أوروبا
كوربن يقدم مشروعه لقيادة بريطانيا رغم الانقسامات داخل حزبه حول بريكست
ـ سيستغل زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيمي كوربن خطابا رئيسيا في مؤتمر حزبه اليساري السنوي الاربعاء لتقديم نفسه بصفته الرجل المناسب لقيادة البلاد، إلا أنه يواجه مهمة شاقة لتوحيد نواب حزبه المنقسمين بشأن بريكست.
ومن المتوقع أن يراوغ اليساري المخضرم حول الالتزامات المباشرة بخصوص المسائل الشائكة، فيما سيطرح “خطة راديكالية” حول موضوعات العدالة الاجتماعية خلال خطابه في المؤتمر المنعقد في ليفربول في شمال غرب انكلترا.
ويأمل كوربن ان يروق طرحه للناخبين الذين قد يتوجهون لصناديق الاقتراع إذا انهارت حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي تحت ضغط بريكست قبل مغادرة بريطانيا للتكتل الاوروبي في آذار/مارس المقبل.
وسيقدم كوربن وعدا بتوفير 400 الف فرصة عمل في قطاع الطاقة الخضراء لتلبية اهداف تقليل استخدام الفحم.
كما سيعلن تمديد برنامج رعاية الأطفال المجاني للأسر الفقيرة، حيث سيقول إن “رفع مستوى معايير رعاية الأطفال سيؤدي إلى إحداث فارق حيوي لملايين من أطفالنا”، بحسب مقتطفات من كلمته نشرت قبل القائها.
وتخيم مسألة بريكست بشكل كبير على المؤتمر الحزبي الممتد لأربعة أيام، وقد تسببت بخلافات سيكون كوربن حريصا على تفاديها الأربعاء.
وقال استاذ السياسة الاوروبية والشؤون الخارجية في كينغز كولدج في لندن اناند مينون لوكالة فرانس برس “اعتقد ان خطاب كوربن سيرتكز حول موضوع حكومة-بالانتظار، هذه المجموعة (الحكومة الحالية) فشلت في كل شيئ من بريكست للرعاية الصحية. وقد حان وقت التغيير”.
وسيقول كوربن إن “الطريقة القديمة لإدارة الأمور لم تعد تعمل بشكل جيد”.
ومع دخول مفاوضات بريكست مراحلها الأخيرة، شبّ خلاف بين نائبين كبار ما أعطى كوربن انطباعا حول المواجهة المرتقبة بشان بركست في الحزب.
ودخل وزير المالية في حكومة الظل جون ماكدونيل، الحليف المقرب لكوربن، في خلاف مع المتحدث في الحزب لشؤون بريكست كير ستارمر حول فكرة تنظيم استفتاء ثان حول بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
دعوات الانتخابات
وصوّت اعضاء الحزب المشاركون في المؤتمر الثلاثاء رسميا لصالح خطوة تتعهد بدعم الحزب “جميع الخيارات الباقية على الطاولة” بما فيها احتمال اجراء استفتاء ثان، إذا لم تحصل ماي على دعم اتفاق نهائي في البرلمان.
وكان ماكدونيل خرج بتصريحات الاثنين قال فيها إن خيار البقاء في الاتحاد الاوروبي لا يجب أن يكون مطروحا على بطاقات الاستفتاء.
لكن ستارمر قال الثلاثاء أمام المشاركين في المؤتمر”إذا أردنا كسر الجمود فيجب أن تشمل خياراتنا اجراء حملة لانتخابات — ولا أحد يستبعد خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي”.
ولم تكن تلك التصريحات مدرجة في النص الرسمي لكلمته التي تحصل على موافقة زعامة الحزب. وقوبل تصريحه بصيحات الابتهاج والتصفيق الحار من المشاركين في المؤتمر الذي يحاول الحزب استغلاله لرأب الانقسامات داخله بشأن بريكست.
وعلى كوربن، المتشكك في الاتحاد الاوروبي، أن يجد وسيلة لتحقيق مصالحة بين نوابه المؤيدين للاتحاد الاوروبي واعضاء الحزب من الطبقة العاملة في معاقل الحزب التقليدية يؤيدون الخروج، إذا أراد استغلال حالة التشتت والضعف الذي تعاني منه ماي.
وأبقى كوربن على كافة الخيارات مطروحة الثلاثاء في حديث مع محطة الإذاعة البريطانية “ما قلناه (هو أنّ) كل الخيارات يجب أن تدرس إذا وحين تنهار هذه الحكومة او انهارت المفاوضات”.
وحاليا، يحاول الحزب توحيد موقفه حول محاولات اسقاط حكومة ماي، وأولى خطوات ذلك سيكون التصويت في البرلمان ضد أي مشروع تتوصل له ماي مع الاتحاد الاوروبي لا يرضي حزب العمال، وهو ما قال ستارمر إنه “يبدو مرجحاً بشكل متزايد”.
ولا تملك ماي سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وإن صوّت العماليون ضد خطة بريكست، فستحتاج إلى دعم جميع نواب كتلتها، وهو أمر مستبعد على ضوء الانقسامات داخل المحافظين.
ويهدد مثل هذا السيناريو ببلبلة العملية برمتها وإثارة فوضى داخل الحكومة.
وتعهد حزب العمال برفض فكرة “عدم التوصل لاتفاق مع الاتحاد الاوروبي”، وقال ستارمر الثلاثاء إن حزب العمال يطالب بانتخابات عامة كخيار أول في محاولة لكسر أي جمود في البرلمان بشأن بريكست.
لكن النائب العمالي المؤيد للاتحاد الاوروبي ديفيد لامي قال “معظم الناس هنا يريدون انتخابات عامة ويريدون إن يدير جيمي كوربن البلاد، في نهاية المطاف سيتوقف ذلك على الحصول على غالبية الثلثين في مجلس العموم، من وجهة نظري هذا ليس مرجحا أن يحدث”.
من جانبها، قالت ماي للصحافيين في نيويورك الثلاثاء إن إجراء انتخابات عامة قبل مغادرة بريطانيا للاتحاد الاوروبي في آذار/مارس المقبل “لن يكون في مصلحة البلاد”.(أ ف ب)