أوروبا
توقيف شابين غداة مقتل صحافية في إيرلندا الشمالية
ـ لندن ـ أوقفت الشرطة الإيرلندية في مدينة لندنديري (ديري) شابين على خلفية التحقيق في مقتل صحافية في إيرلندا الشمالية، أثار مقتلها موجة إدانة عالمية.
وقالت الشرطة السبت إن الشابين عمرهما 18 و19 عاما وأوقفا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب ونقلا إلى مركز للشرطة في بلفاست للتحقيق.
أصيبت الصحافية لايرا ماكي (29 عاما) في رأسها ليل الخميس في ديري، برصاص من تعتقد الشرطة إنهم منشقون جمهوريون مرتبطون “بالجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد” وهو مجموعة منشقة عن الجيش الجمهوري التاريخي، خلال مواجهات مع الشرطة في ثاني أكبر مدن إيرلندا الشمالية.
وتوالت رسائل التنديد بمقتل الصحافية وفي مقدمها رسالة من صديقتها سارة كانينغ التي كتبت “إن قدرات ماكي الرائعة خنقها عمل وحشي منفرد”.
وضم قادة الأحزاب الرئيسية في إيرلندا الشمالية — والذين عجزوا عن تشكيل حكومة للمقاطعة منذ أكثر من سنتين — أصواتهم للتنديد بمقتلها.
ونشر المحققون لقطات لكاميرات مراقبة لأعمال الشغب في حي كريغان في ديري، أملا في الحصول على معلومات من الأهالي قد تساعد في تعقب القتلة.
وأظهرت التسجيلات الصحافية ماكي تقف مع صحافيين آخرين قرب عربة للشرطة، والمسلح المشتبه به.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة وشاحنة مشتعلتين وأشخاصا ملثمين يرمون قنابل حارقة ومفرقعات على عربات الشرطة.
وكان مسؤول الشرطة ماك هاملتون أعلن الجمعة أن “مسلحا واحدا فتح النار في منطقة سكنية بالمدينة ونتيجة لذلك اصيبت الانسة ماكي بجروح”.
مجموعات مسلحة
وحمل بعض المسؤولين مسؤولية أعمال الشغب الخميس “للجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد” وهو مجموعة من الجماعات المسلحة التي تعارض بعنف عملية السلام في إيرلندا الشمالية. وأعلنت هذه المجموعة المسؤولية عن إرسال طرود مفخخة إلى لندن وغلاسكو في آذار/مارس.
وقال الكاهن الكاثوليكي جوزيف غورملي الذي صلى مع ماكي قبل وفاتها لإذاعة بي.بي.سي “أعمال الشغب هذه كانت مدبرة بشكل واضح. ليس لدي مشكلة في القول إن الجميع في منطقتنا يعي ذلك”.
وتابع “لدينا مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يريدون أن يمارسوا ألعابا سياسية تعبث بحياتنا”.
سعى الجيش الجمهوري الإيرلندي إلى ضم إيرلندا الشمالية إلى جمهورية إيرلندا من خلال أعمال العنف.
ودعت المجموعة إلى وقف نهائي لإطلاق النار في 1997 وأعلنت نهاية لعملياتها المسلحة في 2005 قائلة إنها ستسعى لتحقيق أهدافها من خلال الوسائل السياسية السلمية.
وسعت مجموعات منشقة لمواصلة العمليات المسلحة.
واتفاق “الجمعة العظيمة” الذي وقع في 1998 وضع حدا بشكل كبير لثلاثة عقود من أعمال العنف الطائفية الدامية في إيرلندا الشمالية، بين جمهوريين ووحدويين، وكذلك مع القوات المسلحة البريطانية، في فترة “الاضطرابات”.
وبرزت مخاوف من أن تحاول جماعات مسلحة استغلال الأزمة السياسية الحالية بشأن إيرلندا الشمالية وحدودها مع جمهورية ايرلندا بسبب بريكست.
وقال ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست، إن قتل ماكي “يذكر بهشاشة السلام في إيرلندا الشمالية. علينا جميعاً العمل للحفاظ على مكتسبات اتفاق الجمعة العظيمة”.
وكتب الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون على تويتر أن “قلبه ينفطر لمقتل لايرا ماكي والعنف في ديري”.
وأضاف بأن “التحديات في إيرلندا الشمالية اليوم حقيقية – لكن لا يمكننا التخلي عن 21 سنة من السلم والتقدم الذي تحقق بجهد. هذه المأساة تذكير بالخسارة التي سيمنى بها الجميع في تلك الحالة”. (أ ف ب)