السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الشيخة موزة في زيارة لتونس.. المعلن الشحيح والمضمر الكثيف
– تونس – خاص – يزداد المشهد السياسي في تونس غموضا يوما بعد يوم وتختلف القراءات والآراء حول نتائج القطيعة بين حزب النداء وحركة النهضة من جهة، وحول موقع رئيس الحكومة يوسف الشاهد بين الحزبين الذين يعدان المحركين الرئيسين للمشهد السياسي من جهة ثانية، ووسط الجدل الدائر، حول علاقة الشاهد بالنهضة وقطيعته مع النداء وتداعيات ذلك على عمل الحكومة وعلى مصير الشاهد كرئيس لها وكذلك على الواقع السياسي، يذكي الشاهد فتيل الجدل والخلافات ويدعو بصفته رئيسا للحكومة التونسية الشيخة موزة بنت ناصر، والدة أمير قطر إلى زيارة رسمية لتونس.
وتداولت وسائل الإعلام التونسية خبر زيارة الشيخة موزة لتونس عن وكالة الأنباء القطرية التي أوردت الخبر منذ الأسبوع المنقضي مؤكدة “من المنتظر أن تحل الشيخة موزة بنت ناصر، والدة أمير قطر، الأسبوع المقبل بتونس، و ذلك بصفتها عضو في المجموعة المدافعة عن أهداف التنمية المستدامة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة”.
وذكرت الوكالة “أن الشيخة موزة ستتوجه إلى تونس، في زيارة ميدانية لبعض المشاريع المؤسساتية، التي تتولى رئاستها، وتعنى بنشر التعليم ومكافحة البطالة، وأن زيارتها لتونس بدعوة من رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بفرص تمويل الشباب وتوظيفهم”.
الزيارة محفوفة بغموض إعلامي في تونس، فبعد نشر الخبر نقلا عن وكالة الأنباء القطرية، لا حديث في مختلف المنابر الإعلامية عن حيثيات الدعوة وأسباب زيارة الشيخة موزة لتونس في هذه الفترة بالذات. تساؤلات كثيرة رافقت هذه الدعوة الرسمية وأطلقها مجموعة من متابعي الشأن السياسي والعام وبعض السياسيين، وقد استغرب طيف واسع منهم الدعوة وقال بعضهم إن رئيس الحكومة التونسية بصفته ممثلا للحكومة وللدولة يوجه دعوة رسمية للشيخة موزة بأي صفة؟ هل هي شخص يمثل للدبلوماسية القطرية؟ ولماذا هذه الدعوة طالما أنها ليست شخصية سياسية ولا حكومية ممثلة لدولة أجنبية؟ وطرح آخرون تساؤلات حول توقيت الزيارة لماذا أتت بعد قطيعة الشاهد مع النداء وبعد توافقه الخفي مع النهضة؟
وعلق عدد من المعارضين للحكومة ولرئيسها وبعض نواب المعارضة في البرلمان التونسي وعدد من الناشطين معبرين عن استنكارهم لزيارة الشيخة موزة لتونس بدعوة رسمية وهو ما تحدثت عنه وسائل إعلام محلية وأجنبية وعبر بعضهم عليه في صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي فالنائبة عن الجبهة الشعبية مباركة عواينية براهمي قد دونت على صفحتها في فيسبوك تعليقا على دعوة الشيخة موزة قائلة “ناقصين نحن” أي هل هذا ما ينقصنا؟ وهو ما يعني أن ارتباك الوضع السياسي في تونس المتسم بالانشقاقات وعلى رأسها خلاف يوسف الشاهد مع الرئيس الباجي قائد السبسي ومع حزب النداء الذي يقفان وراء وصوله لمنصب رئيس الحكومة ومساندة النهضة له التي وبالرغم من إنكارها من الطرفين إلا أن الواقع يؤكدها لتأتي دعوة الشاهد للشيخة موزة فاضحة لتفاهمات جرت تحت الطاولة مع حركة النهضة المرتبطة أيديولوجيا وماليا وسياسيا بالمشروع القطري التركي الإخواني في تونس.
وذهب النائب في البرلمان عن حزب نداء تونس منجي الحرباوي ورئيس لجنة الإعلام بالحزب إلى تأكيد ما قيل حول جر النهضة الشاهد إلى المحور القطري، فقد دون على صفحته الرسمية في فيسبوك معلقا على الخبر بأسلوب متهكم “أول الغيث “قطر”، أول نتائج التوافق بين الشاهد و النهضة زيارة الشيخة موزة لتونس وبدعوة من الشاهد. الاستقرار من أجل قطر”. واعتبر الحرباوي أن مساندة النهضة للشاهد لم تكن بريئة ولم تستطع إخفائها لفترة طويلة فسرعان ما كشفت الأهداف من ورائها، فدعوة الشاهد للشيخة موزة بشكل رسمي ومهما حملت من عناوين ومبررات تظل خطوة كاشفة بما لا يدع للشك لانسياقه وراء النهضة التي يقول مراقبون إنها وعدته بدعمها وبدعم قطر له ماليا في المرحلة السياسية المقبلة.