السلايدر الرئيسيتحقيقات
الجزائر: دعوات لمباشرة عصيان مدني بعد الجمعة الحاشدة … وجزائريون يخزنون الطعام… و”ذعر بنكي”
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ استفاق الجزائريون، اليوم السبت، وهم يترقبون ما قد يحمله حراك الشارع المستمر الذي دخل أسبوعه الثالث، الرافض للولاية الرئاسية الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في وقت أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمباشرة عصيان مدني غدا الأحد، لإجبار السلطة في البلاد على سحب ترشح بوتفليقة المتواجد حاليا في مدينة جنيف السويسرية للعلاج.
وتشهد المحلات والمراكز التجارية الكبرى في البلاد، تدفقا وتهافتا غير مسبوق، لاقتناء كميات هائلة من المواد الغذائية وتخزينها تحسبا لما سيسفر عليه العصيان المدني الذي دعا إليه قادة الحراك الشعبي على المنصات الاجتماعية، وهو ما وقفت عليه “” في أحد المراكز التجارية الكبرى الواقعة بمدينة الرغاية شرقي العاصمة الجزائر.
فالساعة تشير إلى التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي، أمواج بشرية هائلة تتدفق على المركز التجاري المسمى “البركة” لاقتناء كميات من المواد الغذائية، فدعوات العصيان المدني التي انتشرت في اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي نشرت الذعر في قلوب الجزائريين وراح قطاع عريض منهم يتدافعون لشراء المستلزمات الأساسية وتخزينها في البيت.
اقتربنا من المدخل الرئيسي للمركز، إلا أن الأعوان حالوا دون دخول الزبائن تنفيذا لتعليمات صاحبه الذي أبلغهم بنفاذ السلع داخله من العجائن والزيوت والسكر والطحين بسبب كثرة الطلبيات التي شهدها المركز طيلة اليوم.
دعوات العصيان المدني المقرر يوم غد 10 آذار/ مارس الحالي، قبل ثلاثة أيام من إعلان المجلس الدستوري (المحكمة الدستورية) عن القائمة النهائية للمتسابقين نحو كرسي الرئاسة، أثارت مخاوف خبراء ومتتبعون للمشهد الاقتصادي في البلاد وحذروا من خطورته على الاقتصاد الجزائري.
ويقول في الموضوع الخبير الاقتصادي الجزائري، ناصر سليمان إن “الحراك الشعبي المستمر، وكذا الدعوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي إلى عصيان مدني (مع أنني لا أروّج له هنا)، ترك تأثيراً معتبراً على الحياة الاقتصادية للمواطن، تمثّل خاصة في خوف الكثير من المواطنين من تطور الأوضاع نحو الأسوأ (لا قدّر الله)، مما جعلهم يهرعون إلى البنوك ومراكز البريد لسحب مدخراتهم المالية”.
وأوضح في منشور له على صفحته الرسمية “فيسبوك” أن هذا الوضع تسبب في نقص في السيولة لدى بعض الوكالات البنكية وبعض مراكز البريد خاصة تلك التي كان الإقبال فيها كبيراً حسبما أورته بعض الصحف وكذا مصادر من بنك الجزائر، هذا بالإضافة إلى أن الكثير من رجال الأعمال تصرّف بنفس الطريقة وقام بسحب مبالغ أكبر، إما لتخزينها في البيوت، أو بتحويلها إلى عملة صعبة مما زاد من الطلب على العملات الأجنبية وارتفاع أسعارها”.
وكشف عن محاولات عديدة لتهريبها إلى الخارج وبمبالغ ضخمة، مما يجعلنا أمام حالة نسميها في الثقافة البنكية بـ “الذعر البنكي”، والذي ينتشر عادة مع بوادر الحروب وعدم الاستقرار الأمني وحتى السياسي.
وقال المتحدث إن هذا الوضع سيزداد تعقيداً إذا استمرت حالة الإنسداد السياسي القائم، واستمرت الإحتجاجات والمسيرات، وسيؤدي إلى مزيد من تدهور قيمة الدينار بسبب تلك التصرفات المذكورة، وسيدفع ثمن كل ذلك المواطن في النهاية.