السلايدر الرئيسيتحقيقات
هل يعود السفير القطري إلى العاصمة الاردنية عمان قريباً ؟ وما مصير الحلف الاماراتي – السعودي – الاردني؟
رداد القلاب
ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ يبدو أن الأردن بدأ بفتح ثغرة في جدار العلاقات مع قطر، وبدت واضحة الاستدارة الاردنية بإتجاة الدوحة والابتعاد قليلاً عن الرياض وابو ظبي، وذلك بعد تدشين العلاقات بزيارة المسؤول القطري الكبير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية،الاسبوع الماضي إلى العاصمة الاردنية عمان.
وكان قد بدأ الاردن سلسلة من الزيارات التجارية والاقتصادية ثم البرلمانية، بإتجاة الدوحة توجت مؤخرا، برئيس مجلس النواب الاردني المهندس عاطف الطراونة، اثناء حضور مناسبة برلمانية دولية في الدوحة، فيما يبدو عودة عن أعلأن الأردن، في 6 حزيران 2017 ، تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وذلك بعد يوم واحد من قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب، الأمر الذي نفته الدوحة وطالبت بالحوار.
وكان الاردن قد رفض ولوقت قصير وجود تقارب بين الدوحة وعمان، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة الدولة الاردنية لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات صدرت في ايلول 2018.
مؤخراً، إستقبل العاهل الاردني عبدالله الثاني ورئيس الوزراء د. عمر الرزاز ورئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة الفريق محمود فريحات، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية والوفد المرافق له.
وأجرى الوزير القطري خلال الزيارة وفق الموقع الرسمي للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية مباحثات مع رئيس هيئة الأركان المشتركة حول بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى زيارته لعدد من المواقع العسكرية.
وصدر بيان رسمي “كلاسيكي” بثته الوكالة الاردنية للانباء “بترا” تضمن ان الضيف القطري: “استعراض العلاقات الأخوية وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات. ونقل تحيات سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، لأخيه جلالة الملك، الذي حمله تحياته لسمو الشيخ تميم، وتمنياته للشعب القطري الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار. وتناول اللقاء فرص التعاون بين البلدين، من خلال تفعيل اللجان المشتركة وإقامة المشاريع بين الأردن وقطر، حيث أعرب جلالة الملك عن تقدير الأردن للدعم الذي قدمته دولة قطر في مجال توفير فرص العمل للأردنيين، وإقامة الاستثمارات في المملكة. وشدد جلالة الملك على أهمية دعم الأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة والعادلة بإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وعلق استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية د. حسن البراري، على الزيارة عبر صفحته “على فيسبوك “ان عودة السفير القطري إلى عمان باتت وشيكة.
تبعه بمقال في صحيفة “بوابة الشرق القطرية” تحت عنوان “الأردن ينتفض”: “لا يمكن فهم التحركات الأردنية الأخيرة والاتصالات المكثفة مع دولة قطر إلا في سياق شعور عمان بأنها باتت تفقد عمقها التقليدي المتمثل بالمملكة العربية السعودية، فالأخيرة تنتهج مقاربة إقليمية تراها نخب عمان بأنها تشكل تهديدا مباشرا لمصالح الأردن ورؤيته في كيفية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وأضاف براري: “عمان ترى بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يحمي مصالحها ويقدم للفلسطينيين الحد الأدنى الذي يمكن أن يكون أساسا لحل الصراع”.
واضاف: “ترى نخب عمان بأن الحصار الاقتصادي الذي تعاني منه والمماطلة في تقديم مساعدات عربية كافية لإخراجها من عنق الزجاجة إنما لتحقيق هدف واحد وهو دفع الأردن للامتثال لمنطق جاريد كوشنر الذي يسعى مع بعض زعماء العرب لتصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد”.
بالتزامن مع فارق بسيط في التوقيت تلقى العاهل الأردني عبد الله الثاني رسالة من نظيره خادم الحرمين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، حملها وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية في المملكة العربية السعودية أحمد بن عبد العزيز قطان، لم يكشف عن مضمونها، الا ان بيان صادر عن الديوان الملكي تحدث عن “تنسيق المواقف وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين”.
كما أن الملك عبدالله الثاني، أرسل عدة رسائل إلى نظيرة السعودي، عبر رئيس وزرائه د. عمر الرزاز وعبر رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، فيما يبدو رسائل “جس نبض” اختبار وفهم للإشارات والاسقاطات الجارية في المنطقة.
