العالم

ثلاثة قتلى في هجوم استهدف حفل تأبين حضرته شخصيات سياسية بارزة في كابول

ـ كابول ـ استهدف هجوم بقذائف الهاون تبناه تنظيم داعش حفل تأبين بمشاركة شخصيات سياسية أفغانية بارزة في كابول الخميس بينها رئيس الوزراء عبد الله عبد الله، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 32 بجروح.

ويعد القصف خرقا أمنيا رئيسيا وإيذانا بعودة العنف إلى العاصمة بعد أسابيع من الهدوء في ظل محادثات السلام الجارية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة.

وبحسب لقطات للحفل كان يبثها التلفزيون مباشرة لدى سماع أول انفجار، قال رئيس البرلمان السابق محمد يونس قانوني “حافظوا على هدوئكم، مكان الانفجار بعيد من هنا”.

لكن بعد دقائق، سمع دوي انفجار آخر وإطلاق نار ما دفع المشاركين إلى الفرار وسط حالة من الرعب.

وسُمع شخص آخر لم يكن من الممكن تحديد هويته يقول وسط صراخ الحاضرين “أطلب من أبناء شعبي الحفاظ على هدوئهم. الهجوم بقذائف الهاون بعيد عن التجمع”.

وسقطت القذائف تزامنا مع إحياء الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة زعيم أقلية الهزارة الشيعية عبد العلي مازاري، شارك فيها سياسيون بارزون في البلاد، بينهم رئيس الحكومة والرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي.

وفي وقت لاحق، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم مؤكدا أن عناصره استهدفوا التجمع بقذائف الهاون، وفق بيان نشرته وكالة “أعماق” الدعائية التابعة للتنظيم.

وقال المتحدث بالوكالة باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي في بيان وزع على الصحافيين “اليوم حوالي الساعة 12,00 ظهرا تم إطلاق قذائف هاون على التجمع (لتأبين) عبد العلي مازاري”، مشيرا إلى أن القذائف سقطت خارج مكان التجمع الرئيسي.

وأكّد لاحقا أن “المهاجم الرئيسي” تم توقيفه فيما قتل اثنان آخران يقفون خلف الهجوم.

وتابع “للأسف ثلاثة اشخاص استشهدوا واصيب 32 اخرون في هجمات الهاون”.

وكان المرشح للانتخابات الرئاسية عبد اللطيف بدرام بين المصابين، بحسب بيان نشر في صفحته الرسمية على “فيسبوك” دون تفاصيل عن اصابته.

وأفاد البيان أن “عبد اللطيف بدرام أصيب بجروح في هجوم كابول، لكن حالته مستقرة”.

وذكر وزير الخارجية صلاح الدين ربّاني الذي كان في المكان عند وقوع الهجوم أن “الإرهابيين شنوا هجمات صاروخية على مراسم التأبين” مؤكدا أنه هرب من المكان ولم يتعرض لأي أذى. وعادة يستخدم المسؤولون الأفغان مصطلح “صواريخ” عند الإشارة إلى قذائف الهاون.

 هجوم “لا يغتفر” 

وتبنى تنظيم داعش سلسلة من الهجمات الدامية التي استهدفت تجمعات ومساجد شيعية في أنحاء البلاد على مدى السنوات الماضية.

وقال المرشح للرئاسة ومستشار الأمن القومي السابق محمد حنيف أتمر “هذا الهجوم على المدنيين هو الأكثر فظاعة ولا يغتفر” مشيرا إلى أن “عدوا لا يرحم” نفذه.

وأضاف أن ثمانية من حراسه أصيبوا بجروح خلاله.

من جهته، أشار المحلل الأمني عتيق الله أمرخيل إلى أن “الطريقة التي تمكن المهاجمون من خلالها دخول هذا الحي الشيعي واجتياز جميع الأطواق الأمنية ومن ثم الهجوم على تجمع بهذه الأهمية هو مؤشر على فشل أمني واستخباراتي كبير من جانب الحكومة الأفغانية”.

وتأتي الحادثة في وقت يواصل مفاوضون من الجانب الأمريكي وحركة طالبان محادثات سلام في قطر تهدف لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو 18 عاما.

ووقع آخر هجوم كبير في كابول في كانون الثاني/يناير عندما أعلنت طالبان مسؤوليتها عن تفجير بسيارة ضرب منطقة محصنة بشكل كبير تضم مجمعات أجنبية.

وساهم التساقط الكثيف للثلوج في أجزاء واسعة من أفغانستان إلى انخفاض منسوب العنف هذا الشتاء لكن يرجح أن تتسبب الأجواء الأكثر دفئا في جنوب البلاد بزيادة في أعمال العنف مع اقتراب موسم القتال في الربيع.

وحذّر محللون من احتمال تكثيف طالبان لهجماتها خلال الأشهر المقبلة في مسعى للمحافظة على الزخم ذاته في أرض المعركة وكسب أوراق ضغط خلال المفاوضات.

والأربعاء، قتل 16 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري استهدف شركة مقاولات في مدينة جلال أباد الواقعة في شرق البلاد.

وبدأ هجوم الأربعاء الذي استمر لساعات في وقت مبكر عندما فجر انتحاريان نفسيهما عند مدخل المجمع، ما سمح لثلاثة آخرين بدخول المكان حيث نفذوا عمليات قتل.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن تنظيم داعش وحركة طالبان ينشطان قرب المدينة في ولاية ننغرهار.

وتعيش أفغانستان في حالة حرب شبه دائمة منذ الاجتياح السوفياتي عام 1979 الذي أعقبته حرب أهلية وتولي نظام طالبان السلطة والاجتياح الأمريكي عام 2001.  (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق