السلايدر الرئيسيشرق أوسط

السلطة الفلسطينية مهدت لتطبيع الدول العربية مع الاحتلال… والتطبيع مع الاحتلال شجّع الأنظمة العربية للتنازل عن القضية

فادي ابو سعدى

  • يوسف: من المحظور والمحرّم على شعوبنا وحكوماتنا العربية التطبيع مع الاحتلال

ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ أكد خالد أبو عرفة وزير شؤون القدس في الحكومة العاشرة، أن التطبيع بين الدول العربية والاحتلال هو مؤشر على وجود ضعف ظاهر لدى هذه الدول، لصالح التأثير القوي للاحتلال عليها. وأوضح أن التطبيع أداة ماكرة من أدوات الاحتلال تحرم المقاوم من الصفات الواجب توفرها فيه، كاليقظة والاحتراز وأصالة الهوية الوطنية.

واعتبر أن المؤيدين للتطبيع من الفلسطينيين والعرب عوّلوا كثيرا على ما أسموه معسكر السلام الإسرائيلي الذي هو صورة أخرى من صور الاحتلال، حيث برزت مواقفه العدائية ودعمه للحكومات الإسرائيلية في اعتدائها على الفلسطينيين، وخاصة خلال الانتفاضة الثانية.

وقال “لطالما حذرنا من أن التطبيع مع الاحتلال، سيشجع الأنظمة العربية للمزيد من التنازلات عن الحقوق العربية والفلسطينية”، مشيرا إلى أن هذه الأنظمة اتخذت من المثل “لن نكون ملكيين أكثر من الملك” شعارا لها، خاصة في أعقاب اتفاق أوسلو، الأمر الذي جعل الإسرائيليين بحكم قوتهم يعيدون صياغة علاقتهم مع المعسكر الدولي المتضامن مع الفلسطينيين، ما أدى إلى خسارتنا مزيدا من الحلفاء، فيما تحولت بعض الأنظمة العربية من مؤيدة للفلسطينيين إلى حليفة للإسرائيليين.

ووصف أبو عرفة ظاهرة التطبيع بين إسرائيل وحلفائها من الأنظمة العربية والأنظمة الفاسدة والدكتاتورية بأنها ظاهرة مسعورة يقصد منها استغلال الفرص والإجهاز السريع على الشعوب الحرة وأولها الشعب الفلسطيني، وذلك في ظل ما تعيشه شعوب المنطقة من انتكاسة وإثخان، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بفعل الثورات والثورات المضادة.

من جهته أكد القيادي في حركة حماس في الضفة الغربية، حسن يوسف، أنه من المحظور والمحرّم على شعوبنا وحكوماتنا العربية التطبيع مع الاحتلال، معتبرا ذلك شرعنة لجرائم الاحتلال المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وشرعنة للاحتلال ذاته، وهو اعتداء صارخ وكبير على حقوق الأمة وثوابتها.

وأضاف أنه من المؤسف التوجه بمثل هذه الخطوات التي لا تعود على أمتنا وعلى شعبنا الفلسطيني إلا بالضرر الكبير جدا، لافتا أنه لا يجوز لنا كفلسطينيين أن نعفي السلطة الفلسطينية التي فتحت الباب للتطبيع من خلال أوسلو وكامب ديفيد وغيرها وشجعت الأنظمة العربية للهرولة باتجاه الكيان الصهيوني.

وأوضح أننا كفلسطينيين نقف إجلالا وإكبارا لقطاع واسع من الشعوب والحكومات العربية والإسلامية التي ترفض التطبيع مع الاحتلال. ودعا الشعوب الإسلامية والعربية للاستمرار في رفض التطبيع، واستعمال كل وسائلها المتاحة من إعلام ومنابر ومدارس ومناهج تعليمية للتحذير من خطوة التطبيع مع الاحتلال الذي يعتبر جريمة ومذبحة بحق شعبنا الفلسطيني الذي يعتبر خط الدفاع الأول للدفاع عن القضية الفلسطينية.

في غضون ذلك، أكد أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم بأن السلطة الفلسطينية كانت سببا رئيسا في فتح باب التطبيع على مصرعيه أمام دول العالم العربي، حيث مهدت الطريق لذلك عبر التباهي بالتنسيق الأمني ومواصلته مع الاحتلال الصهيوني.

وأوضح أن استمرار قادة السلطة في إقامة لقاءات مستمرة مع قاده سياسيين وعسكريين وأمنيين إسرائيليين، شجع قادة العرب على إقامة اتصالات وعلاقات وزيارات مماثلة مع الاحتلال.

وأضاف في حديث لموقع حرية نيوز المحسوب على حركة حماس، إن بعض زعماء العرب وهروبا من غضب الولايات المتحدة الامريكية لجؤا إلى بناء علاقات مع دولة الكيان الصهيوني للحفاظ على عروشهم، لكن في النهاية كان الاحتلال هو الرابح حيث كسر الجليد أمامه وبدأ رحلة التطبيع.

وقال “إن الاحتلال يرحب بإقامة علاقات حميمة مع دول العالم العربي في محاولة منه للتسلق على الحق الفلسطيني بدعم عربي أو على الأقل بسكوت ورضى عربي”. وأشار الى أن المستفيد الوحيد من رحلة التطبيع مع الاحتلال هو الاحتلال نفسه، والخاسر هو الشعب الفلسطيني والنظام العربي الذي فقد هيبته وعروبته وشهامته وكرامته أمام شعوبه.

واعتبر البرفسور قاسم أن استقبال بعض دول العالم العربي للقادة الصهاينة ولوفود من دولة الاحتلال في بلدانهم، ضرب للنسيج الوطني والقومي والثقافي الفلسطيني والعربي، واختراق للمجتمعات العربية، وطعنة بحق الثوابت الفلسطينية التي يعصف بها الاحتلال.

وقال ان “الطريقة الوحيدة لوقف التطبيع هي المقاومة واستمرارها والحفاظ عليها وحمايتها ونشر ثقافتها والعمل على تعزيزها وبث روحها في الأجيال القادمة التي بدورها ستواجه التطبيع وتجرمه”. مؤكدا أن استمرار المقاومة بكل أشكالها، وتدافع الشهداء وعودة الانتفاضات والهبات يجعل المطبعين في حرج، كما أنه يثير شعوب العالم العربي على حكامه ويعيد الأمة إلى مربع المقاومة لا مربع التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق