السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

متظاهرون جزائريون يستعينون بـ”أبي الفنون” لمحاكمة رموز النظام في الساحات والشوارع

نهال دويب

الجزائر _ _ من نهال دويب _ “أعطنى مسرحا وخبزا أعطيك شعبا عظيما” مقولة قالها الكاتب الكبير والشاعر وليام شكسبير، جسدها شباب جزائريون خرجوا أمس الجمعة للتعبير عن رفضهم لبقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومن حوله في سدة الحكم.

ونقل شباب ” الحراك الشعبي” خشبات المسارح الجزائرية” إلى الساحات والشوارع، عرضوا فيها مسرحيات سياسية مناهضة للنظام الجزائري، شخصوا من خلالها أوضاع البلاد خلال فترة حكم الرئيس بوتفليقة.

في ساحة الشهداء “مركز مدينة جزائر بن مزغنة سابقا” أصحبت منذ 22 فبراير/شباط الماضي متنفس للتعبير السياسي، عرض مجموعة من الشباب مسرحية ذات طابع سياسي، تمحور مضمونها حول طريقة تشكل النظام الجزائري بعد الاستقلال سنة 1962 وتضحيات المقاومين وطرق تعرضهم للخيانة من طرف رفقائهم خلال الثورة العظيمة، الفرقة الهاوية التي نجحت في استقطاب المئات من المتظاهرين تطرقت إلى “الظلم الذي مارسه النظام على الشعب”.

وانتقل بعدها الممثلون إلى بداية استفاقة الشباب من سباتهم وتخليهم عن حلم العيش في الضفة الأخرى من البحر المتوسط بسبب ضيق الأفق الاقتصادي والاجتماعي وانتفاضة الشعب بصفة عامة ومحاولة الإعلام الموالي للنظام التغطية على الحراك، وأخيرا انتصار الشعب وافتكاكه حقوقه.

واقام شباب جزائريون آخرون في إحدى ساحات الجزائر التي بسطت شوارعها لاستقبال مئات الآلاف من المتظاهرين أمس الجمعة، محاكمة شعبية لرموز النظام في الهواء الطلق وأمام مرأى الجميع فكانت الساحة هي “المحكمة” و الشباب هم “هيئة المحكمة” ورموز النظام هم “المدانون في قضية الحال”.

وجسد شباب في المسرحية أدوار شخصيات النظام الحالية من خلال أقنعة وضعوها على وجوههم, تقدمهم الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء السابق أحمد أويحي ونائب رئيس الوزراء الحالي رمطان لعمامرة وئيس الكارتل المالي على حداد الذي قدم استقالته رسميا الخميس والأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد وغيرهم من قادة أحزاب موالية للسلطة في البلاد ونواب في البرلمان على غرار النائب البرلماني عن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بهاء الدين طليبة.

وجسد شاب جزائري في مقتبل العمر دور البطل في المسرحية التي أظهرت رموز الحكم الحاليين خلف حاجز حديدي وكأنهم في قاعة المحكمة, حيث راح يحاكمهم أمام مرأى الجميع باستعمال عبارات قاسية أثلجت صدر كل من كان يشاهده.

ومما صدحت به حنجرة هذا الشاب ” على حداد في إشارة منه إلى رجال المال و الأعمال النافذ لماذا استقلت من منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية؟ “وهنا يطلب الابن المدلل للسلطة المسامحة من الشعب فيرد الشعب “لن نسامحك ستحاكم”.

ليأتي الدور بعد ذلك على رئيس حزب تجمع أمل الجزائر ووزير الأشغال العمومية السابق “عمّار غول أنت نهبت أموال الطريق السيار وتسببت في مقتل كثير من الجزائريين”، أما رئيس الوزراء السابق أحمد أويحي فقد خاطبه الشاب قائلا ” أنت يا أويحيى كنت تتحدث باسم الرئيس بوتفليقة العاجز عن الكلام “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق