شرق أوسط
اسرائيل تتحدث عن الكشف عن وحدة سرية لحزب الله تنشط في هضبة الجولان
ـ القدس ـ أعلن الجيش الاسرائيلي الأربعاء انه كشف النقاب عن وحدة أنشأها حزب الله اللبناني عبر خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان ويقودها مسؤول في الحزب سُجن سابقا في العراق بتهمة التخطيط لهجوم استهدف جنودا أمريكيين.
ومع استعادة الرئيس بشار الاسد السيطرة على جنوب سوريا بمساعدة من روسيا وايران الداعمة لحزب الله، تتخوف اسرائيل من تشكيل جبهة ضدها هناك.
كما أن حزب الله الذي يتمركز في لبنان دعم نظام الأسد في الحرب السورية.
ويعد الحزب الشيعي من بين الأعداء الرئيسيين لاسرائيل التي خاضت ضده حربا مدمرة عام 2006.
وقالت اسرائيل إن الوحدة الجديدة أنشئت بدون علم الأسد، ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية أن أحد جوانب الإعلان عنها يعود الى الأمل بأن تتحرك سوريا وروسيا لوقفها.
وأضافت أن الوحدة المزعومة التي يعد حزب الله “العقل المدبر” لها قد تم تشكيلها “للإشراف على فرق من الناشطين السوريين الذين سيشنون هجمات ضد اسرائيل”.
وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي الكولونيل جوناثان كونريكوس “لن نسمح لحزب الله بتأسيس بنية تحتية إرهابية في الجولان قادرة على ضرب المدنيين الإسرائيليين”.
وأضاف “نحمّل النظام السوري مسؤولية أي شيء يحصل داخل سوريا ويستهدف اسرائيل”.
واعتبر الجيش الاسرائيلي ان الوحدة لا تزال في طور الإنشاء والتجنيد وليست ناشطة حتى الآن.
ولفت الى أن حزب الله بدأ بانشائها صيف عام 2018، وأوكل قيادتها الى علي موسى دقدوق أحد قيادييه.
ودقدوق أطلق سراحه عام 2012 من سجن في العراق لنقص الادلة بعد اتهامه بالتخطيط لخطف وقتل خمسة جنود أمريكيين في مدينة كربلاء.
وكان قد اعتقل عام 2007 من قبل القوات الأمريكية التي سلمته الى مسؤولين عراقيين في كانون الأول/ديسمبر 2011.
“الآن والى الأبد”
وتقول اسرائيل إن وحدة سابقة مشابهة تم انشاؤها في الجولان بقيادة سمير القنطار وجهاد مغنية.
وقتل القنطار ومغنية عام 2015 في غارتين جويتين في سوريا نسبتا الى اسرائيل.
ووفقا للجيش الاسرائيلي فإن الوحدة الجديدة تسعى الى إحياء البنية التحتية التي خلفتها الوحدة الأولى.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان “الناشطين على الأرض الذين يشكلون أفراد الشبكة ويعملون حصريا في سوريا ينتمون الى مجموعات وشبكات مختلفة شاركت سابقا في نشاطات إرهابية في مرتفعات الجولان في اطار شبكة القنطار ومغنية المعروفة”.
واشار البيان الى أن البعض تدرب على التخريب والقنص وإطلاق صواريخ الغراد.
ولم يصدر اي رد من سوريا وحزب الله وايران على المزاعم الاسرائيلية.
وتعتبر اسرائيل هذه الوحدة المزعومة جزءا من سلسلة معقدة من التحديات التي تواجهها في سوريا.
وهي تعهدت بمنع عدوتها اللدودة إيران من التموضع عسكريا هناك، وشنت مئات الغارات ضد ما وصفته بانه أهداف تابعة لايران وحزب الله في سوريا.
ومع اقتراب اجراء الانتخابات في اسرائيل في 9 نيسان/ابريل يعتقد البعض ان اعلان الاربعاء قد تكون له بعض الدوافع السياسية التي من شأنها تلميع صورة الأداء الأمني لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
لكن وزير الخارجية الاسرائيلي اسرائيل كاتز رفض مثل هذه التحليلات.
ويأتي الاعلان ايضا وسط دفع جديد من نتانياهو للحصول على اعتراف دولي بسيادة اسرائيل على الجزء الذي تحتله من الجولان منذ عام 1967.
وكان السيناتور الأمريكي النافذ ليندسي غراهام أحد حلفاء الرئيس دونالد دونالد قد زار الجولان مع نتانياهو هذا الأسبوع وتعهد بالعمل على اعتراف واشنطن به كجزء من اسرائيل “الآن والى للأبد”.
احتلت اسرائيل نحو 1200 كيلومتر مربع من سوريا خلال حرب الايام الستة عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. (أ ف ب)