شرق أوسط

بعد عام على استفتاء إقليم كردستان العراق… إصرار كردي على شرعيته

ـ في خضم الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق المقرر اجراؤها نهاية الشهر الجاري، يمر اليوم عام كامل على اجراء الاستفتاء العام في الاقليم، وقد تغير المشهد المأساوي الذي كان عليه الاقليم قبل سنة من الآن، حيث الاصرار على شرعية الاستفتاء، وعلى النهوض بعد الكبوة التي أعقبته .

وأجري في 25 أيلول/سبتمبر من العام الماضي أول استفتاء عام لاستقلال إقليم كردستان عن العراق، الذي لقي معارضة عراقية عنيفة وحصارا من الدول المجاورة ورفض دولي عام.

ويقول جومان يونس/ 28عاما/ ويعمل معلما في احدى المدارس في أربيل، :”تأتي ذكرى الاستفتاء العام ونحن نعيش الحملات الانتخابية، وهذه فرصة لي ولعائلتي أن نعلن للقاصي والداني ، بأننا لم نرتكب جريمة عندما نطالب بحريتنا، وأننا سنصوت للأحزاب والقوى التي قادت وطالبت بالاستقلال”.

ويضيف “نحن تأذينا جدا بإجراءات الحكومة العراقية والحصار والعقوبات الصارمة، ولكننا على حق “.

وتابع “أنا لست سياسيا ولكن أتمنى أن يدفع حيدر العبادي ثمن ما عمل ضد كردستان ، وأطالب الكتل الكردستانية أن لا تؤيد ترشيحه لرئاسة الوزراء مرة ثانية”.

وشارك في الاستفتاء ثلاثة ملايين و305 الاف و925 مواطنا أي بنسبة 16ر72 بالمئة ، وقد صوت ما نسبته 73ر92 بالمئة لصالح استقلال الاقليم.

وترى المواطنة، خالدة عمر/ /31 موظفة حكومية العكس وتقول “الحصار وقطع الرواتب والحالة المعيشية المزرية التي عشناها ومازلنا، جعلتني أندم على تأييدي للاستفتاء وأقول يا ليتنا لم نفعل”.

وأردفت :”صحيح اننا ككرد من حقنا أن نقرر مصيرنا، ولكن لا أحد يعترف باختيارنا هذا، ودفعنا الثمن غاليا ، وأنا أعيش وعائلتي في حالة يرثى لها”، متمنية أن “تعود الأوضاع الى ما قبل عام 2014 أو على الأقل الى ما قبل الاستفتاء العام”.

وقال العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي حسين، اليوم الثلاثاء لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن “شعب كردستان لم ولن يتراجع عن حقه في تقرير مصيره، وأن الاستفتاء كان ممارسة لحق مشروع ومن يدقق في ديباجة الدستور العراقي، فإن الدستور يعطي هذا الحق في حالة عدم الالتزام به”.

وأضاف “ليأتي كل صاحب ضمير ويدقق ليرى كيف أن الحكومات العراقية المتعاقبة قد خرقت الدستور في العديد من مواده وبإصرار وتعمد”.

وعن ما آلت اليه الأمور بعد الاستفتاء، يقول حسين “بالتأكيد الاستفتاء نجح نجاحا باهرا والشعب قال كلمته وستبقى نتائج الاستفتاء وثيقة قانونية وتاريخية وسيعترف به الجميع عاجلا أم آجلا”.

وتابع أن “الموقف الدولي المتخاذل والمنافي لكافة القوانين الدولية وهو موقف نفعي متسرع ، هو الذي شجع الحكومة العراقية على ما قامت به من اجراءات غير دستورية وظالمة”.

وأكد على أنه “لولا الخيانة التي قام بها البعض لما تجرأ أحد على مهاجمة كردستان”.

من جانبه ، قال ممثل الايزديين في برلمان إقليم كردستان إن “قرار الاستفتاء كان قرارا وطنيا شجاعا وضروريا في ظل الأوضاع التي يعيشها العراق وهو حق لشعبنا كسائر شعوب العالم”.

وأكد على أن “استقلال كردستان سيجعل البلاد أكثر أمنا للايزديين وبقية الأقليات الأخرى، وأن كردستان وطن الايزديين قبل الجميع ، ونحن حريصون على استقلاله لأنه يضمن لنا مستقبلا أكثر أمنا وأمانا، ولهذا رأينا بأن المناطق الايزدية عموما شهدت أعلى نسبة في المشاركة في الاستفتاء واعلان تأييدها للاستقلال”.

الى ذلك، تشهد مدن الإقليم مهرجانات وفعاليات سياسية وثقافية وفنية بمناسبة يوم الاستفتاء، حيث نظمت فعاليات شبابية بمدينة السليمانية ،وماراثون أشترك فيه المئات من شباب المدينة صباح اليوم.

ومن المقرر أن تشهد العاصمة أربيل مهرجانا بمناسبة يوم الاستفتاء يلقي فيه مسعود بارزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان وهو الذي قاد عملية الاستفتاء، كلمة متلفزة الى التجمع الذي يقام عصر اليوم في استاد فرنسوا الحريري الدولي ومن المؤمل أن يحضره حوالي مئة ألف شخص ، بحسب ما أعلنت مصادر من حزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي دهوك، قام رئيس وزراء الاقليم، نيجيرفان بارزاني بافتتاح طريق استراتيجي بين أربيل ودهوك في منطقة الزاب بطول 22 كيلومترا، وألقى بعد ذلك كلمة في تجمع لأنصار حزبه في مدينة دهوك أشار فيها بأن “جميع المعادين لكردستان والمشككين قد راهنوا على أن كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني لن تقوم لهما قائمة بعد الظروف العصيبة التي تعرض لها الإقليم بعد الاستفتاء”.

وأضاف :”ولكننا تحملنا العبء الثقيل وبعد سبعة أشهر فقط من تلك الكبوة، حاز الديمقراطي الكردستاني المرتبة الأولي كحزب على مستوى العراق في انتخابات مجلس النواب العراقي”.

وأعلن نيجيرفان انتهاء المرحلة العصيبة قائلا إن “المرحلة الأكثر صعوبة في تاريخ شعبنا وحكومتنا قد انتهت”.

وأشار الى أن “حكومة كردستان تبدأ مرحلة اعادة الاعمار والنهوض وسيعود الوضع الاقتصادي الى حاله بل وأحسن”. (د ب أ) ـ من رسالة شنكالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق