السلايدر الرئيسيتحقيقات

بعد خطاب عباس وكلمة الحمد الله للمانحين… الانقسام وظروف الحياة الصعبة هي الأهم للفلسطينيين

فادي أبو سعدى

– رغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تطرق إلى كافة الملفات في خطابه السنوي في الأمم المتحدة، والأكثرها أهمية بالنسبة للفلسطينيين بعد قرارات الإدارة الأمريكية وإجراءات إسرائيل على الأرض، وتحديدًا ملف القدس، وملف اللاجئين الفلسطينيين، وظروف الفلسطينيين تحت الاحتلال. ورغم كلمة رئيس الوزراء رامي الحمد الله أمام المانحين في نيويورك، إلا أنها تبقى خطابات سنوية اعتيادية بالنسبة للفلسطينيين ولم تغير شيء على الأرض.

على صعيد الشارع، اجتمع الفلسطينيون في الساحات العامة والميادين في مختلف مدن الضفة الغربية، والقدس، والخان الأحمر المهدد بالترحيل والهدم. اجتمعوا أمام شاشات كبيرة وتابعوا خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة. وبعد وقت قصير شاهدوا وقرأوا ما جاء في كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني أمام المانحين ومطالبته برفع الحصار عن قطاع غزة.

وبالنسبة للشارع أيضًا فإن ما جرى في نيويورك ورغم أهميته، لم ولن يغير شيئًا على الأرض، فالقدس المحتلة اليوم مغلقة بسبب الأعياد اليهودية، وحتى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى تواجه قيودًا كبيرة على وصول الفلسطينيين. بينما تستعد الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة إلى فرض إغلاق جديد وحصار للأيام الثلاثة القادمة بسبب ذروة الأعياد اليهودية.

وما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، استعر التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس، وقامت حماس بسلسلة من الاجراءات التي سخر منها الشارع لمنع الفلسطينيين من متابعة خطاب الرئيس عباس في الساحات العامة، وحتى في المقاهي، ووصفت الرئيس الفلسطيني بالرئيس غير الشرعي.

وفي الضفة الغربية اتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بتنفيذ سلسلة اعتقالات في صفوف كوادر الحركة ردًا على ما تقوم به حماس في القطاع تجاه أنصار فتح. وهاجم الناطقون باسم حركة فتح قيادة حماس في القطاع بالخيانة لما يقومون به تجاه الرئيس وحركة فتح وأنصارها في هذا الظرف الحساس الذي تمر به القضية الفلسطينية. وهذا التراشق الإعلامي الجديد بين طرفي الانقسام الفلسطيني هو ما شغل الفلسطينيين أكثر من خطاب رئيسهم. ومنهم من قال لصحيفة “” أنه خجل للمرة الأولى من كونه فلسطيني!

وفي الخان الأحمر المهدد بالترحيل والهدم، لم يتبقى سوى يومين اثنين من المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسكان للإخلاء الطوعي قبل استخدام القوة تجاههم وترحيلهم قسرًا، وهناك يتواجد المئات من النشطاء الفلسطينيين والأجانب في محاولة لحماية السكان ومنع الترحيل والهدم.

وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المنطقة العليا من “خلة حمد”، والقريبة من تجمع استيطاني بني قبل سنتين، منطقة عسكرية مغلقة. وأوضح عارف دراغمة، أن الاحتلال أعلن “خلة حمد” كمنطقة عسكرية مغلقة من الساعة الثامنة، وحتى السادسة من مساء الجمعة. وأشار إلى أن المستوطنين يتجولون منذ الصباح في المنطقة تحت حماية قوات الاحتلال المرافقة لهم. يشار إلى أن المستوطنين بشكل متكرر يتجولون في هذه المنطقة بحماية الاحتلال، ويمنعون الفلسطينيين من الرعي بمواشيهم في المراعي القريبة.

ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة هي الأخرى لم تتغير بالنسبة للمواطن العادي، فالغلاء الفاحش يواصل طحن الفلسطينيين، ودخلهم المادي لا يرقى إلى الحد الأدنى لمواجهة هذا الغلاء، والحد الأدنى للدخل في فلسطين 1450 شيقل، وهي لا شيء بالنسبة للفلسطينيين.

صحيفة تحدثت إلى عدد من الفلسطينيين في الشارع، ورغم أن غالبيتهم تابعوا خطاب الرئيس عباس، إلا أنهم تابعوه في محاولة لمعرفة ردود الأفعال خلاله وبعده. وقالوا كذلك أن الخطاب لن يغير شيئًا، وأن معاناتهم تحت الاحتلال، والتزاماتهم اليومية تجاه قوت أطفالهم، وقوتهم كذلك، والتزاماتهم الشهرية سواء الهاتف أو الماء والكهرباء، والايجار، والبحث عن فرص عمل أكثر، أو حتى هجرة من فلسطين، هي الأمور التي تستحوذ على اهتماماتهم أكثر من أية خطابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق