أوروبا

بريطانيا: انشقاق عدد من نواب حزب العمال يجبر كوربن على تغيير موقفه

ـ لندن ـ يرى خبراء أن زعيم حزب العمال جيرمي كوربن المؤيد طوال حياته للخروج من الاتحاد الأوروبي، يأمل على ما يبدو في الا يتم تطبيق اقتراحه الحذر بإجراء استفتاء ثان على بريكست.

ويبدو أن هذا التغير في موقفه كان سببه انشقاق تسعة من أعضاء حزبه الأسبوع الماضي، قال العديد منهم إن السبب في ذلك هو غموض موقف كوربن بشأن بريكست.

وصرح كوربن الاثنين أنه سيقدم أو يدعم تصويتا في البرلمان بشأن إجراء استفتاء ثان في حال تم رفض خطة حزبه للبريكست.

قال ستيفن فيلدنغ استاذ التاريخ السياسي في جامعة نوتنغهام “بالنسبة لكوربن شخصيا، فإن هذا تحول كبير”.

ولا يعارض كوربن بريكست، ولكن دعمه للبقاء في الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء 2016 كان فاترا.

واختار 52% من المشاركين في الاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي مقابل 48% اختاروا البقاء. ومن المقرر أن تخرج لندن من الاتحاد في 29 آذار/مارس إذا لم تقرر تأجيل أو إلغاء قرار الخروج.

في مؤتمر الحزب العام الماضي تردد أن كوربن قاوم محاولات إجراء استفتاء ثان.

وأوضح فيلدنغ “لا أعتقد أنه توقع إجراء استفتاء قريبا .. لأنه أعتقد أن اتفاقا (بشأن بريكست) سيكون شبه جاهز”.

وتابع “لقد بذل كل ما بوسعه لتجنب ذلك، وقد فعل ذلك لأنه مضطر”.

ويبدو أن انشقاق النواب قد أجبر كوربن على تغيير موقفه، بحسب ما صرح اوليفر باتيل مدير معهد “يو سي ال” الوروبي لوكالة فرانس برس.

وقال “هل هو من باب المصادفة أنه يوم الاثنين وبعد أسبوع من انشقاق تسعة من نواب حزب العمال أراد ثمانية منهم إجراء استفتاء ثان .. أقدم حزب العمال على تغيير حاسم باتجاه اجراء استفتاء ثان؟”.

 انخفاض شعبية كوربن 

يتعرض كوربن للضغوط من النواب في معقل الحزب التقليدي الذي صوت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، للوفاء ببرنامج الحزب الانتخابي واحترام نتيجة استفتاء 2016.

وحذر النائب جون مان على تلفزيون سكاي نيوز “إذا لم يتح كوربن تصويتا حرا بهذا الشأن فالذي سيحدث هو أنه سيدمر حزب العمال”.

ورغم أن كوربن لا يواجه تهديداً وشيكا على زعامته للحزب، إلا أن الاستطلاعات تدل على انخفاض شعبيته في الأسابيع الأخيرة مع اقتراب موعد بريكست. ويواجه مهمة صعبة تتمثل في توحيد مختلف التيارات في حزبه.

قال فيلدنغ إن “جيرمي كوربن يستطيع الآن أن يودع احتمال توليه رئاسة الوزراء” مضيفا أن خروج النواب الوسطيين “قضى” على هذه التطلعات على المدى القريب.

ويعتمد حفاظ كوربن على التيارين المؤيد والمعارض لبريكست في حزبه على مهاراته في توصيل رسالته بالشكل الملائم، بحيث يقنع مؤيدي بريكست بأن الحزب بذل كل ما بوسعه لاحترام نتيجة الاستفتاء.

وربما يراهن كوربن على التركيبة العددية للبرلمان لمساعدته من خلال التصويت ضد اقتراحه إجراء استفتاء ثان.

وأوضح فيلدنغ “سيعرفون أن أعداد نواب حزب العمال الذين سيصوتون ضد الاستفتاء سيفوق عدد أي نواب محافظين قد يصوتون مع إجراء استفتاء ثان”.

كما أن السؤال الذي سيوضع على أوراق الاقتراع يسبب بعض النقاش، إذ لم ينضم كوربن بعد إلى زملائه المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي في القول صراحة أن البقاء في الاتحاد سيكون خيارا.

ويعني كل ذلك أن اجراء استفتاء ثان لا يزال بعيدا عن التحقيق.

وقال فيلدنغ “نظريا نحن أقرب إلى ذلك، ولكن عمليا نحن لسنا أقرب”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق