السلايدر الرئيسيتحقيقات
السفير اللبنانيّ في واشنطن ينفي صحّة المعلومات حول عقوباتٍ أميركيّةٍ على الرئيس برّي… فماذا بعد؟
جمال دملج
ـ بيروت ـ من جمال دملج ـ على رغم أنّ رئيس مجلس النوّاب اللبنانيّ نبيه برّي الموجود حاليًّا في قطر لم يعلِّق على ما سرَّبته صحيفة “ذي ناشيونال” الإماراتيّة البارحة من أنباءٍ بخصوص اعتزام الإدارة الأميركيّة فرضَ عقوباتٍ ضدَّه وضدَّ “حركة أمل” التي يتزعمُّها بحجّة الارتباط بإيران وتقديم الدعم لـ “حزب الله”، وبصرف النظر عن عدم التأكُّد حتّى الآن من مصدر هذه التسريبات أو من مدى دقَّتها، فإنّ تزامُن عمليّة النشر مع وصول الوفد النيابيّ اللبنانيّ المؤلَّف من رئيسيْ لجنتيْ المال والشؤون الخارجيّة ابراهيم كنعان وياسين جابر، ومستشار الرئيس برّي علي حمدان، إلى واشنطن، بغية المشاركة في فعاليّات الاجتماع الدوريّ للبنك الدوليّ، كان لا بدَّ من أن يُثير الكثير من الريبة والشكّ في العديد من الدوائر السياسيّة على المستوييْن الرسميّ والحزبيّ في بيروت، علمًا أنّ السفير اللبنانيّ في الولايات المتّحدة غابي عيسى سارع إلى نفي صحّة هذه المعلومات، معتبِرًا في حديثٍ خاصٍّ مع صحيفة صدى الوطن” الاغترابيّة أنّ مصدرها لبنانيّون في واشنطن قاموا بهذه اللعبة من خلال دسِّ أخبارٍ كاذبةٍ للصحيفة الإماراتيّة المذكورة، كما قاموا بربط هذه الأخبار بزيارةٍ مقرَّرةٍ مسبقًا لعدّةِ وفودٍ نيابيّةٍ ووزاريّةٍ لبنانيّةٍ للعاصمة الأميركيّة.
علاوةً على ذلك، فقد أوضح السفير عيسى أنّ هؤلاء الأشخاص استغلّوا وجودَ شخصيّاتٍ مقرَّبةٍ من الرئيس برّي ضمن أحد الوفود، مثل النائب ياسين جابر والمستشار علي حمدان، لربطها بالعقوبات المزعومة على “حركة أمل” بالرغم من وجود أكثر من وفدٍ ومن عدّةِ تيّاراتٍ سياسيّةٍ، مثل نائب رئيس مجلس الوزراء غسّان حاصباني الذي يترأس وفدًا وزاريًّا، ووزير الاقتصاد منصور بطيش، ومدير عامّ وزارة الماليّة آلان بيفاني، والنائب ابراهيم كنعان، وغيرهم من النوّاب والوزراء، لافتًا إلى أنّه “عند كلِّ استحقاقٍ يتصدّى البعض من أصحاب النوايا السيّئة للتهويل على اللبنانيّين وتخويفهم في أرزاقهم ومصالحهم في محاولةٍ للتأثير على الرأي العامّ اللبنانيّ، وهؤلاء الأشخاص معروفو الهويّة والانتماء ويكنّون العداء للبنان ولعهد الرئيس ميشال عون”، على حدّ تعبير السفير عيسى.
ووفقًا لما كانت “” قد نشرَته البارحة، فإنّ صحيفة “ذي ناشيونال” الإماراتيّة كشفَت عن أنّ الولايات المتّحدة تحضِّر لفرضِ عقوباتٍ على رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بسبب علاقاته طويلة الأمد مع “حزب الله” وإيران، مشيرةً إلى أنّ هذه الإجراءات يمكن أن تشمل مسؤولين في تنظيم “حركة أمل” التابع لبرّي وكذلك مؤيّديه الماليّين، وناقلةً عن مسؤولٍ في البيت الأبيض قوله: “الحقيقة هي أنّ حزب الله وحركة أمل هما واحدٌ، ويجب أن يتوقَّف هذا. نبيه برّي لا يزال رجل إيران في لبنان، إنّه الخطّ الرئيسيّ للدعم السياسيّ لحزب الله، وسيزداد استهداف الولايات المتّحدة الاقتصاديّ وعقوباتها إلى أن يذهب برّي أو يتغيَّر”، على حدّ تعبير المسؤول الأميركيّ الذي رأى أيضًا أنّه “طالما بقي برّي في السلطة ستعاني البلاد”.
ويذكر في هذا السياق أنّ الوفد النيابيّ الموجود حاليًّا في واشنطن لتمثيل لبنان في مؤتمرٍ دوليٍّ ماليٍّ سيعقد لقاءاتٍ مع مسؤولين في الإدارة الأميركيّة، وخصوصًا في وزارتيْ الخزانة والخارجيّة والكونغرس، وهي اللقاءات التي سيتمّ التطرُّق خلالها بالطبع إلى مسألة العقوبات المفروضة على “حزب الله”، فضلًا عن التشريعات المطلوبة لتحصين النظام التشريعيّ اللبنانيّ وتطويره لمكافحة الفساد وتعزيز الثقة بلبنان، ولا سيّما إذا أعدنا للذاكرة أنّ ما خلَّفته زيارة وزير الخارجيّة مايك بومبيو الأخيرة لبيروت من أصداءٍ مدوِّيةٍ في مجال العقوبات ومشتقّاتها ما زالت طاغيةً بقوّةٍ على عموم المشهد السياسيّ والاقتصاديّ والماليّ في البلد، ولربّما كانت التسريبات الآنفة الذكر، وما قاله المسؤول في البيت الأبيض للصحيفة الإماراتيّة، واحدةً من بين أهمّ تردُّدات تلك الأصداء… والخير دائمًا من وراء القصد.