شرق أوسط
إضراب عام في مؤسسات الاونروا بقطاع غزة إحتجاجا على تقليص خدماتها
– عم إضراب شامل كافة مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) في قطاع غزة الثلاثاء، على أن يتواصل ليومين تلبية لدعوة من من إتحاد موظفي الوكالة في القطاع، إحتجاجا على تقليص خدماتها وطرد المئات من موظفيها أو تقليص عقودهم.
وأغلقت كافة المدارس أبوابها، وعددها 274 تستقبل نحو 280 ألف تلميذ فلسطيني في القطاع، كما أغلقت كافة المراكز الاغاثية والتموينية والصحية التابعة للوكالة.
ويواصل عشرات الموظفين الذين أنهت الاونروا عقود عملهم الاعتصام المفتوح في خيمة أقيمت قبل شهرين أمام بوابة مقر الوكالة في مدينة غزة.
ويمنع المعتصمون موظفي الاونروا الفلسطينيين والاجانب منذ اسبوع من الدخول الى مكاتبهم.
وقال أمير المسحال رئيس اتحاد موظفي الوكالة في تصريح صحافي “ستكون هناك خطوات احتجاجية تصعيدية نقابية في الأيام والأسابيع القادمة حتى تستجيب ادارة الاونروا للمطالب”.
ويطالب الاتحاد إدارة الأونروا بالتراجع عن قراراتها بفصل عشرات الموظفين وتحويل نحو 500 موظف دائم الى العمل بوظيفة جزئية حتى نهاية العام الجاري.
واعتبرت آمال البطش عضو الاتحاد في تصريح لوكالة فرانس برس أن الاضراب يهدف “الى إجبار ادارة الأونروا على التراجع عن قرارها بفصل 116 موظفا والغاء قرار الدوام الجزئي ل500 آخرين”.
وكان مدير الوكالة في غزة اتهم في وقت سابق نقابة موظفي الوكالة ب”التمرد”.
-وقف الخدمات-
ويقول عدنان أبو حسنة الناطق باسم الاونروا في قطاع غزة لوكالة فرانس برس إن الاضراب أدى الى “وقف كافة الخدمات التي تقدمها الأونروا في القطاع بما في ذلك وقف مراكز توزيع المواد الغذائية والتموينية والإغاثية لمليون لاجئ ووقف الخدمات الصحية لعشرات آلاف اللاجئين” في القطاع.
ودعا أبو حسنة إتحاد الموظفين “للعودة فورا الى طاولة المفاوضات لحل كل الاشكاليات” مبينا أن “استمرار الاضرابات سيؤدي الى أوضاع كارثية وسيضر بالخدمات المقدمة للاجئين”.
وأوضح أن الاونروا هي المنظمة “الوحيدة التي بقيت متماسكة وتقدم خدمات منتظمة للاجئين في القطاع (عدد سكانه نحو مليوني شخص) وهم بأمس الحاجة للمساعدات”.
وأشار الى أن الاونروا تواجه أزمة مالية “خانقة”، موضحا أن “برنامج الوكالة العام لايزال بحاجة الى 64 مليون دولار، أما برنامج الطوارئ (يشمل علاج آثار الفقر والحروب والصحة النفسانية، ويقدم مواد اغاثية، إضافة الى برنامج التشغيل المؤقت) فقد انهار تماما بعد وقف الولايات المتحدة التمويل للاونروا”.
وأوقفت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مساعداتها للاونروا التي تصل الى حوالى 360 مليون دولار.
ويعمل نحو 13 ألف موظف فلسطيني في الأونروا في قطاع غزة من بينهم 9900 يعملون في خدمات التعليم.
وأعلنت الاونروا الاثنين أنها سحبت مؤقتا بعض موظفيها الأجانب من غزة بسبب مؤشرات “مقلقة”.
وعلق مسؤول في حماس التي تدير القطاع، على هذا السحب طالبا عدم ذكر اسمه “لا مساس بأي موظف سواء عربي أو أجنبي، حماس تدعم الاجراءات النقابية لاتحاد الموظفين لأنها مطالب عادلة”، مضيفا أن “أزمة الوكالة مفتعلة لأغراض سياسية، لا أحد يمكنه أن يمحو حق اللاجىء بالعودة”.
-قلق الموظفين-
ويخشى موظفو الاونروا من استمرار أزمة الاونروا لفترة طويلة من دون أن تجد حلا.
ويقول ياسر الغرام وهو موظف مفصول إن الاضراب “رسالة للإدارة بسبب تعنتها لانها لم تستجب للمطالب”.
وتقول المدرسة في الوكالة وداد محسن (31 عاما) “أنا قلقة لأن اجراءات الوكالة تمهيد لإلغائها وشطب حق اللاجئين”، مضيفة “مسيرات العودة تؤكد للعالم أن اللاجئين مازالوا أحياء”.
وينفذ الفلسطينيون منذ 30 مايو/ايار الماضي احتجاجات منتظمة تؤدي الى مواجهات قرب السياج الفاصل بين القطاع واسرائيل، أسفرت عن مقتل 193 فلسطينيا وجندي اسرائيلي واحد.
والهدف من هذه الاحتجاجات المطالبة بإنهاء الحصار الاسرائيلي المفروض منذ عقد على القطاع، وتثبيت حق اللاجئين الفلسطينيين ب”العودة الى ديارهم التي هجروا منها قبل سبعين عاما” وفق ما تقول الهيئة العليا الداعية الى التظاهر.
وكان المفوض العام لوكالة الاونروا بيار كرينبول أعلن في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، أن الوكالة “لا تزال بحاجة إلى 186 مليون دولار”، بعد القرار الأميركي بوقف تمويلها وتعرضها لأزمة مالية حادة.
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي اعلن وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي أن عددا من الدول تعهدت دفع 118 مليون دولار للوكالة من اجل مساعدتها للتغلب على أزمتها المالية.
وأوضح الصفدي أن ألمانيا والسويد والاتحاد الأوروبي وتركيا واليابان بين الدول التي قدمت أموالا إضافية للأونروا خلال الاجتماع الذي عقد على هامش الاجتماعات الاخيرة للجمعية العامة للامم المتحدة. (أ ف ب)