السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

نصر الجزائريون لم يكتمل… عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا للجزائر

نهال دويب

ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ يبدو أن نصر أبريل الذي حققه الجزائريون بعد إسدال الستار على حقبة بوتفليقة لم يكتمل بعد أن خابت توقعاتهم برحيل رموز حكم دام عقدين كاملين من الزمن.
ولم يكن ” ثلاثاء ” الحسم كما توقعه مئات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع والساحات الجمعة الماضية لمطالبة “الباءات الثلاثة بالرحيل” بينهم عبد القادر بن صالح الذي عين رسميا اليوم رئيسا مؤقتا للدولة الجزائرية.
فبعد ساعات من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه الحلقة الأولى من الجزء الثاني من مسلسل الحراك الكتب فصوله حراكيو الجزائر الذين عاشوا لحظات لا تنسى من الحلقة الأخيرة من حكم بوتفليقة، أقر البرلمان الجزائري، اليوم الثلاثاء، رسميا شغور منصب حاكم البلاد خلال جلسة نيابية مشتركة بين نواب البرلمان بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة)، وتم مباشرة بعدها نقل صلاحيات رئاسة الدولة إلى رئيس مجلس الأمة (الرجل الثاني في الدولة) عبد القادر بن صالح وفقا لما تنص عليه المادة 102 من الدستور.
وجاء عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا للدولة رغم حالة الرفض الشعبي الكبيرة له لأنه من أبرز الشخصيات التي يرفض الحراك الشعبي والمعارضة استمرارها في الحكم، وشغل بن صالح منصب الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (ثاني حزب للسلطة سنة 2014) وكان من أبرز المدافعين على ترشح الرئيس المتنحي لولاية رئاسية خامسة، هاجم بشد المعارضة واتهمها بالعمالة، وحمل المتظاهرون في جمعة الحراك السابعة شعارات كتب عليها “لا بدوي، لا بلعيز ولا بن صالح” في إشارة منهم إلى رئيس الوزراء الجزائري ورئيس المجلس الدستوري ورئيس مجلس الأمة.
وترأس الجلسة النيابية التي غابت عنها خمس كتل برلمانية أعلنت مقاطعتها لجلسة اليوم وهي كل من حركة مجتمع السلم والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية وكتلة الاتحاد من أجل النهضة والبناء والتنمية، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، الذي بدا مضطربا على غير عادته وخاطب النواب بلهجة شديدة وطالبهم بالتزام الهدوء، واستهلت الجلسة بتلاوة النظام الداخلي لسيرورة الجلسة من طرف مقرر اللجنة البرلمانية المشتركة.
وشهدت الجلسة انسحاب نواب الأحرار إضافة إلى النائب عن جبة التحرير الوطني الحاكم سليمان سعداوي، معتبرين أن تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة الجزائرية لفترة 90 يوما ضد إرادة الشعب.
وفي ختام الجلسة تعهد الرئيس الجزائري الجديد، عبد القادر بن صالح، اليوم الثلاثاء، بأنه سيسعى إلى تسليم السلطة للشعب سريعا جدا، وذلك بعد إعلان البرلمان الشغور الرسمي لمنصب رئاسة الجمهورية، وتوليه رئاسة البلاد لمدة تسعين يوما طبقا للدستور.
وقال في كلمة له أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه “فرض علي الواجب الدستوري تحمل مسؤولية ثقيلة من أجل تحقيق تطلعات الشعب”، وأضاف “أتعهد بالوصول في أقرب موعد لإعادة الكلمة للشعب وانتخاب رئيس للجمهورية”، وشدد بن صالح أنه سيتحمل مسؤولياته، مضيفا “سأعمل على التطبيق الصارم للدستور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق