أوروبا
اتّهام فلسطيني خامس بقتل فتى فلسطيني في مركز لطالبي اللجوء في بلجيكا
ـ بروكسل ـ وجّهت النيابة العامة في أنتويرب بشمال بلجيكا الخميس الاتّهام لفلسطيني خامس باحتجاز وقتل فتى فلسطينيا عثر على جثته في مركز لطالبي اللجوء في حادثة غير مسبوقة منذ بدء أزمة المهاجرين في أوروبا في 2015.
وأعلنت نيابة أنتويرب مساء الخميس أنها وجهت تهمة “احتجاز رهينة وقتله” إلى رجل خامس. وكما حدث للمشتبه بهم الأربعة الآخرين استمع إليهم قاضي التحقيق نهار الخميس، تم توقيفه.
ووقعت المأساة في مركز لطالبي اللجوء في بورشيم القريبة من بلدة رانست في منطقة انتويرب.
وشوهد الطفل دانيال البالغ من العمر تسع سنوات وكان يقيم في مركز اللاجئين مع والدته البالغة من العمر 26 عاما، منذ أشهر، للمرة الأخيرة حيا على دراجته الهوائية حوالى الساعة 22,00 (20,00 ت غ) من الاثنين في باحة المركز.
وأوضحت النيابة أن عملية بحث عن الطفل بدأت عندما عثر على دراجته الهوائية بدون أي أثر له. وقد أسفرت عن العثور على جثته في حفرة في مركز استقبال اللاجئين بعد ظهر الأربعاء.
واعتبرت وفاته “مشبوهة” وعهد بتحقيق في “جريمة قتل” لقاض للتحقيق. وتم توقيف خمسة مشتبه بهم جميعهم فلسطينيين — بينهم ثلاثة يقيمون في المركز –.
وقالت النيابة أن الفلسطينيين الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عاما اتهموا رسميا “باحتجاز رهينة وقتل”.
وقال باسم شحادة للقناة الفلمنكية “في تي ام” إنه عثر على الطفل “موثوق اليدين والقدمين”. وتحدث عن محاولة ابتزاز، موضحا أن العائلة تلقت بعد اختفاء الطفل رسالة على تطبيق واتساب تطالب بمئة ألف يورو “لتتمكنوا من رؤية دانيال خلال اربعة أيام”.
ورفضت النيابة التعليق على هذه المعلومات.
وكان المتحدّث باسم النيابة العامة كريستوف أيرتس أكد لوكالة فرانس برس معلومات صحافية أفادت أن الموقوفين الخمسة فلسطينيون.
وذكر مصدر قريب من الملف أن إفاداتهم أمام المحققين “ليست واضحة”، موضحا أنه لم يعترف أي منهم بالتهم الموجهة إليه.
وأثارت الحادثة استياء حتى لدى الحكومة البلجيكية التي عبر رئيسها شارل ميشال عن أسفه لهذه “الوفاة المفجعة”.
من جهتها، قالت الوزيرة المكلفة اللجوء والهجرة ماغي دي بلوك إن “فقدان طفل هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لأم”. وعبرت عن أملها في “كشف الحقيقة بسرعة لمصلحة الأم والعائلة”.
وتستقبل بلجيكا التي يبلغ عدد سكانها حوالى 11 مليون نسمة نحو 22 ألف طالب لجوء جاء معظمهم من مناطق نزاعات في الشرق الأوسط (سوريون وأفغان وعراقيون وفلسطينيون).
وتشهد مراكز إيواء هؤلاء المهاجرين التي تديرها الوكالة الفدرالية “فيداسيل” أعمال عنف من حين لآخر، لكن لم تشهد إطلاقا مقتل طفل.
وقالت الوكالة على موقعها الالكتروني “إنها المرة الأولى التي نواجه فيها وضعا كهذا، والوكالة بأكملها تأثرت بهذه المأساة”.
وتدير الوكالة عشرين من حوالى ستين مركزا لاستقبال اللاجئين، بينما يقوم شركاء لها مثل الصليب الأحمر، بالإشراف على المراكز الأخرى. (أ ف ب)