السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: حزب التجمع الوطني في الائتلاف الحاكم يصف العدالة والتنمية بـ”اتباع” اردوغان” ويفجر جدلا
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط – يعيش الائتلاف الحكومي بالمغرب على وقع حرب كلامية، بين حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود الائتلاف، وحزب التجمع الوطني للأحرار، وذلك بعدما خرج رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، والقيادي في لقاء لشبيبة حزبه، ليهاجم من خلاله حزب العدالة والتنمية، حيث قال: إنه ”يقوم بتخريب البلاد عبر التشكيك في المؤسسات السياسية، وأنه يقلد نظيره التركي ”.
واتهم حزب رئيس الحكومة المغربي بأنهم أتباع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفه بالنموذج الفاشل، وقال أن سياسة رجب طيب أردوغان بـ”إغلاقه الباب أمام العالم كان هو السبب في سقوط الليرة التركية”.
واتهم العلمي، حزب المصباح، قائلًا إن ” التشكيك في المؤسسات السياسية والمنتخبين والبرلمان هدفها تخريب البلاد، ونسوا أن البلاد فيها الأولياء الصالحون، وفي عمرها 14 قرنا، وفيها التجمعيون والتجمعيات الذين لن يتركوهم”.
وفي نفس اللقاء، قال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش: إن ”حزبه تلقى مؤخرا العديد من الضربات، ورغم ذلك فإن معركة حزبه ما زالت مستمرة لتقليص البطالة وتوفير العيش الكريم”.
تصريحات العلمي، أثارت حفيظة قياديين داخل حزب العدالة والتنمية، ورد عليها نائب الأمين العام لحزب العدالة و التنمية، سليمان العمراني، برد قوي عبر تدوينة له في صفحته على “الفايسبوك” وقال متسائلا : ”هل هناك إساءة أكبر من أن تصف حزبا يقود الأغلبية التي أنتم من مكوناتها ويرأس الحكومة التي أنتم جزء منها وأنتَ وزير فيها، بقولك بأن هذا الحزب لم يحصل على العدد من المقاعد الذي يسمح له بالمرور للدور الثاني في تنفيذ مشروعه ”الهيمني” وهو الوصف الذي قصدته دون أن تقوله باللفظ، وخلقت تقابلا بين مشروع قلتَ إنكم تدافعون عنه أنتم وجميع المغاربة مع مشروع دخيل هو مشروع حزب العدالة والتنمية، وقلتَ إننا نريد تخريب البلاد ليسهل علينا وضع يدنا عليها؟”.
ووصف العمراني، في تدوينته، خرجة العلمي، بأنها ”خطيرة ومسيئة وغير مقبولة”، مضيفا: ”ينتهك بشكل سافر ميثاق الأغلبية الذي يعتبر حزبكم من بين الموقعين عليه، وهو الذي نص على الحرص على تماسك الأغلبية وعدم الإساءة للأحزاب المكونة لها دون أن يمنع ذلك من الحق في النقد البناء”.
من جهته قال يوسف شيري عضو المكتب السياسي لحزب الأحرار : إن “الهاجس الأكبر الذي يراود الكتائب (المقصود بها حزب العدالة وللتنمية) ومن وراءها هو محاولة التحكم في السياسة”.
وقال شيري: في حديثه لصحيفة ”المساء ” إن ”الكتائب تسعى إلى ترهيب الشباب والمواطنين، من ولوج السياسة ومحاولة إقصاء كل من يخالفهم الرأي، أو يفضح نواياهم وممارساتهم الشعبوية في الإستبداد والتطرف في التعاطي مع باقي الشركاء ”.
بدأت الحرب الباردة بين الحزبين الخصمين/ المتحالفين قد منذ حملة المقاطعة بالمغرب مؤخرا، والتي استهدفت ثلاث شركات رئيسية منتجة للماء (سيدي علي) والحليب ومشتقاته (سنطرال) والوقود (أفريقيا)، لاحظ الكثير من المتتبعين أن الحكومة اختارت في حملة استعطافها المغاربة للعدول عن قرار المقاطعة التركيز فقط على الشركة الفرنسية، بداعي تشجيع المستثمر الأجنبي، بينما تجاهلت الشركتين الوطنيتين اللتين تضررتا أيضاً من تداعيات الحملة، خاصة شركة (افريقيا) التي يمتلكها الأمين العام لحزب التجمع الوطني للاحرار عزيز أخنوش، الأمر الذي أرجعه مراقبون، إلى تصفية حسابات سياسية مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.
إلا أن الأسباب الحقيقية لتوثر العلاقة بين الحزبين ترجع إلى الانسداد الحكومي الذي عرفته فترة مفاوضات تشكيل الحكومة التي قادها رئيس الحكومة السابق عبد الاله بن كيران، ووجهت خلالها اتهامات لعزيز أخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، بنسف المفاوضات، ومحاولة ارغام حزب العدالة والتنمية على الانسحاب من الحكومة.
ويرى بعض المتتبعين للشأن الحزبي بالمغرب، أن هذه التطورات تستلزم تماسكا قويا لمكونات الأغلبية، تفاديا لوقوع أي شرخ قد يؤثر على مسار الحكومة. فيما اعتبر أخرون أن هذه الخرجة تدخل ضمن التحضير للانتخابات 2021، واستغلال تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية من أجل سحب البساط من تحت قدميه والفوز برئاسة الحكومة القادمة.