ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ تصاعدت موجة العنف والاحتقان بمدينة سيدي بوعلي من محافظة سوسة، لليوم الثاني على التوالي للإضراب العام في ظل استمرار المناوشات بين قوات الأمن والمحتجين.
وجاء الإضراب العام في المدينة تضامنا مع عمال مصنع الألبان بالجهة، المغلق منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب تراكم ديونه، وذلك للمطالبة بإعادة فتحه وتنفيذ الاتفاقيات المشتركة بين محافظة سوسة ووزارة الصناعة.
ومع تنفيذ الإضراب، عمد المحتجون الى غلق الطريق الوطنية رقم 1 على مستوى وسط المدينة وإضرام النار في الإطارات المطاطية ليتدخّل الأمن باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وتداول نشطاء الشبكات الاجتماعية مقاطع مصوّرة تظهر حالة غضب بين المواطنين في المدينة بسبب ما اعتبروه الاستعمال المكثف وغير المبرر للغاز المسيل للدموع.
ورشق المحتجون قوات الأمن بالحجارة ردا على استعمال الغاز المسيل للدموع، وطالب العمال وشباب الجهة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بضرورة التدخل لإعادة نشاط مصنع الألبان بالجهة، وتفعيل الاتفاقية الموقعة بين المصنع والطرف الحكومي.
من جانبه، أوضح معتمد سيدي بوعلي، حمادي التيساوي، أن المحتجين تعمدوا إغلاق الطريق الوطنية رقم 1 بالمنطقة، ما أدى إلى تعطل حركة المرور، مشيرا إلى أنه لم يتم التواصل من قبل سلطة الإشراف مع المحتجين، في وقت تحاول السلطات المحلية تهدئة الأوضاع وتسعى لإنهاء الاحتجاج.
ولفت التيساوي في تصريح صحافي، إلى أنه تم إطلاق سراح 4 موقوفين، اليوم، كانوا ضمن المحتجين الذين دخلوا في مواجهات مع قوات الأمن التونسي، في حين ألقت قوات الأمن القبض على بعض المحتجين قبل إطلاق سراحهم في الوقت الذي تعطلت فيه المرافق الأساسية في المدينة مع تعطل الدروس وغلق المحلات التجارية.
وشهدت البلاد مؤخرا تنفيذ وقفات احتجاجية عدة في محافظات تونسية، على خلفية قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات، فضلًا عن حملات في مواقع التواصل الاجتماعي تُطالب بضرورة التصدي لرفع الأسعار وإغلاق الطرق بالسيارات.
ويقول مراقبون إن تونس شهدت ارتفاعا نوعيا في نسق الاحتجاجات، بسبب غلاء المعيشة، وسط تنفيذ سائقي سيارات الأجرة داخل المدن وما بينها، إضرابا عاما، وقاموا بإغلاق الطرقات ومنافذ العاصمة والمدن، نتيجة رفع أسعار المحروقات.