أوروبا

نواب بريطانيا يستعدون للتصويت على بريكست دون اتفاق والشركات تحذر

ـ لندن ـ تفاقمت أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الاربعاء مع تحذير قادة قطاع الأعمال من أن المملكة المتحدة “تحدق في قاع الهاوية” فيما يصوت النواب على احتمال الانسحاب بدون اتفاق غداة رفضهم اتفاق بريكست المعدل.

ويتوقع أن يصوت مجلس العموم مساء الأربعاء، برفض الانسحاب دون اتفاق، رغم أن ذلك الاحتمال لا يزال خيارا تلقائيا ما لم يتم التوصل لبديل قبل 29 آذار/مارس.

وفي حال التصويت برفض الخروج بدون اتفاق سيصوت النواب الخميس بشأن الطلب من الاتحاد الأوروبي إرجاء موعد الخروج — لكن بروكسل قالت إن على لندن أن تكون واضحة حول ما الذي تريده من ذلك الإرجاء.

وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ “لماذا تمديد المفاوضات؟ لأي سبب”؟.

في كلمة أمام النواب قبيل التصويت المرتقب الساعة 19,00 ت غ، وبصوت تغلب عليه البحة من جراء إصابتها بالبرد، عبرت ماي عن الاستياء لرفضهم قبول اتفاقها.

وقالت إن هناك “خيارات صعبة” حول ما سيأتي لاحقا فيما تستعد بريطانيا لقطع 46 سنة من العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أقرب شركائها التجاريين.

ولدى إطلاعه البرلمان على مستجدات الموازنة السنوية تحدث وزير المال فيليب هاموند عن اتفاق جديد، وذلك في تعليقات سرعان ما فسرها المراقبون تأييدا لاستراتيجية بريكست أكثر ليونة.

وقال “الليلة، أمامنا خيار. يمكننا إزالة خطر خروج وشيك من دون اتفاق يثقل على اقتصادنا”.

واضاف “غدا سنكون أمام فرصة بدء رسم طريق للمضي نحو بناء إجماع في هذا المجلس حول اتفاق يمكننا دعمه بشكل جماعي، للخروج من الاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة”.

وفي برلين قالت المستشارة انغيلا ميركل إن “التوصل لخروج منظم، وأريد أن أكرر هذا بشكل خاص اليوم، لا يزال في مصلحتنا المشتركة”.

 حكومة بلا دفة 

وفي حال صوت النواب الخميس بالموافقة على إرجاء بريكست، فإن قادة الاتحاد الأوروبي سبق أن أعلنوا أنهم سيدرسون الفكرة لكن عليهم جميعا أن يوافقوا.

وحذر بارنييه من أن على بريطانيا الآن أن تحدد ما الذي تريده.

وقال “إنه السؤال الذي يتعين الإجابة عليه قبل اي قرار بالإرجاء”.

وقدمت مجموعة من المشرعين الأربعاء مقترحا بديلا لإرجاء بريكست حتى 22 ايار/مايو وإبرام عدد من الاتفاقيات الموقتة مع الاتحاد الأوروبي تستمر حتى 2021.

وكانت رئيسة الحكومة قد أعلنت الثلاثاء أن المقترح غير منطقي لافتة إلى أن الاتحاد الاوروبي قال مرارا إن اتفاقه هو الوحيد المطروح على الطاولة.

غير أن ماي ستسمح للنواب بالتصويت حسب رغبتهم مساء الأربعاء، في ما رآه المعلقون مؤشرا جديدا على السيطرة المحدودة التي تملكها على عملية بريكست.

وقال زعيم المعارضة جيريمي كوربن “هذه حكومة بلا دفة في مواجهة أزمة وطنية ضخمة”.

أوقفوا هذا السيرك

تسبب رفض اتفاق بركيست الثلاثاء في تدهور الجنيه الاسترليني، فيما ركزت بريطانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي على احتمالات خروج فوضوي.

وأعلنت حكومة ماي خططا لإلغاء رسوم جمركية على ما نسبته 87 بالمئة من الواردات ووقف عمليات المراقبة على الحدود مع إيرلندا في حال الخروج بدون اتفاق.

وتهدف الخطة الموقتة إلى تجنب ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الاتحاد الاوروبي واضطراب خطوط التموين فور مغادرة بريطانيا الاتحاد.

لكن مسؤولة السياسة في حي المال في مدينة لندن كاثرين ماكغينيس، قالت إن الشركات البريطانية “تحدق الآن في قاع الهاوية”.

وقالت “على السياسيين من كل الأطياف، أن يتخطوا خلافاتهم ويجعلوا من تجنب بريكست دون اتفاق، اولوية مطلقة”.

وقالت رئيسة اتحاد الصناعات البريطاني أكبر اتحاد في قطاع الأعمال، كاثرين فيربيرن “حان الوقت للبرلمان ليوقف هذا السيرك”.

وقالت “جميع الأطراف بحاجة لمقاربة جديدة. الوظائف والأرزاق تعتمد عليها. تمديد المادة 50 لإغلاق الباب وتجنب آذار/مارس بدون اتفاق بات ملحا”.

رفض النواب في كانون الثاني/يناير اتفاق بريكست بفارق تاريخي بلغ 230 صوتا. ورغم أن بعض المشككين بالاتحاد الأوروبي غيروا رأيهم كانت الهزيمة فادحة الثلاثاء أيضا إذ بلغ الفارق في الأصوات 149 صوتا.

ويعتقد مؤيدو بريكست أن الاتفاق سيقيد بريطانيا بالاتحاد الأوروبي إلى ما لا نهاية من خلال خطة “شبكة الأمان” للحدود الإيرلندية.

ويترقب العديد من المؤيدين للاتحاد الأوروبي احتمال العدول عن بريكست من خلال استفتاء ثان. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق