سمير عطا الله
الجزء الأول في الحروب هو الدعاية، أو الإعلام. ويشارك فيه السياسيون والصحف وخبراء الإشاعات ونحّاتو الأكاذيب. وكما تبيح الحروب القتل والتجويع والتشريد والاضطهاد والسرقة وغيرها، تبيح التلفيق والكذب والخداع.
كان جورج أورويل أحد موظفي البروباغندا خلال الحرب العالمية الثانية. وكان الأكثر إقناعاً، لأنه الأقل مبالغة والأكثر معقولية. أي لكونه أخذ دوماً في الاعتبار ذكاء الشعوب ومنطق الأشياء. الإعلام التابع لـ«جهة الممانعة» عندنا يعاني من نقص كثير، وفائض واحد هو سوء الحظ. معظم وجوهه تفتقر إلى الجاذبية، التي هي أمر أساسي في الدعاية. ولم يتبلغ حتى الآن أن العالم تطور بعد الحرب العالمية الثانية من جوزيف غوبلز إلى جورج أورويل.
حالف الممانعة حظ نادر عندما وزعت، أو أحييت، أخيراً، إشاعة صبيانية تقول إن سوريا «باعت» الجولان لإسرائيل في حرب 67. حسن، فلنفترض أن سوريا «الساذجة» باعت، فهل إسرائيل «الشاطرة» اشترت؟ أنت، لكي تبيع شقة صغيرة في حارتكم، تحتاج إلى تسجيلها، وإلى شهود، وإلى أختام، وإلى عقد، وإلى إفادة، وإلى تصديق، وإلى كل ما يثبت أن العقد ليس باطلاً ذات يوم.
هذا إذا كانت المسألة تتعلق بشقة في حارة، أما إذا كانت أرضاً في دولة، فمن يحق له بيعها إذا لم يكن له حق تملكها؟ وإذا حصل بيع وشراء بين دولتين، يحتاج الأمر إلى موافقة وإقرار البرلمان، وأن يكون ذلك علناً، ويحتاج إلى كل الوثائق المفروضة، وإلى الشهود، وإلى تسجيل العملية في السجلات الدولية، إلى آخره.
وصاحب المخيلة العاجزة الذي اخترع قصة الجولان قليل المعلومات أيضاً. فقد بنى على أنها قطعة أرض، أو بناية يملكها مالك واحد، وليست أراضي لعشرات الملايين، فمن الذي وقع باسمهم؟ هذه هدية مجانية لـ«إعلام الممانعة» الذي اعتاد احتكار الدعايات الخالية من عناصر الإقناع ومهارة، أو احترافية، التمويه.
«بيع الجولان» هدية أيضاً لإسرائيل. فمتى كانت تبيع وتشتري؟ إنها تعرف لغة واحدة، هي الاحتلال، ونقض القوانين الدولية. وقد عثرت في دونالد ترمب على شريك أساسي: أعطى ما لا يملك إلى من لا يحق له.
كان جورج أورويل أحد موظفي البروباغندا خلال الحرب العالمية الثانية. وكان الأكثر إقناعاً، لأنه الأقل مبالغة والأكثر معقولية. أي لكونه أخذ دوماً في الاعتبار ذكاء الشعوب ومنطق الأشياء. الإعلام التابع لـ«جهة الممانعة» عندنا يعاني من نقص كثير، وفائض واحد هو سوء الحظ. معظم وجوهه تفتقر إلى الجاذبية، التي هي أمر أساسي في الدعاية. ولم يتبلغ حتى الآن أن العالم تطور بعد الحرب العالمية الثانية من جوزيف غوبلز إلى جورج أورويل.
حالف الممانعة حظ نادر عندما وزعت، أو أحييت، أخيراً، إشاعة صبيانية تقول إن سوريا «باعت» الجولان لإسرائيل في حرب 67. حسن، فلنفترض أن سوريا «الساذجة» باعت، فهل إسرائيل «الشاطرة» اشترت؟ أنت، لكي تبيع شقة صغيرة في حارتكم، تحتاج إلى تسجيلها، وإلى شهود، وإلى أختام، وإلى عقد، وإلى إفادة، وإلى تصديق، وإلى كل ما يثبت أن العقد ليس باطلاً ذات يوم.
هذا إذا كانت المسألة تتعلق بشقة في حارة، أما إذا كانت أرضاً في دولة، فمن يحق له بيعها إذا لم يكن له حق تملكها؟ وإذا حصل بيع وشراء بين دولتين، يحتاج الأمر إلى موافقة وإقرار البرلمان، وأن يكون ذلك علناً، ويحتاج إلى كل الوثائق المفروضة، وإلى الشهود، وإلى تسجيل العملية في السجلات الدولية، إلى آخره.
وصاحب المخيلة العاجزة الذي اخترع قصة الجولان قليل المعلومات أيضاً. فقد بنى على أنها قطعة أرض، أو بناية يملكها مالك واحد، وليست أراضي لعشرات الملايين، فمن الذي وقع باسمهم؟ هذه هدية مجانية لـ«إعلام الممانعة» الذي اعتاد احتكار الدعايات الخالية من عناصر الإقناع ومهارة، أو احترافية، التمويه.
«بيع الجولان» هدية أيضاً لإسرائيل. فمتى كانت تبيع وتشتري؟ إنها تعرف لغة واحدة، هي الاحتلال، ونقض القوانين الدولية. وقد عثرت في دونالد ترمب على شريك أساسي: أعطى ما لا يملك إلى من لا يحق له.
الشرق الأوسط