السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
صراع حامي الوطيس بين “ديناصورات” حزب بوتفليقة يعمق الأزمة داخله
نهال دويب
الجزائر ـ ـ من نهال دويب ـ ازدادت الأمور تعقيدا في غضون الساعات الماضية داخل حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم (أول قيادة سياسية في البلاد) تزامنا مع تصاعد دعوات حله وإدخاله المتحف، حيث رفع حراكيو الجزائر في جمعة الغضب التاسعة شعارات كتب عليها ” فخامة الشعب يريد حل الافلان والارندي” في إشارة إلى حزب الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحي.
ويشهد حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر صراع حامي الوطيس كبير بين كتلة من أعضاء اللجنة المركزية ( الملقبون بـ ” الديناصورات”) برئاسة جمال ولد عباس الأمين العام السابق للحزب الذي يعرف اختصارا بـ “الآفلان” الذي أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية عن استقالته من منصبه بتاريخ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأكد التلفزيون الجزائري أن هذا القرار اتخذ ”لأسباب صحية” وأشار إلى أنه نقل إلى المستشفى العسكري لإجراء فحوصات طبية، وخلفت آنذاك هذه الاستقالة المفاجئة وراءها أكثر من علامة استفهام خاصة وأن مسؤولا في المكتب السياسي نفى صحة هذه الأخبار، وكتلة يقودها معاذ بوشارب.
وأحدث جمال ولد عباس (من أبرز المقربين للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة الذي منحه منذ مجيئه للحكم حقائب وزارية عدة، وقد وقع عليه الاختيار لقيادة أول قوة سياسية في البلاد بعد استقالة عمار سعداني)، مفاجئة لدى كوادر الحزب بعدما وجه طلبا لوزارة الداخلية لعقد اجتماع ” مركزية الحزب “، الإثنين المقبل، بقصر المؤتمرات في ضواحي العاصمة.
وقرر ولد عباس إعادة تنظيم اجتماع مركزي لإعادة هيكلة الجبهة التي يعتبر الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة رئيسا فخريا لها، متمسكا بشرعيته كأمين عام للحزب.
وتضاربت الأنباء الخميس حول استقالة منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم معاذ بوشارب، حيث تداولت معلومات انتشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة بشأن تنحي بوشارب تحت ضغط معارضيه داخل الحزب.
غير أن هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني “نفت نفيا قاطعا” انسحاب أعضائها من تسيير الحزب، وقالت في بيان لها إن “هيئة تسيير الحزب تمارس مهامها بصورة عادية، كما تؤكد مجدداً بأن أبواب الحزب مفتوحة أمام جميع الإطارات والمناضلين، دون إقصاء أو تهميش”.
ويعتبر معاذ بوشارب وهو رئيس للمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) أحد الباءات الثلاثة المتبقية التي يطالب الحراك برحيلها، عينه الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة منسقا عاما مؤقتا للحزب عقب استقالة الأمين العام السابق جمال ولد عباس، بشكل مفاجئ.
ويقود بوشارب منذ ذلك الوقت هيئة تسيير مؤقتة تضم 23 عضوا أغلبهم وزراء سابقين بينهم وزير العدل السابق الطيب لوح والأمين العام للرئاسة حبة العقبي وهما محسوبان على بوتفليقة.
وازدادت أزمة الشرعية التي يتخبط فيها الحزب الأقوى في البلاد مع المستجدات المتسارعة التي تشهدها البلاد, منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير / شباط الماضي واستقالة بوتفليقة المفاجئة يوم 2 أبريل / نيسان بعد تعاظم الرفض الجماهيري.
ولم يشفع لجبهة التحرير الوطني ركوبها موجة الحراك الشعبي, حيث أعلن منسقها العام ا معاذ بوشارب دعمه لمطالب الحراك، قائلاً إن “كوادر ومناضلي جبهة التحرير مع الحراك، من أجل وضع خريطة طريق واضحة المعالم لحل الأزمة الحالية”, ويصر مئات الآلاف من المتظاهرين على إدخالها المتحف وبرزت عدة شعارات في جمعة الحراك التاسعة على غرار ” حلوا الآفلان, الشعب مراهوش فرحان ” أي ” حلوا حزب جبهة التحرير الوطني, الشعب ليس سعيد “, ورغم هذا يصر المعمرون داخله على التشبث بالكرسي رغم بلوغ العديد منهم سن 70 سنة على غرار الأمين العام السابق للحزب الحاكم جمال ولد عباس وأحمد بومهدي وغيرهم.