السلايدر الرئيسيمنوعات

مواطن أردني يرفع قضية على والده رافضا ختانه بأثر رجعي ويعتبره انتهاكا لحقوق الإنسان

غادة كامل الشيخ

الأردن- ربما استند المواطن الأردني إبراهيم الشمايلة إلى حجة من لا حجة له التي تقول: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبداً!

فلم يتردد بعد مرور ثلاثين عاماً من عمره على الانتفاض أمام وجه أبيه ومواجهته بالقول: “أنا أرفض الجريمة التي ارتكبتها بحقي”، ليلجأ إلى القضاء الأردني طالباً إنصافه ليسترد حق يعتبر أنه تم انتهاكه دون وجه حق بحسب وصفه.

 المواطن الشمايلة شاب ثلاثيني، استدرك قبل شهور أن “الختان” الذي أجري له بعد ولادته بعد فتره قصيرة هو بمثابة جريمة إنسانية بحقه، وجاء قبل فترة قصيرة ليطلب من القضاء الأردني أن ينصفه ويعوضه لما تلا هذه “الجريمة” من تبعات أثرت على جسده وسببت تشويهاً له.

 وفي مقابلة أجراها “” مع والد الشمايلة أفاد أنه “آثر” هو وولده بالتضحية للفت انتباه الرأي العام الى خطورة وبشاعة ما وصفها جريمة الختان سواء للذكر والأنثى.

وأشار الوالد وبنفس الوقت المشتكى عليه: “اتفقت أنا وولدي أن يرفع قضية علي مطالبا بالتعويض على الختان الذي جرى له قبل ثلاثين عاما، والذي كنت أنا ووالدي وجدي وأبنائي الأربعة وأحفادي السبعة ضحية وضحية لأفكار مغلوطة نسفت بمجتمعنا العربي”.

وأضاف الى أنه مؤخرا قرأ القرآن الكريم والانجيل والتوراة ولم يجد نص على الختان الذي يعتبر ايذاء يقع على البشر، وهو خطأ تاريخي كبير، يعرضنا للإيذاء من قبل  ما أسماهم هو “حلاقين ومشعوذين يختنونا بأدوات حادة وغير معقمة”

وهو ما اعتبره أيضاً “تغيير لخلق الله”

وبين أنه وبالاتفاق مع ابنه قرروا أن يرفع ابنه قضية عليه لإثارة الرأي العام عن خطورة جريمة الختان، مشيرا الى أنه هو من دفع رسوم الدعوى تشجيعا لابنه.

وبحسب لائحة الشكوى التي وصلت “” نسخة منها، يقول المدعي أن والده “المدعى عليه”: “بعد ولادتي بمدة أسبوع تقريبا قام المدعى عليه وبصفته وليا لأمره بتكليف احد المشعوذين ووفقا للعادة اليهودية بإجراء عملية الختان لي دون مبرر شرعي أو قانوني أو صحي، ومتعسفا باستعمال حقه في الولاية الشرعية ومغيرا لخلق الله ومخالفا لنص كتاب الله القرآن الكريم  (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)”.

وجاء في لائحة الشكوى: “فعل المدعى عليه يشكل جرما حيث عرضني للنزيف والألآم ولتشويه جسدي، وحرماني من منفعة جزء مهم من جسدي وان بتر هذ الجزء مناف للرحمة التي يجب أن يتصف بها الولي الشرعي، سيما وأن المدعى عليه لم يأخذ برأي طبي ولا بأسباب مرضية، وان الختان ضرب من العدوانية وتغيير لخلق الله وهو جريمة إنسانية، وان الختان كالإجهاض كلاهما يعتبر جريمة، ولم يثبت وجود أي مبرر او مشروعية للختان سواء في الديانات أو القوانين”.

كما جاء أيضا: “فعل المدعى عليه ألحق بي أضرار نفسية وعضوية وفوت علي منفعة الجزء الذي تم بتره من العضو التناسلي الخاص”.

قصة المواطن الشمايلة ولغرابتها كون أنه انتفض بعد ثلاثين عاما رفضا على عملية الختان التي تعرض لها في صغره، إلا انها تثير علامات سؤال حول ما حجة اجراء الختان للذكور.

 وفي لقاء أجرته “” مع الدكتور في علم الاجتماع والجريمة حسين محادين فإن ختان الذكور فعل أخذ سمة الانتشار والالزام بحكم أنه أصبح جزء أساسي من منظومة الثقافة العربية المرتبطة بخصوصيتها الاجتماعية، في حين أن هذا الفعل في ثقافات أخرى لا يعمل به ولا يعتد به أصلا، ولعل الفهم الشعبي السائد على العموم يفيد أن ختان الذكور من شأنه أن يكون أكثر متعة في العلاقات الجنسية، وهناك رأي صحي يرى أن الجوانب الصحية للختان هي الأفضل من عدمه.

 ويرى محادين أن الختان قضية تقديرية وتشير الدراسات الى أن هناك فروقات فردية في منسوب احساس الرجل بالموضوعات الحسية اللذية ولا يرتبط بالموضوع الجسدي فقط، مبينا أن المعطى الحسي في الختان ليس كافيا وحده لتحقيق مفهوم “السكنة الجنسية” بين الزوجين وثمة مفاهيم مرتبطة بهذا الموضوع.

 مضيفا المحادين :..بحيث أنه ليس بالضرورة أن نفسر عقليا أو علميا لكنها جزء من السلوك الجمعي السائد بدليل أن ثمة مجتمعات لا تعير تغطية الاعضاء التناسلية أهمية، وكل سلوك مرتبط بخصوصية الثقافة .

 وتحدث محادين عن نقطة أن الختان يمارس على الذكر دون استشارته، معتبرا أن هذا سلوك انابي يشكل شكل من أشكال العنف والاعتداء على حقوق الانسان خصوصا وان الختان يجرى في السنوات الاولى من عمر المولود بحيث لا يكون صاحب رأي.

وبحسب دكتور الشريعة الشيخ حمدي مراد في حديث له مع “” انه جاءت الاحكام الشرعية أكانت من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة لمصلحة الانسان لحياة أفضل لأنه اختيار الله لهذا الانسان الذي خلقه ويعرف مصلحته لدنياه.

 ولا شك أن الاحكام تتفاوت بين الحلال والحرام والمكروه والفرض والواجب والسنة، ولعل من القضايا التي تطرح اليوم عند البعض الختان “الطهور” للذكور وقد ثبت في السنة الصحيحة القولية والدالة على الفعلية ختان الذكور وأنه من الفطرة جاء فعل الصحابة في عصر النبي عليه الصلاة والسلام والتابعين وعهد من تلاهم والائمة الأعلام وعلى هذه الأمة الى يوم القيامة أن الختان جزء من العبادة الى الله وكذلك صحة وعافية للأبناء حين يتم ازالة الزائدة الامامية المعلومة في عضو الذكر والتي بقاؤها يسمح بتكرار البول يعني شيئا من القاذورات والنجاسات وان أداء العضو الذكري في الجماع لا يكون مناسبا كما ينبغي.

 من هنا وبحسب الشيخ مراد وغير ذلك كانت حكمة الختان للذكور، والاعتراض عليه جهل في الدين والصحة وليس لنا الا ان ننصح بان الخير بما اختاره الله لنا والشر فينا بما نهانا الله عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق