السلايدر الرئيسيشرق أوسط
تسريح العاملين بـ (USAID) بفلسطين خطوة أمريكية جديدة للضغط على الفلسطينيين للقبول بصفقة القرن
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ تواصل الإدارة الأمريكية بفرض مزيد من الضغوطات على الشعب الفلسطيني، قبل تطبيق صفقة القرن التي أعلن الرئيس الأمريكي، أنه سيتم تطبيقها بعد شهر رمضان المبارك، للضغط عليهم للموافقة على بنود الصفقة لتحسين أوضاعهم المعيشية.
فقد أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID” في الأراضي الفلسطينية. انها تنوي تسريح عدد كبير من العاملين التابعين لها في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكنها لا تعتزم وقف نشاطها في المنطقتين بالكامل، وسوف تبقى تعمل بشكل محدود، على عكس عملها بالسابق.
وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لقرارات الإدارة الأمريكية بتقليص الدعم الكالي المقدم للفلسطينيين، حيث بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في يناير 2018 مراجعة جميع المساعدات الموجهة إلى الفلسطينيين، وفي يوليو من نفس العام قالت إنها “ستعيد توجيه جميع أموال السنة المالية 2017 إلى دول أخرى.
وتهدف أمريكا من خلال تلك القرارات للضغط على الفلسطينيين، لتقديم تنازلات على طريق صفقة القرن، والقبول بالمخططات الإسرائيلية والأمريكية الساعية لإنهاء القضية الفلسطينية وإسقاط حق اللاجئين.
وكان مسؤول أمريكي قال في بداية شهر فبراير (شباط) 2019، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أوقفت جميع مساعداتها للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، فيما يرتبط القرار بقانون أمريكي جديد يجعل المستفيدين من المساعدات الخارجية أكثر عرضة لدعاوى قضائية متعلقة بمكافحة الإرهاب.
في حين قال جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس دونالد ترمب للشرق الأوسط، إن وقف المساعدات جاء بطلب من السلطة الفلسطينية، مضيفا في تغريدة على تويتر “تم قطع هذه المساعدات بناء على طلب السلطة الفلسطينية لأنها لم تكن ترغب في الخضوع للمحاكم الأمريكية التي ستطلب منها دفع أموال لمواطنين أمريكيين قتلهم إرهابيون فلسطينيون عند إدانة السلطة الفلسطينية”.
ولم يتضح إلى متى سيستمر وقف المساعدات. وقال المسؤول إنه لا توجد حاليا خطوات لإغلاق بعثة الوكالة في الأراضي الفلسطينية، ولم يُتخذ قرار بشأن تعيين موظفين في المستقبل في بعثتها بالسفارة الأمريكية في القدس.
والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي الجهة الرئيسية التي تدير المساعدات الخارجية الأمريكية في الأراضي الفلسطينية. وقد أنفقت، بحسب موقعها الإلكتروني، 268 مليون دولار على مشروعات عامة في الضفة الغربية وغزة وأيضا على سداد دين القطاع الخاص الفلسطيني في عام 2017، لكن كان هناك خفض كبير في كل التمويلات الجديدة حتى نهاية يونيو حزيران 2018.
وفي هذا السياق يقول المحلل والكاتب السياسي مخيمر أبو سعدة لـ””: ” أمريكا اتجهت نحو وقف وتقليص المساعدات المالية والإنسانية المقدمة للفلسطينيين، كورقة ضغط قوية للقبول بـ”صفقة القرن”، كون الكثير من الفلسطينيين يعتمدون وبشكل أساسي على المساعدات المالية المقدمة من الدول الخارجية ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي”.
وأضاف” لا اعتقد أن تؤثر تلك السياسية على الفلسطينيين وتجبرهم على الخضوع للقرارات الأمريكية، فيجب مواجهة تلك الإجراءات بسياسة مضادة من خلال قيام الدول العربية بسد العجز التي حدث نتيجة قرارات الإدارة الأمريكية، وتوفير دعم بديل، لاستمرار عمل المؤسسات الإنسانية التي تقدم الدعم لسكان قطاع غزة والضفة الغربية”.
من جهته قال أحد موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID” في حديثه لـ”” أنا أعمل في الوكالة منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، ولا يوجد لدى مصدر دخل أخر، وأعيل أسرة مكونة من 7 أفراد، فقد تلقيت قراراً من الإدارة أنه سيتم الاستغناء عن خدماتي مطلع الشهر المقبل، وبالتالي سوف ينتهي بي الحال في الشارع لعدم قدرتي على دفع إيجار المنزل أسكن به أنا وعائلتي”
وأضاف الموظف الذي فضل عدم ذكر اسمه” هذا ظلم، فلا يعقل أن يتم تسريحنا من أعمالنا، والقضاء على أحلامنا وعلى أحلام الفقراء، حيث أنه هناك عدد كبير من سكان قطاع غزة يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات المالية والإنسانية من الوكالة، وتقليص خدماتها يعني وقف تقديم تلك المساعدات”.