طارق. وتتعلق الاتفاقية العاشرة، بمذكرة تفاهم بين الخطوط الملكية المغربية والخطوط الجوية الإيبيرية.

وتخص الاتفاقية الأخيرة، التي جرت خلال حفل التوقيع بحضور رئيس الحكومة، ورئيسي غرفتي البرلمان، ومستشاري الملك، وبعض أعضاء الحكومة، وكذا الوفد الرسمي المرافق للعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس. مذكرة تفاهم بين السلطة المغربية للأسواق المالية للمملكة المغربية واللجنة الوطنية لبورصة القيم لمملكة إسبانيا.

يشار إلى أن العلاقات المغربية الاسبانية، ظلت طيلة عدة سنوات مطبوعة بالمد والجزر، وغالبا ما كان يسودها التوتر بوصول الحزب اليميني الاسباني للحكم، لتعرف نوعا من الانفتاح بوصول الاشتراكيين للحكم. لقد تزامنت الانتخابات التشريعية في كل من المغرب واسبانيا لتحمل إلى السلطة حزبين محافظين: حزب العدالة والتنمية المغربي والحزب الشعبي الاسباني، الشيء الذي دفع بالعديد من المتتبعين إلى طرح عدة تساؤلات حول مستقبل العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد بسبب تمركز خطاباتهما السياسية حول الروح الوطنية والتشبث بالمقومات القطرية.

في هذا الصدد، ترى فاطمة لمحرحر، باحثة في الدراسات السياسية والعلاقات الدولية المعاصرة – كلية الحقوق فاس، لصحيفة ” “،  أن  “الخصوصية والأهمية النوعية للعلاقات المغربية الاسبانية (التاريخ، التفاعل الثقافي، التقاطع السياسي والجغرافي والأمني)، والكمية ( الاقتصاد، التجارة، الديموغرافيا). هما المقياسين اللذين يحددان اختلاف  طبيعة هذه العلاقات بشكل ملحوظ عن علاقة المغرب بباقي دول أوربا الغربية. إن الاختلاف في مستوى النمو بين المغرب واسبانيا، ولد العديد من المشاكل ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، على غرار ملف الهجرة السرية، الإرهاب و المخدرات، والتهريب بالإضافة إلى ملف الصيد البحري والذي يعكس بوضوح تفاعل جميع هذه القضايا مع المحيط الدولي”.

هذا وتعتبر إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب للعام السادس على التوالي. فبحسب البيانات الرسمية المغربية، فقد ارتفع حجم واردات المغرب من إسبانيا بين عامي 2013 و2017 من 4.8 مليارات يورو إلى 6.85 مليارات يورو، وهو ما يمثل 16.9% من مجمل واردات المغرب من الاتحاد الأوروبي، فيما بلغت صادرات المغرب إلى إسبانيا 5.46 مليارات يورو تمثل 23.7% من إجمالي صادرات المملكة إلى أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق