مواجهة الحقيقة اصبحت واجب وطني لنتمكن من اصلاح ما افسده الدهر.
فلنكن اقوياء و نواجه هذا الواقع الذي نمر به و المستقبل المظلم الذي ينتظرنا ،الفيديو الذي تم تداوله اخيرا على مواقع التواصل الاجتماعي هز كيان كل اب و ام تابعه و استبعد ان يرى احد ابنائه في تلك الوضعية سواء كانت بموقع الضحية ام وضعية الجلاد فالاثنان لم تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر سنة.
احببنا ام كرهنا فهذا هو واقعنا، هذا حاضرنا و ذلك مستقبل ابنائنا .هذا هو واقع الجيل الجديد، جيل عنيف، جيل همجي، جيل تمت تربيه على اعلام هابط تشرب العنف و الفساد الغير مبرر.جيل تم ترغيبه بالانفلات و الانحلال في ظل غياب دور الام الجدي في حياة ابنائها .جيل رأى المخدرات و الخمر و العربدة و صورت له على انها رقي و تقدم و تحرر لم يتم تهيئته قبل ان يزج به في هاذا المنعرج الخطر و لم يتعلم بان الحرية هي مسؤولية وان بين الوقاحة و حرية التعبير خيط رفيع يجب احترامه .
جيل تربى على ايدي اساتذة تبيعهم المعرفة بالمال، و من لا يدفع يهان و لا يمنح حقه . جيل نشأ وسط عائلات مفككة لا هم لهم سوى جمع المال .عند مشاهدة ذلك الفيديو دق ناقوس الخطر لم يكن فيلما او مسلسلا لنقول لنستبعده من واقعنا .انما هو حقيقة و هو واقع و لكنه واقع مظلم جدا واقع تحدثت سابقا و قلت نحن من سيكون ضحاياه في المستقبل . جيل جاء ليكشف لنا فشلنا.
جيل جاء من مجتمعنا من محيطنا ليقول لنا ها هي حقيقتكم . هذا واقعكم و هذا مستقبلكم .
جيل لا يعرف معنى كرامة الانسان .و لا يحترم من أكبر منه سنا . جيل يفتك ما ليس له و يسعد بذلك . جيل تربى على قنوات رديئة و على برامج سامي الفهري جيل اليوبورن و مايا خليفة و مريم الدباغ و غيرهم من الرداءة . جيل يعتبر قلة التربية و قلة الحياء، تميزا.
هذا واقعنا، فلماذا نتفاجأ،هذا ما زرعنا فلماذا نستغرب من المحصول ؟ هذا هو نتاج مجتمعنا، لم يأتنا من الخارج، ما قامت به نتيجة تربية والديها هم من اهملوها الى ان وصلت الى ماهي عليه و انتشر عدوانها للمحيطين بها .
قامت باذلال انسانة مثلها و الواضح انها صديقتها و ما خفي خلف الشريط اعظم مما عرض ما خفي هو اخطر لانه جعل الفتاة الضحية تتقبل كل تلك الصفعات بصمت ما خفي هو ما جعل تلك الفتاة تفقد التحكم في نفسها لدرجة انها قامت بالتبول على نفسها و لكن في الحقيقة هو تبول على كل السياسيين الذين يتصارعون على كراسي واهية بدون مجتمع نافع و متعافى هو تبول على مجتمع مدني ضعيف هو تبول على وجوهنا جميعا ربما نستفيق.
اليوم رأينا عينة من الاف العينات الموجودة و المنتشرة بيننا، هذا واقعنا و هذا حاضرنا فكيف سيكون مستقبلنا، هكذا اصبح اطفالنا لان هذا انعكاس لرداءة مجتمع كامل ، يهدم و لا يبني مجتمع لا يبتكر مجتمع فاشل و النجاح وسط الفاشلين هو قمة الفشل .ماذا ننتظر من جيل فقد هويته جيل لا يعلم ان كان يتبع الغرب ام هو عربي ام هو مسلم لهذا هو جيل ضائع اخذ من كل طائفة اسوء ما لديها فكانت هذه النتيجة المؤسفة التي رأيناها .جيل فقد بوصلته،لانه فاقد لهويته الذكاء بالنسبة له هو التحايل و الحرية تسيب و الوقاحة حرية تعبير .لا الومه بقدر ما الوم انفسنا و اي مستقبل ينتظر مجتمعاتنا.
لكنني أجدني اليوم ملزمه إلى حدٍ ما، باطلاق صرخة فزع لنتحرك في مواجهة هذا الانحدار الذي وصلنا و محاولة ترميم ما تم افساده، وفاء لماضينا و اخلاصا لحاضرنا لاجل مستقبلنا فابنائنا هم المستقبل .
لذا فإنني أود أن أُبين لكم ، ليزداد الواثقون ثقة، ولا يرتاب أحدٌ فيما ليس فيه ريبة:
– لم أكن يوما، ولن أكون ، ممن يصنعهم الخيال أو يؤلفون قصصا ،انما اكتب من الواقع الملتف حولي.