وكان الاردن السياسي أسند إلى رئاسة مجلس النواب الأردني، مهمة الاختراقات وفك الاشتباك، منها الاختراقات على صعيد العلاقات مع قطر وسوريا وتركيا وايران، هي مهمة لا ينكرها رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونة، خصوصاً اذا كانت تقع ضمن خدمة بلاده والملك في حديث سابق لـ””
وأعلنت دولة قطر، في آب 2018، عن تقديم حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون دولار إلى الأردن، تشمل استثمارات وتمويل مشاريع ونحو 10 الآف فرصة لتوظيف الأردنيين تم تعيين منهم 2300 وظيفة حقيقية بحسب المتحدث باسم وزارة العمل الاردنية محمد الخطيب، لافتاً إلى عدم وجود جديد في الملف.
وأغلقت الحكومة الاردنية مكتب قناة “الجزيرة” في عمان، وألغت ترخيصها في المملكة، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر عام 2017 وذلك بسبب الأزمة التي تشهدها العلاقات بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وبين دولة قطر.
كما تم اسقاط تصريحات الملك عبدالله، سياسياً، المتمثلة بـ”الاعتماد على النفس والابتعاد عن المساعدات ” في سياقات التحولات الأردنية الاقتصادية والتجارية لحماية قرارها السياسي، حيث تعد السعودية والامارات من اكثر الدول دعماً للاردن، وسبب الخلافات هي القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس و”صفقة القرن” بحسب براري لـ”” .
ولم تستطع زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الخاطفة والسريعة، استمرت نحو ساعتين للمملكة الاردنية، والاستقبال الحافل الذي حظي به الامير الاماراتي من قبل الملك عبدالله الثاني شخصياً وتسمية لواء عسكري باسم الشيخ، كسر الجمود بين الأردن والسعوديّة وتحديدًا مع الأمير محمد بن سلمان، احد الملفات التي تعني ولي عهد ابو ظبي، رغم ان الاردن يحاول ان يفرق بين العلاقة مع الملك سلمان وبين ولي العهد محمد بن سلمان .
وكان قد أتى إلغاء الملك الأردني وظيفة المبعوث الشخصي له للمملكة العربيّة السعوديّة، وإقالة رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، تفيد بأن الأردن يواجه مشكلات في علاقاته مع هذا المحور، بحسب رئيس الوزراء الأردني الاسبق، طاهر المصري.
وبالتزامن تقود إسرائيل حملة دبلوماسية وإعلامية “مستعرة ” وعلنية للتقرب من بعض دول الخليج، وشق الصف العربي، مستغلة بذلك خوف الخليج العربي من “البعبع” الايراني ومنحه اولوية على الصراع العربي – الاسرائيلي.
البيانات الرسمية الصادرة عن الدول العربية تفيد وتؤكد على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك وتعزيزه في مواجهة التحديات التي تهدد المنطقة” و”توطيد العلاقات الأخوية”و”حل القضية الفلسطينية بالمبادرة العربية حل الدولتين على اراضي 67 والقدس عاصمة الدولة الفلسطينة”.
وتبرز نقطة خلاف ثانية بين الاردن من جهة والسعودية وحليفتها الامارات من جهه ثانية، بسبب عدم الاستجابة الاردنية للمطالب السعودية – الاماراتية في ملف “الاخوان المسلمون” لصالح قطر – تركيا، التي ظهرت من منصة “الاتحاد البرلماني العربي”.
كما اغضبت الرياض، مغادرة الملك عبدالله الثاني، إلى واشنطن لحضور جنازة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب، والاعتذار “مبطن” عن استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد اعلن الديوان الملكي السعودي عبر الوكالة الرسمية للاخبار، بان الامير محمد بن سلمان ينوي زيارة الاردن ضمن جولة شملت الامارات وشمال افريقيا وامريكا اللاتينية.
كذلك قرأت الرياض الرسالة المشفرة، الصادرة عن قمة العاهل المغربي محمد الخامس ونظيره الملك عبدالله الثاني، في الرباط مؤخرا، حيث قالت الرباط “أن قضية العلاقات الخارجية تقوم على ثوابت وعلى مبدأ السيادة وليس التنسيق حسب الطلب”، ما فهم موافقة ضمنية اردنية على الرسالة.
يذكر ان السعودية والامارات سارعوا إلى انشاء صندوق لمساعدة الاردن، جراء الازمة المالية التي اطاحت برئيس الوزراء السابق هاني الملقي وكذلك قدمت قطر مساعدات مالية وتشغيل نحو 10 الاف عامل اردني.