السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الأردن: شقيق الملك يعترض على قانون الضريبة الأخير للحكومة ويفجر جدلا على مواقع التواصل
احمد عبد العزيز
– لندن – أثار الأمير الأردني حمزة بن الحسين الجدل جدلا واسعا صباح يوم الثلاثاء، على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وغالبية المواقع الإلكترونية الأردنية والعربية بتغريدة أطلقها على حسابه الرسمي على موقع تويتر، حيث كتب على خلفية قرار الحكومة الأردنية في اليوم السابق، بإقرار مشروع معدل لقانون الضريبة الذي يشهد نقاشا واسعا ويلقى رفضا شعبيا واسعا.
التغريدة التي أطلقها الأمير تقول : (ربما البداية يجب أن تكون بتصحيح نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام، وإجراء جدي لمكافحة الفساد المتفشي، ومحاسبة جادة للفاسدين، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وليس بالعودة لجيب المواطن مراراً وتكراراً لتصحيح الأخطاء المتراكمة، إلا إذا كان القصد دفع الوطن نحو الهاوية).
هذا الانتقاد شديد اللهجة لنهج الإدارة العامة في الأردن، يراه مراقبون يأتي في توقيت شديد الحساسية من قبل امير أردني هو شقيق للملك، وكان قد تولى منصب ولاية العهد قبل عزله لصالح الأمير حسين بن عبدالله ابن الملك الأردني، وكذلك لما يمثله الأمير حمزة من حالة خاصة في وجدان الأردنيين الذين اعتادوا على ان يروا فيه امتدادا لأبيه الملك الراحل حسين بن طلال.
مواقع التواصل الاجتماعي الأردنية شهدت إعادة نشر للتغريدة على نطاق واسع، لم تستطع أمامه غالبية المواقع الأردنية ان تغفل عنه كخبر واجب النشر، وشهدت التعليقات على التغريدة سقفا عاليا من الجرأة في الطروحات قارنت بين الأمير ووالده بل وطلبت بعض التعليقات الأردنية منه التدخل المباشر (!!).
وجاءت تغريدة الأمير الحادة في طرحها والمعارضة لإقرار قانون الضريبة بينما يستعد العاهل الأردني لإلقاء كلمته اما الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليطرح فيها عدة عناوين متوقعة يجمل فيها حزمة الأزمات المحلية والإقليمية التي تواجه الأردن، من بينها مخرجات القضية الفلسطينية التي تلقي بظلالها الثقيلة على الدولة الأردنية، و موضوع اللاجئين، وكذلك الأزمة السورية وكلها تصب في مجرى الأعباء الباهظة على الاقتصاد الأردني المنهك، وفي سياق غضب شعبي متصاعد في الأردن على قضايا الفساد التي يتحدث بها الأردنيون.
تغريدة الأمير التي وصف بها الإدارة العامة بالفاشلة، طالبت بأجراء جدي لمكافحة الفساد مع محاسبة جادة للفاسدين، وهو ما يأتي في سياق مطالبة بمحاكمات جادة مثل ما أشار إليه رئيس الوزراء الأردني قبل أسبوعين في حديث امام طلاب الجامعة الأردنية و تعرض فيه لإجراءات الحكومة بجلب المتهم حسب القضاء الأردني وليد الكردي والمدان بقضايا فساد شركة الفوسفات، والكردي هو زوج الأميرة بسمة بنت طلال، عمة الملك والأمير نفسه.
الأمير حمزة تحدث أيضا عن ثقة مفقودة بين المواطن والدولة، ولم يقل الحكومة، وفي هذا إشارة أوسع من دائرة الحكومة/ مع إشارة خطيرة في نهاية التغريدة “الأميرية” عن قصد بدفع الوطن نحو الهاوية، بدون اي توضيح عمن يدفع ولصالح من!!
جدير ذكره ان تلك التغريدة من شقيق الملك، ولي العهد السابق، هي ثاني “ظهور” في الشأن العام له، فقد تداول الأردنيون في نهاية تموز الماضي، فيديو تم تصويره بهاتف خلوي، للأمير حمزة ملقيا كلمته في مدارس اليوبيل (مدارس خاصة أسستها والدته الملكة نور، أرملة الملك الراحل الحسين)، تحدث فيها بلهجة ناقدة عن الأحوال المحلية في الأردن مخاطبا جيل الشباب، واشار فيها الى انه (..يشاهد الاحباط والخوف الذي ينتاب جيل الشباب ، وشعورهم ان الوطن ليس لهم ، وانه لفئة معينة تستطيع الوصول بالمال والمعارف والشللية ، لكن لم يكن هذا الحال سابقا ، فنحن تربينا على قيم مختلفة.).