السلايدر الرئيسيتحقيقات

طلاب تونس يحملون السبسي والغنوشي “اغتيال” مستقبلهم

سناء محيمدي

ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ لم يفوت طلاب تونس في اظهار مشاغلهم والتعبير عن هموم ووجع التونسيين، خلال الاحتفال بما يعرف محليا بدخلة “الباكالوريا رياضة”، ليتطرقوا في هذا الموعد السنوي الى قضايا الفساد التي هزت المجتمع التونسي في الآونة الأخيرة، وحملوا الشيخان (الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي، وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي) اغتيال طموحهم ومستقبلهم.

واختار طلاب تونس نقد الأوضاع السياسية في البلاد، لا سيما وأن تسمم المناخ السياسي لم يعد خافيا على أحد، فحضر السبسي والغنوشي في وجه واحد، وهم يحملون صندوق الاقتراع، وحولهم “صناديق كرتون” متناثرة تضم الرضع المتوفين، في اشارة الى فاجعة وفاة أكثر من 19 رضيعا بمستشفى الرابطة الحكومي والتي هزت الرأي العام المحلي.

وراجت هذه الصورة على منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها نشطاء الفيسبوك، وثمنوا فيها جرأة التلاميذ الذين بعثوا برسائل سياسية هامة الى الطبقة الحاكمة، ليعربوا عن درجة سأمهم من التناحر السياسي الذي طوق البلاد بأزمات سياسية وأدخلها بطرق مجهولة.

رسائل سياسية

رسالة طلاب تونس، لم تقتصر على الصراع السياسي، بل سلطوا الضوء على انتشار الفساد والذي تسبب بمقتل “ملائكة تونس”، وباغتيال احلامهم ونسف طموحات شباب لم يتعد الـ18ربيعا، وهو ما استبشر به البعض خيرا من جيل جديد قادر على استيعاب دروس الماضي، لبناء مستقبل سياسي في البلاد، بعيدا عن مناخ التجاذبات والمصالح الضيقة.

ونجح الطقس الشبابي الجديد في طرح مواضيع متنوعة بين انتقاد قضايا اجتماعية كالفساد أو حادثة وفاة الرضع أو انتقاد شخصيات سياسية، وحظيت باهتمام المتابعين على الشبكات الاجتماعية، كشكل من المشاركة في تدبر الشأن العام، بأساليب مغايرة وغير مألوفة، وربما صادمة أحيانا.

وأصبحت ما يعرف بدخلة “الباكالوريا رياضة” تقليدا تونسيا، حيث اعتاد تلاميذ تونس، خلال السنوات العشر الأخيرة، أن يستهلوا امتحانات الثانوية العامة بالاحتفالات، وسط أهازيج وهتافات، ولافتات عملاقة، وهي التي تميز المعاهد التونسية مع انطلاق اختبارات مادة الرياضة، أولى امتحانات البكالوريا التونسية.

ويجمع هذا الطقس الشبابي ين الجانب الفني والاستعراض الابداعي والرسائل التي تكون إما تربوية، على علاقة بمشاغل التلاميذ التعليمية، أو ذات بعد سياسي أو اجتماعي عموما، ويستعد طلاب الثانوية العامة لمناسبة “الدخلة” باختيار زي موحد وانتقاء ما يكتب على القمصان وعلى اللافتات المرفوعة، لتتحول لاحقا الى منافسات ومسابقات جماعية بين معاهد ومجموعات، لا ينسب فيها النجاح إلى شخص، بل إلى مجموعات، وقد تكفلت وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، بنقل “هذه الدخلات”، حيث يتم تداولها على نطاق واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق