ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ أطلق التونسيون وسما جديدا على منصات التواصل الاجتماعي بعنوان #باذن_من_سيادته، تهكما وسخرية من عودة بعض الوسائل الاعلامية في تونس من استخدام عبارة بإذن من سيادته، ومن تصريحات مسؤولين في هرم السلطة والتي تتحدث عن أوامر وتوجيهات رئيس الحكومة لحل بعض الملفات ومعالجتها.
وظهرت هذه الحملة مع تصريحات وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ، مع حادثة وفاة الرضع، والتي قالت فيها إنه بتعليمات من رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد، تقرر منع وضع جثث الرضع في علب الكرتون، والتي أشعلت غضب التونسيين باعتبارها مسيئة للضحايا الأطفال ولأهاليهم.
ولم يكتف نشطاء الشبكات الاجتماعية بنقد المسؤولين التونسيين، خصوصا وأن هذه العبارة سحبت أيضا على بعض الوسائل الإعلامية التونسية، والتي أعادت استخدام هذه العبارة في النشرات الإخبارية، والمقالات الصحفية، واعتبروها اعادة لإنتاج تمجيد البلاط وحكامه واستنساخ فترة حكم الرئيسي التونسي.
التونسيون أطلقوا هاشتاغ بإذن من سيادته، وانطلق النشطاء باستخدام هذا الهاشتاغ بحياتهم اليومية، ويطلبون الاذن من رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد الاذن للقيام بأعمالهم، أو سفرهم أو حتى تناولهم الغداء.
فحملة التهكم هذه تكشف حجم استياء المواطن التونسي من عودة الممارسات التي تهلل وتضخم من هالة الحاكم بتونس، خصوصا وأن تونس تسير بخطى ثابتة في تجربتها الديمقراطية الناشئة قوامها حرية التعبير والتي تكاد تكون المكسب الوحيد بعد الثورة خاصة مع تدهور الاوضاع الاقتصادية.
ويتخوف البعض من عودة الاعلام التونسي الى “تأليه الحكام” والمرور إلى مرحلة تطويع الإعلام في خدمة الأجندات السياسية، والانتخابية، وتزايدت هذه المخاوف خاصة مع انتشار صورة لرئيس الحكومة بإحدى الصحف التونسية مرفوقة بعبارة اختيار صورة متميزة، ما أثار انتقادا واسعا لهذه التعليمات.
وتصاعدت حدة الهجوم ضد رئيس الحكومة التونسي مع تأسيس حزب “تحيا تونس”، واتهامه باستغلال مؤسسات الدولة لخدمة مشروعه وتأثيره على نزاهة الانتخابات ومبدأ الحياد الحكومي.