السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
نقص الخدمات الرئيسية في مخيمات الأنبار يسفر عن انتشار العديد من الأمراض المعدية بين النازحين في العراق
سعيد عبدالله
ـ الأنبار ـ من سعيد عبدالله ـ رغم نفي المفوضية العليا لحقوق الانسان المعلومات عن انتشار الأمراض المعدية في مخيمات النازحين في محافظة الأنبار غرب العراق الا أن مصادر طبية كشفت عن إصابة أعداد كبيرة من النازحين بأمراض جلدية معدية نتيجة سوء الأوضاع المعيشية.
وتفتقر مخيمات النزوح في العراق الى أبسط الخدمات الرئيسية من مياه شرب وكهرباء ومجاري الصرف الصحي ونقص في الأدوية والخدمات الصحية الى جانب انحسار المساعدات الانسانية، وقد تسبب هذه الأوضاع المعيشية الصعبة في انتشار العديد من الأمراض بين النازحين بشكل عام وبين النساء والأطفال خصوصا.
وقال الدكتور مثنى سلمان، الطبيب في دائرة صحة الأنبار لـ””، “وصلتنا تقارير من فرق الطبية داخل المخيمات عن انتشار الأمراض الجلدية المعدية بين النازحين في مخيمات العامرية والحبانية، والأمراض المنتشرة هي الجرب والأكزيما والفطريات وحبة بغداد”، مشيرا الى أن الفرق الصحية تواصل جهودها للحد من انتشار هذه الأمراض ومعالجة المصابين الا أن نقص الخدمات والمياه الملوثة واكتظاظ المخيمات بالنازحين يساعد على انتشار هذه الأمراض.
وتعاني مخيمات النازحين في العراق بشكل عام وفي الأنبار خصوصا من انعدام الاهتمام الحكومي بها، فحتى الخدمات التي كانت تقدم خلال السنوات الماضية من قبل الجهات المعنية والمنظمات المحلية والدولية في مخيمات الأنبار لم تعد موجودة منذ أشهر على الرغم من استمرار موجات النزوح من المدن المحررة الى هذه المخيمات.
وأشار عضو في مجلس محافظة الأنبار لـ””، مفضلا عدم ذكر اسمه “انخفضت الخدمات المقدمة من الحكومة العراقية منذ اعلان انتهاء العمليات العسكرية وهناك محاولات لإعادة النازحين الى مناطقهم وقد أغلقت العديد من المخيمات في الأنبار، لإجبار النازحين على العودة، لأن انعدام الخدمات والتدمير الذي لحق بالمدن بسبب ارهابيي داعش، وتحركات التنظيم الحالية المكثفة لا تشجع النازحين على العودة لذلك يفضلون البقاء في المخيمات”.
وأشار عضو مجلس محافظة الأنبار الى أن اكتظاظ المخيمات المتبقية بالنازحين مشيرا الى أن الخيمة الواحدة تحتوي أكثر من ١٢ شخصا، إلى جانب وجود أفراد من المعاقين الذين يحتاجون إلى الكثير من العناية والاهتمام الصحي والنفسي، ولكن وجودهم في المخيمات ساهم في تعقيد أمورهم.
وإضافة الى غياب الخدمات، تعاني المخيمات في الأنبار من غياب حملات التوعية الطبية فلا توجد أي جهة تأخذ على عاتقها مهمة تحذير النازحين من مخاطر الأمراض، أمام رعاية صحية للمخيمات فهي ضعيفة لا تستوعب حجم النازحين نظرا لنقص الكوادر الطبية ونقص الأدوية.
بدور قال عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، علي أكرم، لـ””: “بحسب المعلومات الواردة لنا من لجنة الهجرة والمهجرين التي تجري زيارات مستمرة إلى مخيمات النزوح لا توجد أي مؤشرات لتفشي أمراض انتقالية معدية داخل المخيمات علما ان اغلب المخيمات تتواجد فيها عيادات طبيه منها تابعة إلى دائرة صحة الأنبار واخرى تابعة إلى بعض المنظمات الدولية وجميع هذه العيادات نفذت خلال الأيام الماضية حملات لتلقيح جميع العائلات النازحة”.
وتحتضن محافظة الأنبار مجموعتين من المخيمات الأولى منها هي مخيمات عامرية الفلوجة وعدد مخيماتها 31 مخيما، أما المجموعة الثانية فهي مخيمات الحبانية وتبلغ عدد مخيماتها 14 مخيما. ورغم انتهاء المعارك ضد داعش في العراق منذ كانون الأول/ ديسمبر من عام 2017 الا أن عمليات إعادة اعمار المدن التي دمرتها الحرب لم تنطلق بعد لذلك مازالت مخيمات النازحين مكتظة بأعداد كبيرة من النازحين، وتحتضن محافظات الموصل وديالى والأنبار الى جانب إقليم كردستان غالبية مخيمات النازحين العراقيين واللاجئين السوريين.