مال و أعمال
دعوات لتحفيز إقتصاد الشرق الاوسط في المنتدى الإقتصادي العالمي في الأردن
ـ السويمة البحر الميت ـ شهدت أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي انطلق السبت في السويمة على شاطئ البحر الميت (50 كلم غرب عمان) دعوات لتحفيز إقتصاد منطقة الشرق الأوسط التي لطالما شهدت اضطرابات.
ويشارك في المنتدى تحت شعار “نحو نظم تعاون جديدة” أكثر من ألف شخصية بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولون في قطاع الأعمال والمجتمع المدني من أكثر من 50 دولة.
ومن أبرز رؤساء الدول الحاضرين الرئيس النيجيري محمد بخاري، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، و الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان.
وفي كلمة ألقاها في إفتتاح المنتدى دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني إلى “شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي” في المنطقة.
وقال العاهل الاردني إن “أبناء منطقتنا الذين يزيد عددهم على 300 مليون، يمثلون مجموعة من المواهب المتحفزة للمنافسة على مستوى العالم، كما يوفرون سوقا كبيرة من المستهلكين ومؤسسات الأعمال”.
وتابع “إننا نحتاج إلى شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي، شراكة تتضمن استثمارات من القطاع الخاص وقدرة إنتاجية على جميع المستويات”.
وأشار الى أنه “لا بد أن ينبع هذا الجهد من المنطقة وفيها من خلال مبادرات تقودها دول الإقليم هدفها الازدهار والنمو. والأردن ملتزم بهذا النهج”.
وقال المنظمون إن المنتدى الذي يستمر يومين سيسلط الضوء على أربعة محاور رئيسية هي “بناء نموذج اقتصادي واجتماعي جديد للمنطقة”، و”مستقبل الإدارة البيئية في العالم العربي”، و”الوصول الى أرضية مشتركة في عالم متعدد المفاهيم”، و”الثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي”.
وهي المرة العاشرة التي تستضيف فيها منطقة البحر الميت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي من أصل 17 اجتماعا على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
“حل النزاعات”
واعتبر الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من جهته أن حل نزاعات المنطقة أمر حتمي من اجل الاستفادة من الفرص في الشرق الاوسط.
وقال في كلمته “أنا مقتنع بأنه من الأهمية بمكان النظر إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس فقط كمنطقة للصراع بل كمنطقة للفرص”.
وأضاف “هذه حقًا لحظة حرجة للمنطقة حيث تعمل الأمم المتحدة بعمق في خدمة الدبلوماسية من أجل السلام، وهي ليست ناجحة دائمًا، يجب ان اعترف بذلك”.
ورأى أن “حل نزاعات المنطقة أمر حتمي بما في ذلك حل الدولتين مع إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام مع حدود آمنة ومعترف بها، والقدس عاصمة للبلدين”.
في السياق نفسه رأى وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله أن على العرب أن يقوموا بمبادرة تجاه إسرائيل لتبديد مخاوفها في المنطقة عبر اتفاقات واجراءات.
وقال الوزير العماني في ندوة تحت عنوان “النظرة الجيوسياسية” في إطار أعمال المنتدى بمشاركة وزيري خارجية الاردن وهولندا ووزير الدفاع اللبناني إن “الغرب قدم لإسرائيل الدعم السياسي والإقتصادي والعسكري وأصبح بيدها كل وسائل القوة”.
وأضاف أن “إسرائيل ورغم ما قلناه عن قوة تمتلكها فهي ليست مطمئنة إلى مستقبلها كدولة غير عربية في محيط عربي من 400 مليون إنسان. هي غير مطمئنة إلى استمرار وجودها في هذه المنطقة”.
وأوضح بن عبد الله “أعتقد أن علينا نحن كعرب أن نكون قادرين على البحث في هذه المسألة، وأن نسعى إلى تبديد هذه المخاوف لدى اسرائيل بإجراءات واتفاقات حقيقية بيننا نحن الأمة العربية وبين إسرائيل وبين من يدعمون إسرائيل”.
وقاطعت المذيعة التي تدير جلسة الحوار الوزير قائلة “هل تقول إن أفضل نهاية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هي الاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود عبر إبعاد كل المخاوف الأمنية؟”.
فأجابها الوزير “لا ليس الاعتراف، لكننا نريدهم أن يشعروا أنه لا توجد تهديدات لمستقبلهم نحن علينا، وعلى الفلسطينيين .. ان يساعدوا الإسرائيليين على الخروج من هذا الخوف الذي يهددهم”.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قام في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بزيارة رسمية هي الأولى له إلى سلطنة عمان حيث استقبله السلطان قابوس بن سعيد رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
“أي ضمانات؟”
في المقابل أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي خلال الندوة أن “العالم العربي إعترف بإسرائيل وبحقها في الوجود، وقد اعترف الفلسطينيون أنفسهم بحق إسرائيل في الوجود، هذه ليست القضية، القضية هي أن هناك احتلالًا ، هل سينتهي هذا الاحتلال أم لا؟”.
وأضاف “ما هي الضمانات الاضافية التي تحتاجها إسرائيل بعد أن يأتي العالم العربي بأسره بدعم من 57 عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي ويقول إننا على استعداد لضمان أمن أسرائيل؟” مقابل انسحابها من الاراضي العربية المحتلة.
وتابع إنه “من أجل حصول ذلك يتعين عليها (إسرائيل) الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 والسماح بقيام دولة فلسطينية، هذه هي القضية”.
وخلص الصفدي “إذا قالوا (الإسرائيليون) إنهم غير مرتاحين فهذه ليست مشكلتي”.
وكان نتانياهو أعلن في 10 كانون الاول/ديسمبر الماضي أن سلطنة عمان ستسمح لطائرات اسرائيلية بالتحليق في مجالها الجوي، مؤكدا أنه يريد العمل وفق نهج مختلف عبر التقدم باتجاه تطبيع العلاقات مع العرب دون المرور بحل النزاع مع الفلسطينيين.
وتقيم إسرائيل حاليا علاقات دبلوماسية كاملة مع دولتين عربيتين فقط هما مصر والأردن.
وحققت اسرائيل اختراقا خلال الفترة الاخيرة في علاقاتها مع دول عربية لا تربطها بها علاقات دبلوماسية. فقد زارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية المثيرة للجدل ميري ريغيف في تشرين الاول/أكتوبر الماضي مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، كما ألقى وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا خطاباً في مؤتمر في إمارة دبي، كما تمّ عزف النشيد الوطني الإسرائيلي بحضور ريغيف في بطولة عالمية للجودو في العاصمة الإماراتية. (أ ف ب)