السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

الجزائر: إنهاء مهام رئيس بلدية خنشلة بعد استفزازه للمواطنين وتسببه في مظاهرة عارمة ضد “خامسة ” بوتفليقة

نهال دويب

ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ أنهى والي “حاكم” محافظة حنشلة تبعد 450 كلم شرق العاصمة الجزائر، مهام رئيس بلدية المحافظة، بعد استفزازه لسكان المدينة بمنشور على صفحته على “الفيسبوك” ضد كل من يأتي إلى مقر البلدية لدعم المرشح المعارض رشيد نكاز المعروف بدفاعه عن المنقبات في أوروبا الذي حط الرحال أمس الثلاثاء في المدينة.

استفزاز رئيس البلدية قوبل برد من آلاف المواطنين الجزائريين الذين نزلوا إلى الشارع وطوقوا مقر البلدية، وتحول استقبالهم للمعارض السياسي ورجل الأعمال والمرشح المحتمل للرئاسة رشيد نكاز إلى مسيرة جاب من خلالها الغاضبون جميع شوارع المدنية انتهت بتمزيق صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العملاقة التي علقها رئيس البلدية.

وفي منشور أعلن من خلاله عن مساندته لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، قال رئيس البلدية ” أنا كمال حشوف مساند لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في العهدة الخامسة وأتحمل مسؤولية الشعب، بلدية خنشلة ومن يريد أن يثبت العكس فالميدان بيننا والرجل بينكم يقترب من مقر البلدية، غدا إن شاء الله أنا متواجد في ساحة البلدية، يأتي نقاز أو على، أنا من يقرر”، هذا المنشور أخرج الآلاف إلى الشارع وحول استقبال رشيد نكاز إلى مظاهرة عارمة صنعت الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام المحلي والدولي.

رئيس البلدية حاول مباشرة بعدها التبرؤ من ” المنشور ” وقال إن جهات مجهولة اخترقت حسابه وهي من وضعت المنشور الذي استفز مواطنو المدينة.

وبغض النظر عن الأسباب والخلفيات التي تقف وراء تمزيق صورة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن القانون يصنف القاضي الأول للبلاد كرمز من رموز الدولة.

وتوحي التطورات التي شهدتها محافظة حنشلة, على اتساع رقعه الغضب الشعبي ضد الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة، وسط توالي النداءات لحشد المعارضين وتنظيم مسيرات سلمية.

ودعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم مسيرات سلمية بعد صلاة الجمعة القادم لترديد شعارات مناهضة لترشيح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لولاية جديدة, بعد عشرين سنة قضاها في الحكم.

ومنذ إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لولاية رئاسية خامسة بتاريخ 10 فبراير/ شباط الماضي، يعيش الشارع الجزائري على وقع احتجاجات ودعوات للتظاهر ضد الولاية الخامسة داخل وخارج الوطن.

هذه الاحتجاجات أثارت كثيرا مخاوف السلطات الأمنية في البلاد, التي اضطرت لرفع درجة اليقظة والتأهب، وسارع كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية إلى التهدئة والتحذير مما وصفوهم بـ “دعاة الفوضى”.

وحذر وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي خلال زيارة ميدانية قام بها إلى محافظة الجلفة تبعد بحوالي 300 كلم عن الجزائر العاصمة، من “إفساد العرس الانتخابي للجزائريين”.

وبلهجة حادة، قال بدوى وهو يتحدث عن دعوات التظاهر ضد “الولاية الخامسة” إننا أقوى من كل هذه المحاولات التي نملك ما نتصدى به لها وإننا قادرون على حماية البلاد”.

وهاجم في هذا السياق من وصفهم بـ “مثيري البلبلة والساعين لزعزعة استقرار البلاد”، وقال “نحن من نعرف الجزائر ونعرف واقعها، نحن من عشنا سنوات الدم والتخريب وعانينا لعشرية كاملة، واليوم نحن ننعم بالأمن وبالفرص الكثيرة التي ساعدتنا على الوقوف من جديد”.

إلى ذلك دخلت قيادة المؤسسة العسكرية في البلاد على الخط، ودعت على لسان مدير الإعلام والتوجيه، الجزائريين إلى التحلي “أكثر من أي وقت مضى بمزيد من اليقظة والإدراك العميق لحجم التحديات الواجب رفعها خاصة في ظل التغيرات التي يشهدها الوضع الجيو استراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي، وما يرافقه من محاولات ضرب استقرار وأمن الجزائر”.

وهاجم من جهته رئيس أركان الجيش الجزائري, الفريق أحمد قايد صالح، من أسماهم بـ”أعداء الجزائر” في الداخل والخارج “الذين يريدون أن يجعلوا الجزائر وشعبها رهينة لمصالحهم الشخصية الضيقة وطموحاتهم الزائفة”.

ودافع رئيس أركان الجيش الجزائري عن الإنجازات والمكتسبات المحققة في السنوات الأخيرة، قائلا إنه لا يمكن لأحد أن ينكرها إلا جاحد من ذوي النوايا السيئة والخطابات الحاقدة، الذين لا يقيمون وزنا، لجزائر آمنة ومستقرة، ولا يقيمون وزنا أيضا لمصير الشعب الجزائري المجاهد، الذي استطاع أن يُفشل حيل ودسائس ومراوغات، بل وحقد بعض الأعداء في الداخل والخارج “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق