السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الفلسطينيون متشائمون وأبو مازن قد يعلن استقالته في الامم المتحدة او التخلي عن اوسلو
فادي أبو سعدى
- بيلين: أبو مازن قد يعلن استقالته في الأمم المتحدة أو التخلي عن أوسلو
- الرئيس عباس قبل تسع محاولات لجمعه مع نتنياهو والأخير رفضها كلها
– رام الله – قبل عدة سنوات، عندما جرى التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على حصول دولة فلسطين على عضوية غير كاملة، كان الفلسطينيون ينتظرون خطاب الرئيس عباس آنذاك، والذي قيل قبله أنه “سيفجر قنبلة” في الأمم المتحدة. لكن الأمور اختلفت بشكل كامل الآن، بعد السياسة الأمريكية الواضحة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجاه الفلسطينيين وإسرائيل. وبات ما سيقوله الرئيس قد لا يشكل أي تغيير على الأرض.
الرئيس محمود عباس، وصل مدينة نيويورك بالفعل، للمشاركة في أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وينتظر أن يلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس المقبل، السابع والعشرين من الشهر الجاري، كما سيعقد سلسلة من الاجتماعات مع زعماء العالم، ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة.
وبعد طرد السفير الأمريكي من واشنطن وإغلاق مقر السفارة، استقبل الوفد الفلسطيني، رياض منصور المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، بدلاً من حسام زملط السفير الفلسطيني المتواجد في رام الله منذ بدء التوتر في العلاقة الفلسطينية الأمريكية.
على الجانب الرسمي، أكد صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية – نائب الأمينة العامة للاتحاد الديمقراطي “فدا”، وقوف ودعم القيادة للرئيس محمود عباس في خطابه المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرفض المطلق لقرارات ترامب بشأن القضية الفلسطينية ورفض كافة إجراءات الاحتلال التي تقوض حل الدولتين.
وقال رأفت لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية إن حكومة الاحتلال برئاسة نتينياهو تتخذ يوميا قرارات بالاستيطان وتوسيع مستوطناتها وبناء وحدات جديدة سيما في القدس الشرقية لتهجير المواطنين، في خطوة لتقسيم الضفة ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67.
من جهة ثانية، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على استمرار اجتماعات اللجنة تحضيرا لاجتماع المجلس المركزي بعد عودة الرئيس من الأمم المتحدة، مشيرا إلى ان العلاقة مع أمريكا وتحديد العلاقات مع دولة الاحتلال ستتصدر أعمال المجلس. لكن هذه التصريحات تتردد منذ عدة سنوات على لسان القادة الفلسطينيين دون تنفيذ.
الفلسطينيون في الشارع باتوا أكثر تشاؤمًا حيال القضية الفلسطينية، ولا يعتقدون أن خطاب الرئيس سيأتي بجديد، خاصة وأن الإجراءات الإسرائيلية على الأرض واضحة، والقرارات الأمريكية الأخيرة تجاه نقل السفارة، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ووقف المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” ووقف المساعدات عن مستشفيات القدس، وتأييد الاستيطان علنًا، لا يعطي مجالاً للشك، أن الفلسطينيون يملكون ما يناورون به، غير التشبه بمواقفهم.
بدوره قال يوسي بيلين، أحد مهندسي اتفاق أوسلو، أن خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة سيكون خطاباً هاماً، وسيقول عباس هناك، أنه وعلى الرغم من إيمانه باتفاق أوسلو، قد يضطر للانسحاب منه، والتخلي عن السلطة الفلسطينية، وقد يعلق اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية ب”إسرائيل”، وقد يتحدث عن استقالته بعد 14 عاماً في السلطة، ولن يرشح نفسه للانتخابات ثانيةً.
وترجم المدون الفلسطيني محمد أبو علان المختص في الشأن الإسرائيلي ما نشره يوسي بيلن في موقع المونيتور العبري تحت عنوان ”لعناية رئيس الحكومة، في رام الله شريك لتوقيع اتفاق سلام”، أيام بعد القرار الأمريكي فرض تقليصات على الفلسطينيين من كل الاتجاهات، حتى وصل الأمر لتقليص أموال مخصصة للتقريب بين الشبان الفلسطينيين والإسرائيليين، وقبل أيام من خطابه في الأمم المتحدة، يظهر أبو مازن أنه مقتنع بعدالة موقفه.
