السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الإرهاب والتطرف والتدخل الإيراني… أهم الملفات المطروحة على طاولة مباحثات مجلس وزراء داخلية العرب بتونس
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، بحث اجتماع الدورة الـ36 لمجلس وزراء داخلية العرب المنعقد بتونس، طرق تعزيز التعاون الأمني بين دول المنطقة العربية، من بينها ظاهرة الإرهاب والتطرف، إلى جانب التباحث حول تهديدات ايران للمنطقة العربية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للدورة 36، قال وزير الداخلية السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، إن المنطقة العربية تعيش أوضاعا ومُتغيرات كبيرة، منها التدخلات الخارجية، وعلى رأسها التدخلات الإيرانية، واعتبرها تهديدا رئيسيا للدول العربية بما تحمله من محاولات حثيثة لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة العربية وزرع الفرقة بين الشعوب العربية.
وأعرب الوزير السعودي عن ثقته العالية بأن مجلس وزراء الداخلية العرب “يستشعر خطورة الموقف، ويعمل جاهدا وباقتدار على وقف هذه المخاطر والتهديدات.
وفي ذات السياق، اعتبر الوزير بن سعود أن الإرهاب والتطرف يشكلان تهديدا مباشرا للعالم أجمع، داعيا إلى لسعي دون كلل أو ملل وبلا هوادة، إلى تكثيف الجهود والتنسيق في التصدي القوي والفعال لهذه التهديدات، وفق تعبيره.
كما طالب بالاستمرار في العمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب والتطرف بما في ذلك مكافحة جرائم غسل الأموال، لافتا في نفس الوقت إلى أن مواضيع أخرى منها الهجرة غير الشرعية، ومسألة اللاجئين، والجريمة المنظمة، وأمن الحدود، ومكافحة المخدرات، لا تزال على رأس أولويات مجلس وزراء الداخلية العرب.
وفيما شدد وزير الداخلية السعودي على ضرورة التصدي لهذه المخاطر والتحديات، لم يتردد وزير الداخلية البحريني، الفريق أول ركن، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، في التأكيد على أن المسؤولية الأمنية العربية تستوجب تقديم الملف الأمني على سواه، والعمل على تصنيف الأخطار الأمنية المشتركة، ووضع الحلول لمعالجتها، وخصوصا تلك المتعلقة بالتدخلات الخارجية.
انتهاك إيران… للسيادة العربية
بدوره، شدد وزير الداخلية البحريني، الفريق أول ركن، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، بقوله أن المسؤولية الأمنية العربية تحتم تقديم الملف الأمني على سواه، والعمل على تصنيف الأخطار الأمنية المشتركة، ووضع الحلول لمعالجتها، وخصوصا تلك المتعلقة بالتدخلات الخارجية.
وأوضح في هذا السياق أن من أهم تلك التدخلات والتهديدات الخارجية، هو الخطر الإيراني المتنامي، حيث بلغ الاستهتار بسيادة الدول العربية، وهويتها الوطنية من قبل القادة الإيرانيين في مختلف المناسبات للإعلان عن حدود إيران الفارسية الكبرى، على حد وصفه.
وتابع خلال كلمته بالقول إن هذا الأمر يشكل انتهاكا لسيادة دول الجوار بما فيها العربية والإسلامية الشقيقة، لذا أصبحت الحاجة ملحة، ولا تحتمل التأجيل في ما تتعرض له منطقتنا من تهديدات، ذلك أن إيران ما زالت مستمرة في تعكير صفو استقرار الدول العربية بتدخلاتها في الشؤون الداخلية.
وأردف أن إيران هي المصدر الرئيسي الذي يدعم المنظمات والجماعات الإرهابية في المنطقة، وهذا أمر يتطلب مواجهة هذه التهديدات باتخاذ موقف عربي وإجراءات واضحة لوقف هذه التدخلات، وذلك للحفاظ على الهوية العربية، فوحدة الموقف وإجماع الكلمة وتضافر الجهود هي الكفيلة بوضع حد لمثل هذه التجاوزات ووقف الأطماع التوسعية، على حد قوله.
عودة المقاتلين الإرهابيين مناطق الصراع
من جهته، تطرق الأمين العام لمجلس وزراء داخلية العرب، محمد علي كومان خلال كلمته، إلى ما وصفه بأخطر تحد أمني يواجه الدول العربية اليوم وهو عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق الصراع وبؤر التوتر بعد دحر التنظيمات الإرهابية.
ويشير في حديثه إلى أن التحديات المتعلقة بهذه العودة لا تنحصر فقط في مواجهة تسلل هؤلاء المقاتلين وإنما تتعلق كذلك بسبل التعامل مع المعتقلين منهم وطرق تأهيلهم، لافتا إلى أن المجلس عمل خلال السنوات الأخيرة على مواجهة هذه الظاهرة بخطوات استباقية تمثلت في عدة إجراءات منها إنشاء قاعدة بيانات للمقاتلين الإرهابيين تمت تدعيمها من الدول الأعضاء حتى باتت تحتوي على معطيات كبيرة حول هؤلاء المقاتلين.
ودعا الأمين العام في هذا السياق، استمرار الدول العربية بدعم قاعدة البيانات بكل ما يتاح لها من معلومات، موضحا أن ملف عودة المقاتلين كان ملفا رئيسيا خلال عدة اجتماعات في نطاق الأمانة العامة مثل اجتماع اللجنة المتخصصة بالجرائم المستجدة والمؤتمر السنوي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب.
ومضى بالقول إن تأمين الحدود للحيلولة دون تسلل المقاتلين وطرق تبادل المعلومات بشأن العائدين كان محل اهتمام عدة ورش عمل عقدتها الأمانة العامة العام الماضي بالتعاون مع مشروع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجهاز الشرطة الأوروبية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل.
وكشف الأمين العام عن استعدادهم لعقد مؤتمر كبير حول ظاهرة المقاتلين العائدين يجمع المختصين من العالم العربي والاتحاد الأوروبي، وذلك انسجاما مع توجهات المجلس لتعزيز التعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية النظيرة.
واضاف أن فريق العمل المعني برصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للأعمال الإرهابية الذي يتم الآن النظر في إنشائه سيمكن من تعزيز التعاون العربي الإجرائي في مجال مكافحة الإرهاب، إذ سيشكل شبكة لتبادل المعلومات بصورة آنية، كما سيكون قطبا تتجمع فيه كل المعطيات المتعلقة بالعمليات الإرهابية وبوتقة تنصهر فيها خبرات الدول العربية في هذا المجال.
كما أشاد بأهمية الوحدة المعنية بالأمن السيبراني التي تقرر إنشاؤها في نطاق المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب اذ ستشكل عاملا مهما في مواجهة الإرهاب وسيكون من أولوياتها رصد خطاب التطرف على شبكة الإنترنت واستخدام هذه الشبكة في الإرهاب تجنيدا وتواصلا وتمويلا.
ويشارك في أعمال الدورة 36 لمجلس وزراء الداخلية العرب وفود أمنية رفيعة، إلى جانب ممثلين عن جامعة الدول العربية، واتحاد المغرب العربي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول)، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومشروع مكافحة الإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.