أوروبا
سوري متهم بجريمة قتل أثارت أعمال شغب يمينية في ألمانيا يدفع ببراءته
ـ دريسدن (ألمانيا) ـ شددت محامية الدفاع عن سوري متهم بقتل مواطن ألماني طعنا على براءة موكّلها من جريمة أثارت أعمال عنف عنصرية في الشوارع واحتجاجات لليمين المتطرف في مدينة كيمنتس في شرق البلاد العام الماضي.
وطرحت محامية طالب اللجوء السوري علاء شيخي (23 عاما) تساؤلات حول ما إذا كان أي من القضاة متعاطفا مع حركة “بيغيدا” اليمينية المتشددة أو حزب “البديل لألمانيا” المناهض للمهاجرين وللإسلام.
وقالت المحامية ريكاردا لانغ إن “موقف القضاة من قضية الهجرة عامل حاسم لضمان محاكمة عادلة”، مؤكدة أن مناصري حزب “البديل لألمانيا” يعتبرون موكّلها الذي وصل إلى هذا البلد عام 2015 إبان موجة الهجرة “العدو”.
وتجري المحاكمة في دريسدن، الواقعة كذلك في ولاية سكسونيا في ألمانيا الشرقية السابقة، وليس في كيمنتس، لأسباب أمنية وبسبب ما اعتبرته المحكمة “الاهتمام الشعبي بشكل استثنائي”.
ووجهت النيابة تهمة القتل العمد للشاب السوري وكذلك لعراقي لا يزال فاراً وصدرت بحقه مذكرة من الشرطة الدولية (انتربول). ويتهم الرجلان بطعن الالماني دانيال هيليغ (34 عاما) في شجار في أحد الشوارع في آب/اغسطس الماضي.
وانتشرت اخبار جريمة القتل خلال ساعات من وقوعها على مواقع التواصل الاجتماعي وأدت إلى خروج عدد من المشاغبين من مشجعي كرة القدم ومتطرفين من ممارسي الفنون القتالية ونازيين جدد إلى شوارع كيمنتس.
وقام عدد من مثيري الشغب بمهاجمة أشخاص يبدو من مظهرهم أنهم أجانب، وفي تجمعات حاشدة أعقبت ذلك، أدى نشطاء فاشيون التحية النازية المحظورة علنا.
واستعدت الشرطة لاحتمال اندلاع مزيد من أعمال الشغب الاثنين فيما تجمّع مئات المتطرفين للمشاركة في جنازة أحد النازيين الجدد في كيمنتس.
وتأتي المحاكمة بعد أسبوع من بدء محاكمة عراقي في مدينة فيسبادن بتهمة اغتصاب فتاة قاصر وقتلها في قضية أثارت استياء كبيرا في البلاد.
شجار آخر الليل
نظرا للصدمة السياسية التي تسببت بها جريمة القتل، تجري المحاكمة تحت حراسة مشددة للشرطة في دريسدن حيث من المقرر أن تستمر جلسات الاستماع حتى 29 تشرين الأول/أكتوبر ويدلي خلالها 65 شخصا بشهاداتهم. وتم رفض طلب محامي الدفاع اجراء المحاكمة خارج ولاية ساكسونيا، مهد حركة بيغيدا، وموطن حزب “البديل للألمانيا” المناهض للهجرة.
وقالت لانغ إن الأدلة ضعيفة ضد موكلها، علما أن الشرطة لا تمتلك أدلة الحمض النووي الريبي “دي ان ايه” أو بصمات أو غير ذلك من الأدلة.
وتعتمد القضية في جزء كبير منها على شهادات الشهود، ويقول الادعاء إن الشجار بدأ بالقرب من منصة لبيع الكباب عند نحو الساعة الثالثة صباحا في 27 آب/أغسطس بعد مهرجان في البلدة.
وأضاف الادعاء أن العراقي الفار ويدعى فرهاد أ. (22 عاما) تشاجر في البداية مع هيليغ وهو نجار من أصول ألمانيا كوبية، بحسب الادعاء.
بعد ذلك قام الرجلان السوري والعراقي بطعن هيليغ الذي توفي متأثرا بإصابات في القلب والرئتين، كما طعنا رجلا آخر اصيب بجروح بالغة.
وفي حال إدانة السوري الذي ينفي التهمة الموجهة إليه، فإنه يواجه السجن لمدة 15 عاما.
وقبل عام نظّم حزب “البديل لألمانيا” اليميني المتطرف، وحركتا بيغيدا وبرو كيمنتس مسيرات عديدة في المدينة فيما اندلع خلاف سياسي في برلين حول ما إذا كانت اعمال العنف وصلت إلى درجة “مطاردة” الاقليات الاتنية.
وفي خلاف هز ائتلاف المستشارة انغيلا ميركل، استقال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية هانز-يورغ ماسين، المنتقد علنا لسياسة ميركل للهجرة. (أ ف ب)