وتابع بيلن عن مواقف الرئيس أبو مازن، أبو مازن يفتخر بعلاقته في اتفاق أوسلو، ويرى به اتفاق مهم جداً غير وجه المنطقة، ويقول إن جاء الوقت الذي سيضطر فيه الفلسطينيون الإعلان عن عدم قدرتهم القيام بالالتزامات المطلوبة منهم، سيكون لذلك ارتدادات خطرة، وحتى الآن لا يفهم ماذا يريد الإسرائيليون والفلسطينيون غير الجاهزون للسلام، ما هو البديل لديهم؟، تدمير كامل لأنفسهم وللآخرين.
وعبر الرئيس أبو مازن عن موافقته على دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وقال هذا ليس حل وسط، بل هذا موقف حقيقي، والشيء الأخير الذي تحتاجه الدولة التي سيقيمها هو الدبابات والطائرات، هو يريد الاستثمار في التعليم والمستشفيات.
ويتابع يوسي بيلن عن اللقاء مع الرئيس أبو مازن، سألت الرئيس الفلسطيني عن موضوع الكونفدرالية التي تحدث عنها في اللقاء مع الإسرائيليين في 2 سبتمبر، فقال، إجابته التي نشرت أنه موافق شريطة أن تكون “إسرائيل” الضلع الثالث فيها، طلبت منه التفسير، قال أنه أسيء فهمه، وإنه قال، يوافق على كونفدرالية فلسطينية أردنية، أو كونفدرالية ثلاثية تشمل “إسرائيل”، وعن موضوع كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية كان رد أبو مازن أن هذا الأمر يحتاج لتفكير، الإجابة المبهمة لأبو مازن كانت تهدف لإزالة مثل هذا الخيار من جدول أعماله بشكل سهل.
وعن محاولة إعطاء انطباع بأنه يرفض اللقاءات مع نتنياهو، قال هذه سخافة مطلقة، وإنه في اللقاء الذي كان في منزل نتنياهو قبل تسع سنوات، وبحضور وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون، ومبعوث أوباما الخاص متشل، طلبت من نتنياهو البحث في مسألتين، الأمن والحدود، وكانت بحوزتي ورقة بتفاصيل المسألتين، نتنياهو استعد لبحث الجانب الأمني فقط، ورفض استلام الورقة الفلسطينية.
وتابع أبو مازن عن العلاقات مع نتنياهو، بعد تلك المقابلة، كانت تسع محاولات لعقد لقاء بينه وبين نتنياهو، واحدة منها كانت مبادرة من الرئيس الروسي، في المحاولات التسع استعد للقاء مع نتنياهو، وفي جميعها نتنياهو رفض، وآخرها كان قبل عدة شهور.
وعن طبيعة الرئيس أبو مازن في موضوع الخطابات قال بيلن، من الصعب المعرفة، عباس في العادة حذر في خطاباته ولا يبحث عن عناوين، هذه المرة قد يكتفي بالتحذيرات، وفي تصوير خطورة الواقع، دون نتائج دراماتيكية، ولكن شيء واحد مؤكد، في المقاطعة في رام الله، يجلس رجل عمره 83 عاماً، صحته ليست قوية،لا يملك السيطرة على قطاع غزة، وفقد الأغلبية في المجلس التشريعي، والآن يحكم فقط في الضفة الغربية.
وختم بيلن في موقع المونيتور، على الرغم من كل هذه التحفظات، العالم أجمع يرى به الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني، ويرغبون في توقيع اتفاق سلام معه، وحتى لو كان الاتفاق يطبق في المرحلة الأولى في الضفة الغربية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم يفوت فرصة نادرة إن هو لم يستغل هذه الحقيقة، صحيح أن تطبيق الاتفاق سيشكل تحد ليس بسيطاً، ولكن توقيع اتفاق بين الشعبين سيقود لتطبيق المبادرة العربية، ويغير الصورة كلها.