السلايدر الرئيسيشرق أوسط

الأردن: خطاب ملكي يمتلئ بالغضب.. والتساؤل هل من مجيب؟

غادة كامل الشيخ  

– الأردن – كأي أردني في لحظة “فاض فيها الكيل” من جراء توالي ما يصيبه من شعور بالغضب قال العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال لقائه برؤساء تحرير صحف وإعلاميين يوم أمس في قصر الحسينية :  “يوم كسروا مدرسة.. يوم طردوا رئيس جامعة.. يوم أغلقوا طرق.. ومؤخرا وفاة الطفل هاشم الكردي اللي عمره 3 سنوات، يجب وضع حد لمثل هذه الممارسات السلبية التي يرفضها المجتمع”.

 وختم بأسلوب أي شخص أردني أيضاً:  “لا أحد أكبر من البلد ومن يتخاذل عن إنفاذ القانون مشكلته معي أنا!”، وقال غاضباً أيضا: “بكفي يعني بكفي”.

 وجاءت هذه العبارات التي تماشت عفويتها مع العقلية الأردنية، بحيث أن من يقرأها دون أن يكون حاضراً عند نطقها يكون كأنه سمعها، أو بعبارة أخرى وقع هذه الكلمات لا يفهم عمقها والى ماذا تذهب الا “الأردني”.

وحديث العاهل الاردني كان رسالة واضحة لتعزيز سيادة القانون التي باتت احدى أهم أولوياته وكانت عنوانا لورقته النقاشية السادسة إضافة الى ترسيخ هيبة الدولة ،  والتصدي بكل حزم لحالات الاستقواء على الدولة ، وضرورة اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة لتطبيق القانون على الجميع دون استثناء. 

وفي معرض ذلك قال :آن الأوان أن يدرك الجميع أن سيادة القانون وترسيخ هيبة الدولة أولوية حتى نمضي إلى الأمام، وهذه رسالة واضحة مني للجميع”. 

سيادة القانون وتطبيق القانون من الواضح أنها قد تسببت بقلق وربما غضب واضح لدى العاهل الأردني الذي قال في معرض حديثه خلال اللقاء عن محاربة الفساد والواسطة والمحسوبية ” إن الجميع متفق على ضرورة محاربة الفساد والواسطة والمحسوبية، وأهمية تطبيق سيادة القانون، لكن عندما يتعارض تطبيق القانون مع مصالح البعض أو يطال أقرباء لهم لا يتم احترام القانون”.

 
وفيما يتعلق بالإصلاح السياسي، أشار العاهل الأردني إلى أن حاجة الأردن لتطوير الحياة السياسية والحزبية، هو وجود حزبين أو ثلاثة أحزاب، تمثل مختلف الاتجاهات السياسية ولديها برامج، وتمثل الناس وقادرة أن تصل إلى مجلس النواب، وأعرب في الوقت ذاته وكعادته بتفاؤله بجيل الشباب.

 
في أغلب الحوارات التي يدخل فيها أي شخص أردني يحرص على استعراض مثال شخصي تعرض له حتى يثبت صحته، وهو أيضا ما حرص عليه العاهل الأردني خلال جلسته مع الصحفيين في معرض حديثه عن الإشاعات ومخاطرها على المجتمع حيث استند على واقعة حدثت معه عندما عاد إلى الأردن في شهر تموز الماضي أنه وبحسب ما قاله: “من المضحك أنه وصل الحد بمروجي الإشاعات إلى التشكيك بصور لقاءاتي وقالوا إنها مونتاج قديم”.

 
وقال : “نريد أن نحمي المجتمع الأردني ممن يحاولون إثارة الشكوك ونشر الشائعات وبث الأجواء السلبية حتى يحصلوا على شعبية رخيصة على حساب مصلحة البلد”.

 
وعن زيارة العمل الأخيرة إلى مدينة نيويورك الأمريكية، وصف العاهل الأردني مشاركة الأردن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالناجحة.

 وعاد وكرر بقوله: “أولويتنا الأولى كانت وما تزال القضية الفلسطينية والقدس، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، ومواقف الأردن ثابتة ولم ولن تتغير”.

كما أكد على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية والتعليمية والصحية.

 من المؤكد أن من حضر اللقاء من رؤساء تحرير الصحف واعلاميين سينثرون الصحف والوسائل الإعلامية بما قاله العاهل الأردني لهم، ومن المرجح أيضا أن تتخلل هذه الأخبار تحليلات ومقالات أعمدة تقرأ في عمق ما بين سطور ما قاله وقد يستغرق هذا العمل الصحفي والإعلامي يومين أو حتى أكثر،، لكن يا ترى هل ستصل الرسالة الى كل فاسد ومخترق للقانون أو لكل من تسول له نفسه بذلك؟

 

الجواب في الحلقات المقبلة من ماذا يحدث في الأردن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق