أوروبا
حملة أمنية ضد شبكة إسلامية متطرفة في تسع ولايات ألمانية
ـ دوسلدورف ـ شنت الشرطة الألمانية حملة مداهمات وتفتيش في تسع ولايات ضد منشآت تابعة لشبكة إسلامية متطرفة.
وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الأربعاء أنه جرى تفتيش نحو 90 عقارا في ولايات بادن-فورتمبرج وبافاريا وبرلين وهامبورج وهيسن وسكسونيا السفلى وشمال الراين-ويستفاليا وراينلاند-بفالتس وشليزفيج-هولشتاين.
وشمل التفتيش مكاتب لمنظمات ومنازل ومحال. وشارك في الحملة، التي تركزت في ولايتي شمال الراين-ويستفاليا وبافاريا، 800 شرطي. ولم يتم القبض على أحد خلال الحملة.
وبحسب بيانات مصادر أمنية، فإن المنظمات التي طالتها الحملة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا وحدها تحصلت خلال الأعوام الماضية على أكثر من 12 مليون يورو.
وتأتي على قمة هذه الشبكة منظمة “جميع أنحاء العالم مقاومة – مساعدة” (WWR-Help) في مدينة نويس ومنظمة “أنصار إنترناشونال” في مدينة دوسلدورف بولاية شمال الراين-ويستفاليا غربي ألمانيا. ويوجد صلات قرابة، بعضها وثيق، بين أعضاء المنظمتين.
وبحسب التحقيقات الحالية، من المرجح أنهما منظمتان محسوبتان على التيار الإسلامي المتطرف، حيث توجد أدلة على دعمهما لحركة حماس ماليا وترويجيا.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي تصنف حماس المسيطرة على قطاع غزة على أنها منظمة إرهابية.
وتدعو منظمة WWR-Helpعلى صفحتها على الإنترنت إلى التبرع للمعوزين في قطاع غزة. وجمعت منظمة “أنصار إنترناشونال” في الماضي تبرعات لحملات إغاثية في الصومال وسورية وميانمار.
وفي تقرير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية شمال الراين-ويستفاليا لعام 2017 تم الإشارة إلى اتصالات مكثفة بين المنظمتين.
وبحسب التقرير، تم رصد جهود تعاون مكثفة لمنظمة “أنصار إنترناشونال” مع أفراد آخرين منتمين للأوساط السلفية المتطرفة.
وكتبت الاستخبارات الداخلية في التقرير أنه من اللافت للانتباه أن “هناك تداخلات على مستوى الأفراد بين هذه المنظمة ومنظمة “الدين الحق/اقرأ!” المحظورة حاليا”، موضحة أن هذا يشير إلى أن منظمة “أنصار إنترناشونال” تملأ في الأوساط الإسلامية المتطرفة فراغا نشأ بسبب حظر منظمة “اقرأ” عام 2016، والتي كانت تقوم بحملات توزيع نسخ من القرآن في الشوارع.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر: “من يدعم حماس تحت عباءة المساعدات الإنسانية، يستخف بقرارات أساسية في دستورنا تتعلق بالقيم”، مضيفا أن هذا يؤدي أيضا إلى فقد المصداقية في نشاط الكثير من المنظمات الإغاثية، التي “تلتزم بالحيادية في ظل ظروف صعبة”، موضحا أن الدستور الألماني ينص على التصدي بحسم لمثل هذه الأنشطة.
وكان نادي “دارمشتات 98″، المصنف في الدوري الألماني الدرجة الأولى، نأى بنفسه في كانون ثان/يناير عام 2017 عن اللاعب التونسي المولود في برلين أنيس بن حتيرة، وذلك في أعقاب انتقادات حادة وُجهت إليه بسبب تعاونه مع منظمة “أنصار إنترناشونال”. ويمول بن حتيرة العديد من المشروعات الإغاثية للمنظمة، ورفض آنذاك الابتعاد عنها.
وتدخلت هيئة مكافحة التهرب الضريبي لدى المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا أيضا في التحقيقات ضد منظمة “أنصار إنترناشونال”.
وذكرت مصادر من وزارة الداخلية أن “السبب في ذلك هو الكشف عن علاقات تجارية مالية معقدة ذات صلة بالخارج”.
وكانت المحكمة الإدارية الاتحادية في لايبتسيج فسرت في حكمها بشأن منظمة أخرى، كانت تطعن عام 2012على قرار بحظرها، سبب تصنيف المنظمة على أنها تعتنق أفكارا مناهضة للتفاهم بين الشعوب. وذكرت المحكمة في حيثيات قرارها أن الحال يكون هكذا “عندما تدعم المنظمة جمعية اجتماعية في قطاع غزة تابعة لمنظمة حماس الإرهابية عبر مساعدات إنسانية على مدار فترة طويلة وعلى نطاق واسع، ويكون معروفا للمنظمة انتماء هذه الجمعبة لحماس وتماهيها مع حماس وجرائم العنف التي ترتكبها”. (د ب أ)